خبر تقرير سري يكشف: الجندي الإسرائيلي « رون أراد » بقي على قيد الحياة 9 سنوات بعد أسره

الساعة 08:55 ص|06 سبتمبر 2009

تقرير سري يكشف: الجندي الإسرائيلي "رون أراد" بقي على قيد الحياة 9 سنوات بعد أسره

فلسطين اليوم- القدس

يخلص تقرير استخباري إسرائيلي إلى أن الأسير الإسرائيلي المفقود رون أراد، بقي على قيد الحياة 9 سنوات على الأقل بعد وقوعه في الأسر(حتى عام 1993 على الأٌقل)، وتوفي بعد ذلك نتيجة لمرض على ما يبدو.تحت عنوان "نهاية اللغز" تفرد صحيفة "يديعوت أحرونوت" عدة صفحات لتقرير استخباري سري قامت به لجنة سرية خاصة شكلت قبل أربع سنوات برئاسة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية حينذاك زئيف فركش. ويرد في كتاب سيصدر قريبا.

 

وحسب النتائج التي توصلت إليها اللجنة فإن معلومات استخبارية على درجة عالية من الصدقية أشارت إلى أن ملاح الطيران الإسرائيلي رن أراد أعيد من إيران إلى لبنان في أواسط سنوات التسعين واحتجز في مقر تابع للحرس الثوري الإيراني وتوفي على ما يبدو نتيجة مرض. وكان رئيس شعبة الاستخبارات قد أوصى بالإعلان عن أراد بأنه ليس على قيد الحياة ومكان دفنة غير معروف إلا أن رئيس الوزراء حينذاك أرئيل شارون رفض ذلك.

 

وجاءت المعلومات التي يصفها الكتاب بأنها مؤكدة من مصدر استطاعت الاستخبارات الإسرائيلية تجنيده، وتعتبر شهادته من مصدر أول ، وقال إنه رأى أراد في لبنان في إيران. وحسب تقرير اللجنة الاستخبارية فإن أراد توفي في المكان الذي احتجز فيه في منطقة البقاع اللبنانية عام 1994، نتيجة مرض على ما يبدو.

 

ويشير تقرير اللجنة إلى أن السفير الإيراني في برلين أبلغ الاستخبارات الألمانية التي كانت تقود الوساطة بين الجانبين عن نهاية جهود الوساطة بشأن أراد، وبالتوازي مع ذلك يصدر الزعيم الروحي خمينائي قرارا بأن إيران لن تتدخل في قضية أراد.

 

وأوصلا رئيس اللجنة السرية عام 2005 بالإعلان عن أراد كمتوف مكان دفنه مجهول . إلا أن رئيس الحكومة أرئيل شارون يرفض.

 

بداية القضية: في 16 أكتوبر 1986 خلال غارة هجومية على لبنان وقع خلل في جناح طائرة إسرائيلية نتيجة انفجار قنبلة من منظومة تسليح طائرة "فانتوم" المقاتلة. وقام طاقم الطائرة المكون من شخصين بالقفز من الطائرة. الطيار يشاي أفيرام نجى، فيما وقع رون أراد في أسر حزب أمل.

 

وفشلت مفاوضات تبادل الأسير الإسرائيلي بأسرى فلسطينيين نتيجة لرفض وزير الأمن الإسرائيلي حينذاك يتسحاك رابين طلب رئيس الحزب نبيه بري إطلاق سراح أسرى فلسطينيين لقاء إطلاق سراح أراد، وذلك على إثر الانتقادات لصفقة جبريل.

 

وحسب الكتاب: في تلك الفترة تم اختطاف ضابط مارينز أمريكي عمل في صفوف الأمم المتحدة. ووقف خلف عملية الاختطاف رئيس قسم العمليات التابع لحزب الله عماد مغنية. ويضيف: غضب السوريون وطلبوا من أمل العثور عن الضابط الأمريكي، إلا أن ضابط الأمن لحزب أمل مصطفة الديراني رفض العمل ضد حزب الله وانسحب من الحزب واخذ رون أراد معه. واحتفظ بأراد في منزل في نبشيت.

 

في ليلة 4/5 مايو أيار 1988 اختفت آثار رون أراد من المنزل المذكور ومنذ ذلك الوقت لم يعرف مصيره. وأشارت التقديرات الإسرائيلية بأن اراد وقع في أيدي الإيرانيين وحاولت الضغط لاستعادته وعرضت صفقة مع إيران لتبادل جواسيس بوساطة الاستخبارات الألمانية، ومارست ضغوط عن الأمين العام للأمم المتحدة ، ولكن كل الجهود باءت بالفشل.

 

في عام 1992، بعد فترة قصيرة من توليه رئاسة الحكومة، توجه يتسحاك رابين إلى المستشار الألماني هيلموت كول وطلب منع مساعدة "بي.أن.دي"(جهاز الاستخبارات الألماني)، فاستجاب كول وأوكل مهمة الوساطة إلى بيرند شميدباور. وقام الوسيط الألماني بإجراء اتصالات مع الإيرانيين فقاموا بدورهم بتعيين حسين موسويان سفير إيران في ألمانيا مسؤولا عن الملف. وحصلت في وقت لاحق عمليتا اغتيال استهدفت معارضين إيرانيين في ألمانيا وفرنسا، اعتقل فيهما عدد من الوكلاء الإيرانيين.

 

ويقول الكتاب أن الاستخبارات الإسرائيلية حصلت على معلومات هامة في الملف بعد تجنيد شخص كان بحكم وظيفته على صلة بالملاح الإسرائيلي الأسير. ويضيف التقرير أن "يسرائيل بالوف" الذي كان مسؤولا عن شؤون الأسرى والمفقودين في جهاز "الموساد" نجح في تجنيد الشخص والحصول منه على معلومات قيمة. وقال الرجل إنه التقى أراد مرتين، واحدة في لبنان ومرة في إيران. وتبين من فحص أجراه "الشاباك" للرجل على جهاز كشف الكذب أنه صادق في حديثه.

 

المعلومات التي أدلى بها الرجل(المصدر) اعتبرها "الموساد" معلومات ذهبية بشأن رون أراد. "معلومات موثوقة وأمينة"- بهذه الكلمات عرفها رئيس الموساد شبتاي شفيط –خلال حديثه مع رئيس الوزراء رابين. وقرر رابين في خطوة نادرة منح وسام عسكري بارلوف. ولكن بعد أن أنهى بارلوف منصبه، خلفه رامي غيورا الذي شكك في المعلومات التي نقلها بارلوف وقال إنه تم التلاعب بجهاز كشف الكذب الذي فحص المصدر.

 

وتعهدت ألمانيا في عام 1994 لرابين بعدم الإفراج عن الوكلاء الإيرانيين الأربعة الذين نفذوا عملية المطعم اليوناني "ميكونوس" وربط قضيته برون أراد(تم الإفراج عنهم قبل شهور). وعرضت ألمانيا على إيران الإفراج عن الأربعة لقاء رون أراد.

 

وحسب التقرير أن في عام 1995 حصل تحول في القضية لم يتم إدراك معناه حينذاك، فقد قام السفير الإيراني موسويان بزيارة إلى منسق الاستخبارات الأمريكي أغوسط هانينغ وقال: "كل شيء انتهى، نحن لا شأن لنا ، ولا نعرف من هو رون أراد وليس لدينا معلومات حول مكانه. إذا كنتم تعتقدون أنه في لبنان أو بيد حزب الله فتوجهوا إلى حسن نصر الله، قد يستطيع مساعدتكم".

 

ويضيف التقرير: الألمان تفاجئوا، وأدركوا أن تحولا دراماتيكيا حصل، إلا أنهم لم يفهموا ما هو بالتحديد. ويتابع: معنى هذا التحول سيتضح بعد عشر سنوات حينما تحل المنظومة الاستخبارية الإسرائيلية لغز اختفاء رون أراد.

 

ويورد التقرير عملية حزب الله عام 2000 التي قتل فيها 3 جنود واحتفظ حزب الله بجثامينهم، وإلقاء القبض على إلحنان تلنباوم (ضابط الجيش وتاجر المخدرات)، وحصلت عام 2004 صفقة التبادل التي أطلقت إسرائيل بموجبها عن مصطفى الديراني والشيخ عبد الكريم عبيد. ويصفهم التقرير بأنهما اختطفا ليكونا أوراق مساومة في قضية أراد.

 

في عام 2005 أقيمت لجنة خبراء سرية لفحص ملف أراد، من بين أعضائها العقيد أرئيل كارو( تقدم بعد ذلك لرتبة عميد، ويشغل منصب ضابط الاستخبارات الرئيسي )، إلى جانب ضابطي استخبارات رفيعي المستوى. وعملت اللجنة بإشراف مباشر من رئيس شعبة الاستخبارات التابعة للقيادة العامة حينذاك زئيف فاركاش. وبعد أن أنهت مهمتها أشركت في دراسة النتائج المسؤولان المباشران عن الملف حينذاك العقيد ليئور لوتان، والعقيد شلومو كاشي.

 

وحسب التقرير: المواد التي عرضت على اللجنة لم تدع مجالا للشك بأن رون أراد اختطف على يد جيش القدس التابع لحرس الثورة الإيرانية من منزل عائلة شوكور في نبشيت، الذي احتجز فيه على يد مصطفى الديراني.

 

ويقول التقرير أن الديراني الذي كان يخشى من عملية كوماندو إسرائيلية طلب من الإيرانيين الاحتفاظ به، مقابل دعم تنظيمه الصغير بالحماية والمال. ولكت قائد الحرس الثورة الإيرانية في لبنان مصطفى حكصر، كان لديه خطة أخرى وقام باختطاف أراد دون علم الديراني كي لا يضطر إلى إبلاغه بخططه بصدد الأسير الإسرائيلي.

 

وحسب رئيس "الموساد" فركاش، فإن إيران احتفظت بأراد مدة طويلة ونقلته إلى الأراضي الإيرانية عام 1990 واحتجز في مكان سري. ونفت إيران حينذاك أي علاقة لها بأراد.

 

في 1994 اختطف ديراني على يد إسرائيل، وخشي الإيرانيون بأن تدينهم اعترافاته فقرروا إعادته للبنان. وهناك في اللجنة من يعتقدون أن أراد لم يتم نقله إلى إيران وبقي بيد في لبنان.

 

وتخلص اللجنة إلى أن رون أراد توفي في 1995 على الأقل ، في نفس القترة التي قال السفير الإيراني في برلين للاستخبارات الألمانية أنهم لا شأن لهم بأراد.

 

ولكن الكتاب يخلص إلى أنه لا توجد معلومات قاطعة حول وفاة أراد، ولا يحدد مكان دفنه. ولكنه يشير إلى أن خبراء الاستخبارات أجمعوا على أمانة المعلومات الاستخبارية. وجميعهم على قناعة أن أراد ليس على قيد الحياة.