خبر « رمضان ».. بلا مسليات وسهرات شبابية

الساعة 08:09 ص|06 سبتمبر 2009

"رمضان".. بلا مسليات وسهرات شبابية

فلسطين اليوم- غزة

لم يتناول الأصدقاء الثلاثة شادي وأحمد ورائد أياً من أصناف الفواكه أو المشروبات الباردة كالمعتاد في السهرات الرمضانية، بعد سهرة استمرت أربع ساعات وامتدت حتى الثانية فجراً.

 

واقتصرت السهرة على تبادل الأحاديث وتدخين النرجيلة واحتساء فنجان قهوة "ساده" تبرع به أحمد صاحب المنزل، الذي استضافهم في فنائه المتواضع.

 

ولم تكبح متعة اللمة والسهرة وتناول الحديث والنكات تذمر الشباب بسبب عدم وجود ما يأكلونه أو يشربونه في السهرة، التي قرص الجوع خلالها أمعاء هؤلاء الأصدقاء المتعطلين عن العمل.

 

وتحدث الشباب الذين اعتادوا على السهر منذ اليوم الأول لشهر رمضان عن آلامهم المتمثلة في عدم عثورهم على فرصة عمل وعدم مقدرتهم على تدبر أمورهم.

 

ويتحدث أحمد وهو أكبرهم سنا (31 عاما) عن الظروف المادية التي تواجههم وتمنعهم من التمتع بنعمة الأكل والمشروبات في شهر رمضان، مؤكدا أنهم استعاضوا عن هذه النعمة بتدخين النرجيلة وبعض السجائر مع فنجان قهوة نظرا لعدم تكلفتها.

 

وأشار إلى أنه وأصدقاءه لا يستطيعون الذهاب إلى مركز المدينة للسهر أو إلى الاستراحات أو أي أماكن أخرى بسبب أوضاعهم المادية الصعبة وتكلفة السهر.

 

ويتمكن الشباب خلال سهراتهم من تضييع الوقت بسرعة بسبب ما يمتلكونه من مخزون نكات وقصص مثيرة وطريفة تثير ضحكاتهم وقهقهاتهم.

 

ولا يخفي شادي في نهاية العشرينات من عمره امتعاضه لعدم قدرته كشاب على شراء ما يريد أو على الأقل تطعيم السهرة ببعض المشروبات الباردة، مؤكدا أنه يبحث عن عمل حتى في شهر رمضان ليتمكن من قضاء أوقات ممتعة مع الأصدقاء.

 

رائد كان أكثر حدة في كلامه وانهمك في توجيه انتقادات لاذعة للمسؤولين والحاكمين لعدم مقدرتهم على توفير فرص عمل والحد الأدنى من الحياة الكريمة للمواطن.

 

وقال رائد الذي كان يعمل في أحد مصانع الباطون بغضب: هل يعقل ألا يجد ثلاثة شباب عشرة شواقل في جيوبهم يشترون بها الشيء القليل من الفاكهة أو العصائر، مشيرا إلى أنه يغادر المنزل هربا من وجه والده الذي يلح عليه باستمرار أن يجد عملا، دون مراعاة ظروف البلد.

 

ويحاول رائد تسكين غضبه بتدخين "الشيشة" بأنفاس عميقة، مؤكدا أنها سبيله للهرب من مشاكله التي لا تتوقف ولا تنتهي.

 

وفي سهرة موسعة أخرى ليست بعيدة عن سهرة الأصدقاء الثلاثة ضمت سبعة شباب، لوحظ أن هؤلاء الأصدقاء لم يتناولوا غير الشاي الساخن رغم امتداد السهرة أكثر من ثلاث ساعات.

 

ويبرر أبو عبد الله الهسي صاحب المنزل الذين يسهرون أمامه ذلك بعدم مقدرته على تلبية رغبات سبعة شباب في ظل تردي وضعه المادي، بينما يلتمس الشباب عذراً لمضيفهم، مؤكدين أنهم يأتون فقط من أجل التسلية والهروب من حرارة المنازل العالية خاصة في أيام انقطاع التيار الكهربائي في الليل.

 

وقال إبراهيم دكة أحد الشباب المتواجدين في السهرة مازحاً: لو كان أحدنا غنياً لما وجدته يسهر على قارعة الطريق في سهرة تخلو من الحد الأدنى من مسليات شهر رمضان.

 

وأضاف قائلا إن الشباب الفقراء هم من يلجؤون إلى السهر في الطرق وعلى الأبواب لأن الأغنياء يفضلونها مع أبنائهم وعائلاتهم، حيث يقضونها في الأكل والشرب وأحيانا الرحلات والزيارات.

 

ويلاحظ تسابق الشباب على التناوب على تدخين النرجيلة، متابعين أحاديثهم بصوت خافت حرصا على عدم إثارة غضب الجيران الراقدين.

عيسى سعد الله