خبر قراقع: اذا لم تُدرج حماس أسرى الداخل والقدس والجولان فسترتكب خطأ استراتيجيا

الساعة 06:21 ص|05 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم-القدس العربي

نفى عيسى قراقع، وزير الاسرى والمحررين في الحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فياض في حديث خصّ به 'القدس العربي' المزاعم الاسرائيلية التي قالت انّ السلطة الفلسطينية مستاءة من ان تقوم اسرائيل بابرام صفقة مع حماس لتبادل الاسرى، مشيرا الى انّه لم يصدر ايّ تصريح رسمي عن مسؤول فلسطيني في هذا السياق، وزاد قائلا انّ حركة حماس تملك فرصة سانحة لالزام اسرائيل باطلاق سراح الاسرى من مناطق الـ48، مشيرا الى انّ هذه الامكانية لن تتاح في المستقبل.

وحول وضع الاسرى في سجون الاحتلال قال انّها سيئة للغاية وكرامتهم مستباحة، واسرائيل تستخدم الجوانب الانسانية في محاولة لابتزازهم. وعن المفاوضات مع الاسرائيليين قال انّها منذ 15 عاما كانت عبثية، ووظفتها الدولة العبرية لتعميق وتكريس الاحتلال، واضاف انّ الاستيطان خصوصا في القدس متسارع بشكل خطير.

وفي ما يلي النص الكامل للحديث:

ما هو تعقيبك على المزاعم الاسرائيلية التي تقول انّ السلطة الفلسطينية مستاءة من اخراج صفقة التبادل مع حماس، لانّ اسرائيل كانت قد وعدت الرئيس عبّاس باطلاق سراح اسرى فلسطينيين لتقويته في الشارع الفلسطيني؟

اعتقد انّ هذا الامر غير صحيح، السلطة الوطنية الفلسطينية شجعت ورحبت بأن تتم صفقة التبادل بنجاح وان تشمل اطلاق سراح مئات من الاسرى الفلسطينيين، واعتقد انّه لا يوجد ايّ فلسطيني يعارض اطلاق سراح اسرى من السجون الاسرائيلية، كما اكدنا ايضا على انّ الصفقة يجب ان تشمل ذوي المحكوميات العالية، اي اكثر من عشرين عاما، بمن فيهم اسرى الـ48 والقدس الشرقية والجولان العربي السوري المحتل، لانّ حكومات اسرائيل كانت دائما تضع فيتو على اسرى الداخل الفلسطيني، سواء في المفاوضات او في اي لقاءات، على اسرى الداخل والقدس والجولان، وبالتالي نحن نتحدث عن صفقة تبادل وليس مفاوضات، وبالتالي فهي فرصة لانقاذ حياة اسرى فلسطينيين قضوا اكثر من عشرين عاما داخل السجون الاحتلال الاسرائيلية، هذا هو موقفنا، على الرغم من انّ السلطة الوطنية الفلسطينية ليست طرفا في هذه الصفقة او في المفاوضات، ولكنّها دائما تشجع ولا تضع ايّ عقبة، كما انّه لم يصدر ايّ تصريح من ايّ مسؤول فلسطيني يعبر عن استيائه من هذه الصفقة.

هل توافق او تطالب بأن تشمل قائمة الاسرى التي قدّمتها حماس اسرى من عرب الداخل الفلسطيني؟

نعم، هذه المرة يجب ان تشمل الصفقة اسرى من الداخل ومن القدس الشرقية ومن الجولان السوري، واذا لم تشمل القائمة اسرى من هذه المناطق فانّ حركة حماس بذلك ترتكب خطأ استراتيجيا، واقول انّها فرصة يمكن ان لا يتاح مثلها لانّ الموقف الاسرائيلي يعارض اطلاق سراح اسرى الداخل، لانّ الموقف الاسرائيلي في المفاوضات يرفض ان يكون موضوع اسرى القدس الشرقية واسرى الداخل مطروحا على طاولة المفاوضات، تحت حجة انّهم مواطنون اسرائيليون، وبنفس القوت هم لا يحصلون داخل السجن على حقوقهم كمواطنين اسرائيليين، وبالتالي هم خارج النقاش السياسي، خارج المفاوضات السياسية، اذا كانت هناك مفاوضات. وبالتالي لا يوجد ايّ امل او طريقة لانقاذ واخراج هؤلاء الاسرى سوى صفقات التبادل، وهناك سوابق، هناك اكثر من صفقة ابرمت بين تنظيمات فلسطينية واسرائيل في الثمانينات من القرن الماضي وتمّ من خلالها اطلاق سراح اسرى من مناطق الـ48 و من القدس العربية ومن الجولان، وانا اسأل ما معنى انّ هذه المرة اسرائيل ترفض ذلك، وتحاول كما سمعت ان تستثني من الصفقة اسرى الداخل الفلسطيني، واذا وافقت حركة حماس على الشرط الاسرائيلي فانّ ذلك يكون خطأ استراتيجيا.

كيف تقيم اليوم وضع الاسرى الفلسطينيين الذين يقبعون في غياهب سجون الاحتلال الاسرائيلي؟

وضع سيىء جدا، اسرائيل تفعل ما تشاء في السجون والمعتقلات في وضع الاسرى، من الجوانب الانسانية وكرامة المعتقلين المستباحة، هناك اجراءات وقوانين جديدة وتشديدات جديدة، ولا يوجد ايّ تحرك سواء من السلطة او من مؤسسات حقوق الانسان او من المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل لتحسين الوضع. لقد اجتمعت هذا الاسبوع مع المدير العام لمصلحة السجون الاسرائيلية في مدينة الرملة، وطرحنا اكثر من 15 مطلبا تتعلق بالحياة الداخلية في السجون، سواءً عن العزل الانفرادي ومنع العائلات من زيارة المعتقلين، منع الاسرى من التقدم لامتحانات التوجيهي، سواءً السماح لنا بادخال اطباء للاسرى المرضى وما الى ذلك من مطالب، وكل ما يتعلق بالقضايا الانسانية، استطيع ان اقول انّه على الرغم من انّ الاجواء التي سادت الاجتماع كانت ايجابية، ولكن على الصعيد العملي جميع ما سمعناه هو مماطلات ووعود، اي انّه لا يوجد ايّ شيء عملي، وهذا مؤشر بانّ اسرائيل حتى في الجوانب الانسانية والحقوقية للمعتقلين تستخدمها للابتزاز والضغط عليهم.

ما هو رأيك في الانباء التي رشحت في الايام الاخيرة عن لقاء ثلاثي في نيويورك يضم الرئيس عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتننياهو والرئيس الامريكي باراك اوباما؟ هل تعلمون شيئا عن هذه المبادرة؟

الرئيس عباس صرح اكثر من مرة انّ ايّ لقاء مع الجانب الاسرائيلي يجب ان يسبقه اعلان اسرائيلي بوقف الاستيطان، وها قد مضى علينا اكثر من 16 عاما ونحن نقوم بالتفاوض مع اسرائيل، وانا اقول انّ هذه المفاوضات كانت مفاوضات عبثية، استخدمت ووظفت لتعميق الاحتلال وتكريسه ليس الا، كما انّ الاستيطان متسارع بشكل مخيف جدا في الضفة الغربية، وخاصة في منطقة القدس، وبالتالي اللقاءات اصبحت صورية، على اسرائيل ان تلتزم حتى على ما وافقت عليه في خريطة الطريق التي تنص في بندها الاول على وقف الاستيطان، وبالتالي الرئيس ابو مازن اعلن اننا لن نذهب الى لقاءات جديدة، الا بعد ان يقوموا بالاعلان مسبقا عن وقف الاستيطان بجميع اشكاله. وانا اعتقد انّ هذا الموقف صحيح، واتمنى ان يبقى الفلسطينيون على هذا الموقف، لانّ المفاوضات في ظل الاستيطان هي مضيعة للوقت.