خبر بيبي نعم – ولا.. هآرتس

الساعة 08:07 ص|06 سبتمبر 2009

بقلم: اسرة التحرير

تصريح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول بناء مئات الوحدات السكنية الجديدة في المستوطنات قبل "التعليق المؤقت" بلحظة من خلال اعطاء تراخيص بناء جديدة يبدو كمحاولة تفتقد للمهارة لارضاء ادارة اوباما التي تطالب نتنياهو بتجميد البناء وفي نفس الوقت ارضاء لوبي المستوطنين وانصارهم في الليكود الذين يهددونه بزعزعة حكمه. البيت الابيض سارع للتنديد بقرار نتنياهو، وطالب اسرائيل بالوفاء بالتزامها وفقا لخريطة الطريق وتجميد البناء. نتنياهو اوضح بانه لم يفاجىء الامريكيين، وانه اعلمهم مسبقا بانه ينوي الاعلان عن "البناء قبل التجميد".

النتيجة مثيرة للقلق. رغم وعود نتنياهو المتكررة بانه قد "تغير" و "نضج" الا انه يخطىء في نفس نهج القيادة الضعيفة الذي اتبعه في ولايته السابقة. مرة اخرى يظهر كبيبي صاحب نعم – ولا، الذي يؤيد الشيء ونقيضه. بدلا من ابداء الاصرار والوقوف من وراء المبادىء، ان كانت لديه كهذه، يظهر رئيس الوزراء ككرة قدم يركلها الامريكيون والمستوطنون فيما بينهم، وكرة تتدحرج بين تسيبي حوتوبلي وداني دنون وبراك اوباما وجورج ميتشل. اين هذا السلوك واين التمسك بالهدف والاستعداد لخوض المخاطر السياسية الذي ابداه عندما كان وزيرا للمالية في حكومة شارون.

على نتنياهو ان يتعلم من اخطائه في العقد الماضي، عندما دفع عملية اوسلو من دون رغبة مع "حقنة عظام" للمستوطنين وهجمات علنية على اليسار. هذا الامر لم يفعل فعله: الامريكيون والفلسطينيون اعتبروه كذابا، والمستوطنون وانصارهم غضبوا من "تنازلاته المفرطة". النتيجة كانت ان اتفاق واي الذي وقعه نتنياهو مع ياسر عرفات انهار بسرعة – واليمين تحالف مع حزب العمل واسقطه عن سدة الحكم.

الان يكرر نتنياهو نفس الاخطاء. مئات الوحدات السكنية الجديدة التي تضاف الى الـ 2500 وحدة التي تمر في مرحلة البناء الان، ستزعزع مصداقية الحكومة في نظر الاسرة الدولية، الا انها لم ترضي نهم المستوطنين وشهوتهم. البناء الجديد لن يعزز موقف اسرائيل في المفاوضات المستقبلية حول الحدود الدائمة،  ولن يعزز صورة نتنياهو الشعبية ومكانته السياسية. هذا البناء سيعرقل فقط تحقيق الهدف المركزي الذي حدده لنفسه – اقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح الى جانب اسرائيل – وقد يظهر رئيس الوزراء كقائد ضعيف قابل للضغط وذو وجهين.