خبر أسيرة محررة من الجهاد: تركتُ خلفي أسيرات وسأقاتل من أجل عدالة قضيتهن

الساعة 04:41 م|05 سبتمبر 2009

أسيرة محررة من الجهاد: تركتُ خلفي أسيرات وسأقاتل من أجل عدالة قضيتهن

فلسطين اليوم: وسام المقوسي

لم يكن شهر رمضان المبارك بأفضل حالا عن باقي أشهر العام بالنسبة للأسيرات في سجون الاحتلال الصهيوني, حيث المعاناة المستمرة والظروف المعيشية بالغة الصعوبة من سياسية الإذلال وامتهان الكرامة وضرب معنوياتهن إلخ من أساليب التعذيب والتفنن من قبل  إدارة السجون في فرض العقوبات وزيادة عمليات القمع والتفتيش وحرمانهن من الزيارات, لنزع من قلوبهم بهجة هذا الشهر الفضيل, ضمن السياسة المنظمة والمعلنة التي تنتهجها ضدهم.

الأسيرة المحررة "صابرين أبو عمارة" 26 عاما من البلدة القديمة في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة, والتي تم الإفراج عنها بعد اعتقال دام 6 سنوات قضتها في سجن هشارون الصهيوني, بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي, تقول: لقد تركتُ خلفي أخوات عزيزات على قلبي وسأقاتل من أجل عدالة قضيتهن, وأضافت:" لقد قضيت معهن لحظات وظروف صعبة داخل السجن لن أنساها أبدا مهما طال الزمن, عانيت جرائها من الحرمان والقهر وجميع أشكال العذاب.

وعبرت الأسيرة المحررة عن سعادتها بالإفراج عنها وقالت : أحمد الله العلي القدير أن أخرجني من السجن, وأدعوه لكي تكتمل فرحتي بأن أرى جميع من كنت معهم في السجن عائدين إلي بيوت أهلهم وذويهم, وخاصة الأخت المجاهدة فاطمة الزق وطفلها الحبيب "يوسف" الذي اشتاق له في كل لحظة, ووصفت الظروف والأوضاع التي تمر بها الأسيرات داخل سجون الاحتلال الصهيوني بالقاسية والقهرية خاصة مع  قدوم شهر رمضان المبارك وحنين الشوق للأهل والأحباب, حيث التضييق والخناق المتعمدة عليهن للتنغيص على الأجواء الإيمانية الرمضانية لهم .

وأضافت الأسيرة أبو عماره أن الممارسات اللااخلاقية بحق الأسيرات تتصاعد وتيرتها من قبل إدارة السجون, حيث التفتيش العاري أمام السجانات والاقتحامات المتكررة للأقسام في ساعات متأخرة من الليل، والتي تجري عادة من قبل سجانين رجال بمصاحبة السجانات, وغير ذلك من الممارسات الوحشية الصهيونية, الأمر الذي خلق حالة من الاستياء والتذمر والرفض في صفوف الأسيرات, مما يجعل اعتقالهن جريمة بحق الإنسانية.

وأوضحت الأسيرة المحررة أن سلطات الاحتلال تسعي جاهدة إلى حرمانهن من التواصل الخارجي مع الأهل والأحباب , خاصة في هذا الشهر الكريم , بالإضافة إلى سياسة التعتيم الإعلامي على معاناتهن والتهديد المتواصل من قبل إدارة السجن بعزلهن عن العالم الخارجي عبر التهديد بسحب الانجازات التي حصلوا عليا وأجهزة التلفاز والراديو , ويرافق ذلك كله وضع العراقيل أمامهم الأهل في الضفة المحتلة للوصول والتواصل معنا , والذي يعمل علي عدم انتظام الزيارات , كما ولا زالت تتعمد قوات الاحتلال منع أهالي أسيرات قطاع غزة من الزيارة بشكل تام منذ أكثر من  ثلاثة عوام علي التوالي, مشيرتا إلى أن سجن هشارون يضم 26 أسيرة منهم  ثلاثة أسيرات من القطاع وهن , وفاء البس , روضة حبيب , وفاطمة الزق, وجميعهم ممنوعون من التواصل مع أهلهم , مع كل ذلك تؤكد الأسيرة أبو عمارة أن الأسيرات الثلاثة يمتعن بقوة وعزيمة في مواجهة السجن والسجان رغم حرقة الفراق وصعوبة الظروف وقطع الزيارة عنهم.

وحول الوضع الصحي للأسيرات قالت الأسيرة أبو عماره أننا ومنذ عامين ونحن نطالب المؤسسات الحقوقية والمعنية بالضغط على إدارة السجون لإرسال أطباء من جميع التخصصات جراء ما تعانيه الأسيرات من إهمال طبي والاستخفاف في حياهن, حيث تنوع الأمراض من ضغط الدم والضعف في النظر والكرسترول والكلي وغيرها, لكن لم تقابل مطالبنا بالاهتمام والقبول , مضيفتاً علي وجود ترهل وسوء في أداء الخدمات الطبية التي تقدم للأسيرات المرضي  ، حيث لا وجود لأطباء أخصائيين لمعاينة ومعالجة الحالات المرضية , ودائما ما يقدم هو حبة الأكامول كعلاج لكل مرض وداء، مؤكده أن ذلك يندرج في إطار عملية القتل البطيء التي تنتهجها إدارة السجون بحقهن, في ظل استفحال الأمراض داخل المعتقل , ونوهت أبو الأسيرة أبو عمارة لوجود أسيرات في حاله إعياء شديد وبحاجة  للرعاية والمتابعة اليومية .

وعن حال الطفل يوسف الزق اصغر معتقل في العالم والذي يتواجد برفقه والدته فاطمة الزق والذي أنجبته داخل السجن , أردفت الأسيرة المحررة  أبو عماره قائلة أن إدارة السجون لا تزال تمنع إدخال الألعاب والمستلزمات الضرورية للطفل , لافته إلي انه يتناول نفس وجبه الطعام التي  تناولها الأسيرات , بالرغم من أنها لا تتناسب مع الغذاء الصحي الضروري لنموه , مما يجعله في حالة من التقلبات الصحية المتكررة , كونه لا يتلقي الرعاية المناسبة .

ونوهت أبو عماره إلي أن إدارة السجن لا زالت تستعين بالجنائيين الصهاينة في طهي وتقديم الطعام لنا , كما عملت علي حرمنا من وجبة السحور خلال شهر رمضان , وسبق وطلبنا من إدارة المعتقل بتوفير تلك الوجبة في الوقت المحدد للسحور, إلا أن الإدارة لم تستجب لمطلبنا , وتقوم بإحضارها في غير أوقاتها خاصًة بعد انتهاء موعد السحور, وأشارت أبو عمارة إلي أن  الطعام  الذي تقدمة إدارة السجون , يفتقد للشروط الصحية, وقالت أننا نعتمد بالدرجة الأولي علي المال الخاص بنا في شراء كافة المستلزمات من طعام وشراب من خلال  كانتين السجن,مما يشكل ذلك إرهاقا ماديا لدينا .

وفي نهاية حديثها أعربت الأسيرة المحررة صابرين أبو عماره عن أملها بالإفراج عن كافة الأسيرات في سجون الاحتلال, مناشدة جميع المؤسسات والهيئات والمنظمات الحقوقية  والصلب الأحمر بضرورة إيجاد حل لمسائلة الزيارات من قبل الأهل  والعمل علي إدخال المستلزمات والحاجيات الخاصة بهن, والتدخل لإنقاذ حياة الأسيرات من الموت البطيء الذي يحدق بحياتهم  ,  داعيتا مختطفي  الجندي الصهيوني جلعاد شاليط, بالتمسك بمطالبهم, وجعل قضية الأسيرات والأطفال والمرضى وأصحاب المحكوميات العالية على سلم أولويات ألصفقه خاصة وان هنالك عدد  من الأسيرات دخلن عامهن الثامن في المعتقل ومنهن من يقضي حكما بالمؤبد, وسط اقسي ظروف التعذيب والممارسات التعسفية بسبب رفضهن للاحتلال .

وجدير بالذكر وحسب أخر الإحصائيات المتوفرة التي تصدر عن المؤسسات المتابعة لشؤون الأسري, وصل عدد الأسيرات في السجون الصهيونية قرابة الـ 60 أسيرة ، بينهن أسيرة واحدة مع طفلها وهي فاطمة الزق, إضافةٌ لحوالي 18 أسيرة متزوجة و 12 أسيرة لديهن أبناء في الخارج,وكما ويوجد 3 أسيرات أزواجهن معتقلون في السجون الصهيونية وهن : إيمان الغزاوي وزوجها شاهر العشي ، أرينا سراحنة من بيت لحم زوجها الأسير إبراهيم سراحنة, والأسيرة أحلام التميمي زوجها نزار التميمي.