خبر وزير إسرائيلي يحتفل بمحاولة اغتيال رؤساء بلديات الضفة في الثمانينات

الساعة 02:35 ص|05 سبتمبر 2009

وزير إسرائيلي يحتفل بمحاولة اغتيال رؤساء بلديات الضفة في الثمانينات

فلسطين اليوم- الشرق الأوسط

كشف أحد قادة الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية، بنحاس فاليرشتيان، أن وزير البنى التحتية في حكومة نتنياهو، بنيامين بن إليعيزر، كان قد شرب نخب محاولة عصابة إرهاب يهودية اغتيال رؤساء بلديات ثلاثة في الضفة الغربية في الثمانينات من القرن الماضي.

وقال فاليرشتاين، وهو مدير عام مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن بن إليعيزر كان قائدا عاما لقوات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، عندما نفذت العصابة الإرهابية في حينه محاولات الاغتيال.

وكما هو معروف، فإن الإرهابيين اليهود وضعوا في يوم الثاني من يونيو (حزيران) 1980 ثلاث عبوات ناسفة تحت سيارات كل من بسام الشكعة رئيس بلدية نابلس، وكريم خلف رئيس بلدية رام الله، وإبراهيم الطويل رئيس بلدية البيرة. وانفجرت عبوتان منها، ما أدى إلى بتر رجلَي الشكعة ورِجل خلف، بينما الطويل نجا من الحادث بسبب اكتشاف العبوة قبل صعوده إلى السيارة. وتبين أن عصابة يهودية تدعى «تي إن تي» (إرهاب ضد إرهاب)، هي التي تقف وراء الجريمة. وادعى قادتها في المحكمة أنهم يردون بذلك على الإرهاب الفلسطيني.

وفي حينه استنكرت الحكومة الإسرائيلية برئاسة مناحم بيغن هذه الجريمة وتنكرت لها. ولكن العميد بن إليعيزر، حسبما روى فاليرشتاين، لم يُخفِ فرحه بالحادث. ويضيف فاليرشتاين: «دخلت إلى مكتبه فأغلق الباب ورائي وأخرج زجاجة نبيذ وشرب نخب العملية. وشكا قائلا: ذلك الذي حاول اغتيال بسام الشكعة، يجب شنقه. فبدلا من أن يقطعه من فوق قطعه من تحت». ويسأل الصحافي ناحوم بارنياع ضيفه فاليرشتاين: «أنت لم تكن عضوا في هذه العصابة؟ فأجاب: «نعم، لأنهم لم يدعوني إلى الانضمام. ربما كنت سأتجاوب مع الدعوة ثم أندم».

ورفض بن إليعيزر الرد على هذا النشر. وأما بسام الشكعة، فقال إن هذا الخبر لا يفاجئه وذلك لسببين: الأول أن بن إليعيزر مجرم معروف. ففي عنقه أرواح 250 جنديا مصريا تم أسرهم بأيدي قواته سنة 1967، لكنه رفض تحمل عبء نقلهم من سيناء إلى إسرائيل وأمر بتصفيتهم. والسبب الثاني أن بن إليعيزر دعاني إلى مكتبه بصفتي رئيس بلدية قبل بضعة أسابيع من الجريمة وأبلغني أن «شيئا فظيعا جدا سيحدث لي في القريب لن أنساه ما حييت. فهو إما شريك وإما عارف وساكت، وفي الحالتين هو مجرم».

وأضاف الشكعة أنه رغم معرفته ببشاعة الاحتلال الإسرائيلي بشكل عام، فإنه ما زال يستصعب فهم السياسة الإسرائيلية التي تسمح لمجرم كهذا أن يتبوأ مناصب عليا في إسرائيل طوال الوقت ويستهجن أكثر كيف يصوت عرب من أعضاء حزب العمل أو مؤيديه لمثل هذا القائد ويداه ملطختان بدماء كمية هائلة من الدم العربي.

وجدير بالذكر أن الإعلام الإسرائيلي والحلبة السياسية في إسرائيل مرت مرور الكرام على هذا النشر وتجاهلته تماما، كما لو أن الحديث يجري عن حدث عابر لا عن جريمة إرهاب. ويفترض أن بن إليعيزر، وبصفته القائد الأكبر لقوات الجيش الإسرائيلي في الضفة، يُعتبر مسؤولا أولا عن أمن الشخصيات الفلسطينية المنتخبة وسائر الفلسطينيين. فهو لم يمنع هذه الجريمة، رغم أن أكثر من إشارة دلت على احتمال وقوعها، بل راح يشرب نخبا احتفالا بها.