خبر مجاهدو السرايا بالضفة: صمود الأبطال في مواجهة العدو وصبر الرجال أمام أمن السلطة

فلسطين اليوم : جنين

في شهر رمضان المبارك .. شهر الانتصارات، تتجمع الأحبة على طاعة الرحمن، ففي مثل هذا الشهر من كل عام نلتقي بمجاهدي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية المحتلة المحرومون من لقاء أهلهم وأحبتهم في هذا الشهر الفضيل، بسبب ملاحقة قوات الاحتلال وأجهزة السلطة لهم على مدار الساعة.

أسماء يتداولها الفلسطينيون بالضفة المحتلة موجودة على قائمة الاغتيال لقوات الاحتلال الصهيوني، فلم يكن سهلا أن تلتقي بهؤلاء المجاهدين في ظل ظروفهم الأمنية الخاصة خشيةً من بطش العدو وامن السلطة بهم، استطعنا بعد وقت وليالٍ طويلة من الوصول إليهم تنقلنا بين الأزقة وسرنا لساعات طوال، فكنا حرصين أشد الحرص أن نراقب كل شيء خلفنا ومن حولنا حفاظا على امن المجاهدين خوفاً من أن يكون احد قد تربص بنا ونكون سبباً في كشف مكانهم.

لقاء المجاهدين

وصلنا إلى المكان فبدأ العناق الطويل بيننا ممزوجاً بشوق وألم الفراق تحدثنا معهم عن أحوالهم فكانوا رمزاً للصبر على مواصلة الجهاد والمقاومة ظننا أن نعطيهم بعضاً من المعنويات فكانوا هم السباقون إيمانهم قوي بالله عز وجل مرابطون ثابتون على عهد الشهداء لسان حالهم يقول "عجلت إليك ربي حتى ترضى" تمنوا الشهادة في رمضان قبل أن يستطيع العدو الصهيوني و أجهزة عباس من اعتقالهم.

أبطال بين ملاحقتين

أحد المجاهدين يَصعب علينا ذكر اسمه أو حتى لقبه حفاظاً منا على سلامته مطلوب لقوات الاحتلال منذ زمن بعيد طاردته الأجهزة الأمنية الفلسطينية تحت ذرائع واهية ضمن خطة "دايتون" للقضاء على المقاومة فقال لنا في حديث خاص: "إن الضفة الغربية محتلة ومن حقنا الدفاع والتصدي للمحتل الغاصب فالمقاومة لها كل الحق في ممارسة نشاطاتها لصد العدوان الصهيوني فنحن نؤكد لكم أن مجاهدي سرايا القدس بكامل مجموعاتها العسكرية في الضفة المحتلة لن ولم تتنازل عن حق المقاومة في ظل وجود احتلال صهيوني يعيث فساداً في الأرض".

وأضاف أن "أجهزة السلطة وقوات الاحتلال ما زالت تقوم بعمليات ملاحقة لمجاهدينا في كافة مدن ومخيمات الضفة المحتلة ففي شهر رمضان المبارك يَعلم العدو الصهيوني وأجهزة عباس أن المجاهدين يقومون بزيارة أهلهم في الشهر الفضيل فيراقبون منازلهم في محاولة لاغتيالهم أو اعتقالهم حيث دارت في الأيام الأولى من شهر رمضان اشتباكات مع قوات الاحتلال المتوغلة بمحافظة طولكرم وبعد تصدي مجاهدي سرايا القدس لهم وفشل قوات الاحتلال من إلحاق الأذى بمجاهدينا قامت أجهزة امن السلطة في اليوم التالي باعتقال ثلاثة من مجاهدينا ومصادرة أسلحتهم".

جهاد في رمضان .. واشتياق للأرحام

"أبو محمد" لقب لطالما تردد بين مجاهدين سرايا القدس مطارد لقوات الاحتلال اعتقلته أجهزة السلطة لأكثر من مرة ولكن تم الإفراج عنه بعد تدخلات ووساطات كبيرة لم يرى أهله أكثر من ثلاثة شهور تمنى لقائهم بشهر رمضان ولكن حملات الاعتقال والملاحقة من قبل العدو الصهيوني وأجهزة أمن السلطة أبت إلا أن تحرمه من رؤيتهم، فيقول شهر رمضان هو شهر الخيرات فيه تكثر الطاعات لما فيه من اجر عند الله فأنا وإخواني المجاهدين قررنا واعددنا من أول يوم في هذا الشهر عدة مخططات إيمانيه تقرباً إلي الله عز وجل ورغم أننا نُحرم من الصلوات الخمس في المسجد وأداء صلات التراويح إلا أننا والحمد لله نؤديها سويا في جماعة أنا وإخواني المجاهدين ونعد حلقات القران في ما بيننا نقرأ ونحفظ ما تيسر من كتاب الله لما فه اجر في هذا الشهر المبارك .

وأضاف "تمنينا أن يكون لنا نصيب من زيارة صلة الأرحام في شهر رمضان المبارك ولكن .." صمت طويلاً، وقال: " لا حول ولا قوة إلا بالله" .

التصدي للمحتل .. والإفلات من السلطة

أما أبو مصعب فقد طالب أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بالضفة وقف حملاتها وملاحقتها ضد مجاهدي سرايا القدس وعناصر الحركة السياسيين والمقاومين الفلسطينيين من مختلف فصائل المقاومة، قائلاً "يكفي الاحتلال انه يمارس أبشع صور عدوانه ضد المقاومين وإنه عندما يقوم بمطاردتنا واستهدافنا فإننا نتصدى له بكل ما أوتينا من قوة، أما عندما تقوم أجهزة أمن السلطة بملاحقتنا لاعتقالنا فليس بوسعنا سوى أن نحاول الإفلات منهم لأن لا نريد إراقة الدم الفلسطيني".

وداع بلا عناق

ضجيج بالخارج أصوات حركة للآليات العسكرية الصهيونية على ما يبدو قريبة منا اتصالات تتوارد للمجاهدين " قوات الاحتلال الصهيوني تقتحم المنطقة"، قام مجاهدو سرايا القدس من مجالسهم امتشقوا السلاح حينها اضطررنا للخروج من المكان .

مصادر محلية أبلغتنا بوجود اشتباكات بين قوات الاحتلال المتوغلة ومجموعة من المقاومين بعد ساعات تمكنا من الاتصال بهم للاطمئنان عليهم بعد أن كنا قد اصطحبنا بهم فترة من الزمن، ابلغونا انه دارت اشتباكات بينهم وبين قوات الاحتلال الذي اضطر للخروج من البلدة دون أن يتمكن من تنفيذ أهدافه.