خبر أين أنت يا عُمر !!؟

الساعة 08:15 ص|06 سبتمبر 2009

أين أنت يا عُمر !!؟

فلسطين اليوم – غزة (تقرير خاص)

احتار الفرقاء من حركتي فتح وحماس في تحديد موعد جلستهم السابعة التي سيجلسون فيها حول الطاولة المستديرة ليكملوا السيناريو الذي طالما خاضوا وجالوا فيه خلال الجولات الست الماضية وكل نهاية تكون "لم نصل لاتفاق" .

 

فيا ترى هل نسى الإخوة الفرقاء إخوانهم الأشقاء الذين باتوا يعانون من شغف الحياة التي أنهكتهم بالانقسام الداخلي تارة وبالحصار الخارجي تارة أخرى .

 

تعيش في حي الشجاعية شرق مدينة غزة أم محمد بكرون في بيت متواضع ذو أضواء خافتة وجدران مشققة وسقف رتيب يحميها بالكاد هي وأسرتها من حر الصيف وبرد الشتاء .

 

تقول أم محمد عندما بدأت تسرد لمراسلة "فلسطين اليوم" قصة معاناتها مع الفقر المخيم عليها وعلى أفراد أسرتها المكونة من خمسة أولاد وثلاث بنات إضافة إلى زوجها " أعاني وأفراد أسرتي من حالة فقر شديد فالدخل الشهري لدي بأحسن حالاته لا يتجاوز 200 شيكل ومتطلبات الحياة تفوق هذا المبلغ بكثير " .

 

وأضافت أم محمد بأنها تحصل على كوبون من مؤسسة الـ CHF الدولية كل ثلاث شهور .

 

كيف وإلى متى !!!

وعما إذا كانت أم محمد لا تستطيع أن تفي بمتطلبات أولادها في شهر رمضان من المأكولات التي يشتهيها الكبير منا قبل الصغير قالت " أولادي على علم بالحال , وهم بأنفسهم لا يحاولون الضغط على بمتطلباتهم ولكني احزن عليهم كثيراً  فأطفال في مثل أعمارهم يحتاجون إلى طعام صحي كي تبنى به أجسامهم , ولكن كيف وإلى متى سيظل هذا الحال !!

 

لم يأكلوا قطايف رمضان

وذكرت أم محمد بأنها لم تستطع طوال شهر رمضان أن تشتري حلوى القطايف لأولادها لأن ثمنه الآن ( 8 شيكل ) وهذا بالطبع مرتفع بالنسبة إلى دخلها الضئيل , حتي بعض الفواكه الموسمية كالمانجا والعنب لم يكن أطفالها ليذوقوها كباقي الأطفال .

 

أما عن السفرة الرمضانية لدى أم محمد فهي تتركز على طعام واحد توفره بالكاد من ميسور بيت على حد قولها .

 

ولم يكن لأم محمد متسع سوى أن تناشد رب العاملين كي يفرج هذا الكرب عنها وعن أولادها كي يعيشوا كباقي أسر العالم .

 

ويمكن تكرار المناشدات لكل أحرار العالم وكل من يمتلك إحساس الأخوة بأن يقف مع نفسه ولو للحظة ويفكر ملياً فيمن وله كيف يأكلون وكيف يشربون وكيف ينامون وكيف وكيف وكيف !!! , فأسرة أم محمد ليست وحدها التي تعاني من هذا الشقاء بل هناك العديد من الأسر المستورة التي تعيش حياتها يوماً بيوم بكافة أشكال المعاناة والقهر .

 

فهل من معين لهذه الأسر وهل من عُمر جديد يتفقد أفراد رعيته فيجد أسر لا تسترها إلا الجدران ضاعت بين مطرقة حماس وسندان فتح  ليسدل عليها من مال الله كي يعيشوا كباقي أسر العالم.