خبر نتنياهو يتحدث عن « تقليص » وليس « تجميد الاستيطان »

الساعة 08:40 ص|07 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

قالت مصادر مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس أن الأخير يرفض استخدام مصطلح "تجميد الاستيطان"، وأن كل ما سيعلن عنه لاحقا، هو "تقليص مؤقت" لمشاريع الاستيطان، على أن تتواصل في القدس المحتلة والكتل الاستيطانية، وهذا في حين شرعت جرافات الاحتلال في الأيام الأخيرة بأعمال حفريات تمهيدا لبناء مستوطنة جديدة في غور الأردن، بهدف استيعاب عدد من مستوطني قطاع غزة الذين تم إخلائهم من مستوطناتهم قبل نحو أربع سنوات.

وأوضحت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن نتنياهو يرفض بشدة الإعلان عن تجميد كلي للاستيطان، وأنه سيكتفي بالإعلان عن تقليص جزئي ومؤقت للمشاريع الاستيطانية، خلال القمة الثلاثية المفترضة، التي قد تعقد في الثلث الأخير من الشهر الجاري على هامش اجتماع الهيئة العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وتجمع نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس الأميركي باراك أوباما، وهذا على الرغم من تشكيك جهات فلسطينية وحتى إسرائيلية في إمكانية عقد لقاء كهذا.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية :"إن "التجميد" المزعوم سيدخل حيز التنفيذ في مطلع شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، ولكن ما يزال هناك خلاف حول مدة التجميد المؤقت، بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية، وتتوقع مصادر إسرائيلية رسمية أن يتم التوصل إلى تفاهمات حول هذا الشأن خلال زيارة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشل، الذي سيصل إلى إسرائيل يوم الخميس القريب.

وفي هذا الإطار، فإن جرافات الاحتلال لم تنتظر حتى صدور قرار رسمي، فقد كشفت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية، التي تلاحق الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، أن جرافات الاحتلال بدأت الأسبوع الماضي في إقامة مستوطنة جديدة في غور الأردن، كان قد صادق عليها وزير الحرب باراك قبل نحو ثلاثة أشهر.

ويقضي المشروع الاستيطاني بتحويل معسكر لجيش الاحتلال، مهجور منذ فترة، إلى مستوطنة يطلق عليها اسم "مشيخوت"، لتستوعب مستوطني مستوطنة "سيرات هيام" التي تم إخلاؤها في قطاع غزة قبل نحو أربع سنوات، وستضم المرحلة الأولى من المشروع 20 بيتا، ولكن المرحلة الأخيرة تتحدث عن مئات البيوت وبناء مرافق عامة للمستوطنين.

إلى ذلك، فقد بعث نتنياهو "المقربين" منه للتحدث لوسائل الإعلام الإسرائيلية عن رضاه من رد الفعل الأميركي، على ما أعلن عن نية نتنياهو بإقرار مشاريع لبناء مئات البيوت الاستيطانية قبل بدء مرحلة التجميد الجزئي المزعوم، وقال "المقربون"، إنه على الرغم من بيان اعتراض الإدارة الأميركية على ما نشر في إسرائيل، إلا أن الرد الأميركي ظهر "معتدلا"، فيما راحت مصادر سياسية وإعلامية لتؤكد مجددا أن مبعوثي نتنياهو أبلغوا الإدارة الأميركية مسبقا بنيته اقرار مشاريع لبناء مئات البيوت، ولهذا فإن الإدارة الأميركية لم تتفاجأ مما نشر في إسرائيل.

من جهة أخرى، فإن المسرحية التي افتعلها نتنياهو والمقربين منه في حزب "الليكود"، وكأن هناك حالة "تمرد" في الحزب على قرار مفترض لتجميد مزعوم للاستيطان، ظهرت هشاشتها، فقد أعلن عمليا جميع وزراء الحزب رفضهم الانضمام إلى أي محاولة تمرد على قرارات نتنياهو، وأن الأمر انحصر في نائبين هامشيين في الحزب، وعلى الأكثر سيحظون بتعاطف ودعم من عصابات المستوطنين.

وراحت الصحف الإسرائيلية تزعم أن نتنياهو "كرّس" نهاية الأسبوع لإقناع وزراء بخطواته السياسية اللاحقة، وبشكل خاص وزير ما يسمى "التهديدات الإستراتيجية" موشيه يعلون، والوزير المتشدد بنيامين مناحيم بيغين، اللذين ابلغا نتنياهو بعدم نيتهما الانضمام إلى أي خطوة تمرد في الحزب ضده.