خبر فترة الانتظار..معاريف

الساعة 10:41 ص|04 سبتمبر 2009

بقلم: بن كاسبيت

في وقت ما سنضطر للتحقيق في كيفية وصولنا الى الوضع الذي يبدي فيه فتى في السادسة عشرة من عمره الاهتمام حول كيفية قيام الدولة بضمان سلامته عندما يتطوع للجيش الاسرائيلي ويضطر لبذل جهد خاص لضمان هذه السلامة. كيف انقلب كل شيء هنا. كيف فقدنا الاتجاه وابتدعنا قيما عليا جديدة لا أساس لها تشكل خطرا على اساس وجودنا. حركة جماهيرية تفتقد للمسؤولية تحول اطلاق سراح الجندي جلعاد شليت الى مهمة وطنية عليا على حساب الجميع بأي ثمن. يجمعون تواقيع الناس على عرائض من اجل اعادته وكأن هناك احدا ما يقوم بجمع التواقيع على عريضة مضادة. وكأن هناك شخصا هنا لا يرغب بأن يعود جلعاد شليت. ايهود باراك كان محقا عندما قال للتلميذ الذي سأله بأنه لن يكون من الممكن ضمان سلامته عندما يتطوع للجيش. هكذا هو الحال عندنا. وفقا للعقد غير المكتوب الذي ولدنا اليه، في سن الثامنة عشرة يتجند كل  واحد (باستثناء الاصوليين المشاغبين في القدس) وهناك يفعل كل شيء من اجل ضمان سلامته وأمن الدولة اليهودية الوحيدة التي نمتلكها وسلامتها. بعض المتجندين للجيش يسقطون ويقتلون والبعض الاخر يسقط جريحا. بعضهم يقتاد الى الاسر وبمناسبة ذكر شليت هو لم يؤخذ اسيرا وانما اختطف خلال معركة مرتديا زي قائد الدبابة مع سلاح جاهز. هو اختطف من قبل تنظيم ارهابي يعلن على رؤوس الاشهاد ان هدفه الاساسي هو ازالة اسرائيل عن الخارطة. الثمن الذي يطلبه هذا التنظيم مقابل شليت سيلحق ضررا استراتيجيا هائلا وينفخ روح الانتفاضة القادمة، مطلقا رسالة لكل فلسطيني يافع بأن عليه ان يقتل اكبر عدد من اليهود (لانه سيخرج حرا طليقا في اخر المطاف) ويدمر ابو مازن ويكرس حكم حماس، ويخرج مئات الشياطين البشرية التي قتلت النساء والاطفال من السجن والاسوء من ذلك يخرج عملية الاختطاف القادمة الى الطريق.

ما الذي سيكون عليه ثمن الاختطاف القادم؟ ما الذي سيطلبوه من اجل شليت القادم؟ القدس؟ ربما بيبي نفسه؟ وعلى سبيل المثال نزع سلاح اسرائيل النووي (الذي تمتلكه وفقا للتقارير الاجنبية)؟ وماذا حينئذ؟ هل ستتشكل حركة شعبية مع ملصقات وصورة ديمونا في مواجهة عيون الجندي؟ أين يفترض ان ينتهي هذا الامر؟ ذلك لانه لا يوجد ثمن لا يوجد للدولة اليهودية استعداد لدفعه مقابل اعادة جندي مخطوف. مقابل "ضمان سلامة" من سيخرج للمعركة دفاعا عنها.

القيمة العليا التي يرددها امامنا كل اولئك الذين يقاتلون من اجل "شليت" لم تكن هنا ابدا. على العكس. القيمة الاسرائيلية العليا كانت بأننا لا نتفاوض مع الارهاب. هذه كانت القيمة التي اطلقها الجيش الاسرائيلي الى عنتيبيا في اوغندا وهي التي دفعت مردخاي رحاميم لاطلاق النار على خاطفي الطائرة في تركيا وهي القيمة التي قادتنا مرة تلو الاخرى الى المدرسة في معلوت والى بوابة فندق سافوي وكافة الاماكن التي حاولوا ارهابنا بها. القيمة التي يحاولون ترديدها امامنا الان هي في الواقع تشويه منهجي بعض الشيء ومختلف تماما يقوم الجيش الاسرائيلي بتربية جنوده وقادته في الميدان: المبدأ يقضي بعدم ابقاء اي جندي جريح في ارض المعركة. يتوجب محاولة استعادته حتى لو كان الامر صعبا وحتى لو قتل وجرح اخرون من اجله لاننا لا نترك جنديا مصابا في ارض المعركة. هذا جدير وصحيح ولكنه لا يشبه حكاية جلعاد شليت. الدائرة السحرية التي ادخلت اسرائيل فيها نفسها يجب ان تتوقف. صناعة الاختطافات هذه يجب ان تنتهي. الامريكيون الذين قالوا في العراق بأنهم لن يتفاوضوا مع الخاطفين بأي ثمن لا يختطفون تقريبا. الارهاب مخادع محتال ويكيفوا نفسه مع الظروف. في حالتنا الظروف بائسة جدا لدرجة ان الارهاب ينفجر ضاحكا. يختطفون جنديا فينزلون دولة بأكملها على ركبتيها.

لذلك كان باراك محقا عندما نظر في عيون الفتى الذي سأله عن سلامته عندما سيتطوع للجيش وقال له الحقيقة. هذا الفتى في المقابل ألغى يومه الدراسي الاول في صبيحة اليوم التالي وكرسه لاجراء مقابلات. بعد قليل سيعين نفسه ناطقا رسميا. فهل هذا صحيح؟ لقد لعبها. ذات مرة قبل مدة بعيدة أراد الشبان ان يفعلوا شيئا ما من اجل الجميع. اليوم ما يريدونه بالاساس هو الوصول الى التلفاز. ولذلك كان باراك محقا. حتى بعد يومين عندما لم يخف وقال بأن احدا لن ينظر عليه بالاخلاق. من الناحية الاخرى في كانون الاول الاخير عندما قالت تسيبي لفني نفس الكلمات وفي نفس الظروف بالضبط، اخطأ باراك. لانه في حينه هاجمها واقترح عليها التقليل من الكلام قدر المستطاع. اليوم هو يقول في واقع الامر نفس ما قالته. الاستنتاج؟ هناك في هذه الدولة امورا يسمح لايهود باراك وحده ان يقولها او على الاصح كل من كان في الوحدة الخاصة لهيئة الاركان فقط.

كل ما قيل سالفا لا يقلل من حجم مأساة جلعاد شليت وعائلته ومأساتنا نحن. جندي مع عيون وابتسامة خجولة يذوي في مكان ما في أسره. لديه أب وأم ولديهم كل الحقوق الموجودة في هذا العالم لاقتلاع الجبال وتنظيم حملة لاستعادته. من الناحية الاخرى كل هذا لا يقلل من مسؤولية قادة هذه الدولة على تدارس الامور بطريقة نقية واضحة وحادة. لانهما نتنياهو وباراك ليسا والدي جلعاد شليت على الاصح هما الان والدا دولة اسرائيل وهما هناك من اجل الدفاع عن هذه الدولة ومصالحها وأمنها وكل الارامل والايتام والمخطوفين في المستقبل القادم. كان على نتنياهو ان يقول مع دخوله للمنصب بأن اقتراح حكومة اولمرت باعادة شليت تفريطي واشكالي، الا انه يقبله ويقف من ورائه وانه اقتراحه الاخير. لا مزيد من العروض ولا مزيد من المفاوضات ولا شيء. في المقابل يتوجب تشديد الحصار على غزة واستئناف الاغتيالات ودفع قيادة حماس للنزول الى المخابىء والرد على كل قسام بعملية عسكرية تكلفهم ثمنا باهظا. هذه الطريقة الوحيدة لاطلاق سراح شليت والدفاع عن الدولة في نفس الوقت. لا سبيل آخر.

يعكفون على التقارب

في الوقت الذي تكتب فيه هذه السطور يستعدون في اسرائيل للاتفاق المنشود مع الادارة الامريكية في قضية المستوطنات. نتنياهو لا يريد تسمية ذلك "تجميدا"، رغم ان الجمود قائم منذ زمن على الارض (لا بناء، نقطة). يبحثون عن كلمة اخرى. المصطلح البارز هو "انتظار". هل تذكرون فترة الانتظار في عام 1967 التي خرجنا من بعدها الى حرب حزيران ومن هناك ولدت المناطق التي يريدون تجميدها الان؟ نفس الكلمة ولكن بالعكس. "الانتظار" اليوم يفترض ان يفضي الى المفاوضات وليس الى الحرب. نتنياهو يحب الانتظار لانها كلمة تبدو بريئة ومؤقتة. ما الذي ينتظرونه؟ لفتات العالم العربي. ستكون هناك لفتات وتتواصل فترة الانتظار التي هي في الواقع تجميد حتى اللفتة التالية. وان لم تكن هناك لفتات؟ فلن ننتظر اكثر. "ان اعطوا اخذوا وان لم يعطوا لن يأخذوا" طراز 2009.

مداولات السداسية السرية التي جرت في هذا الاسبوع ايضا جرت في ظل الخضوع للامريكيين. هناك تجري نقاشات موضوعية مثيرة للاهتمام. دان مريدور اكثرهم كلاما وهو مع التجميد طبعا. ايهود باراك يعتبر الدماغ التحليلي لهذه المجموعة ويكثر من تحليلاته الجيواستراتيجية اللامعة. يعلون يشعر بالمرارة بالاساس ولديه سبب طيب لذلك. عندما كان هنا مستشار الامن القومي الامريكي الجنرال جيمس جونز مؤخرا كان اللقاء الوحيد الذي رفض اجراؤه هو لقاؤه مع بيبي. بني بيغن لا يتحدث كثيرا ولكن عندما يتحدث فان الامور التي يقولها هامة. نتنياهو يدير الطاقم بصورة لا بأس بها أما افيغدور ليبرمان فهو في العادة غائب في التحقيقات او في الرحلات الخارجية. ولكن عندما يكون موجودا يتحدث بصورة موضوعية ويعبر عن آراء معتدلة اكثر من تلك التي يتفوه بها امام عدسات الكاميرا. ليبرمان قال هناك ايضا في هذا الاسبوع بان لا مفر وبانه لا يمكن التخاصم مع امريكا. الان يفترض ان يصل ميتشل الى هنا لانهاء المسألة مع نتنياهو وبعد رأس السنة سيجري اللقاء التاريخي بين ابو مازن ونتنياهو برعاية اوباما في الجمعية العمومية في واشنطن.

كل هذا الجاز يفترض ان يؤدي الى تسوية معينة في العلاقات بين واشنطن والقدس. نتنياهو يحرص على الحفاظ على مكانة اوباما وعدم تحريض اعضاء الكونغرس والسيناتورات ضده ويتلمس طريقه نحو التقارب بحذر ولو بصورة رمزية مع اوباما. العلاقات بين الجانبين والتي اوشكت على الانفجار قبل عدة اسابيع تبدأ في الانتعاش. اول علامات التطبيع. اضافة الى المصادقة الامريكية على الاتفاق غير المكتوب بصدد التعتيم النووي الاسرائيلي، اتفق بين القدس وواشنطن ايضا على التعاون في قضية المشاريع النووية للاغراض السلمية. عدا عن ذلك أمد الامريكيون طاقم نتنياهو بمنظومة مشفرة لاجراء المحادثات عبر الفيديو بين البيت الابيض وديوان رئيس الوزراء حتى لا تكون هناك حاجة لارهاق المبعوثين في كل مرة في رحلات عابرة للمحيط. اذا هناك جهاز اتصال الان وهناك امكانية لاجراء محادثات فيديو. يتوجب فقط الحرص بطريقة ما على ان تبدأ الاطراف بالاعجاب ببعضها البعض. هذه مهمة اصعب بكثير حسب الاعتقاد. لانه في المحادثات المغلقة بصورة خاصة تتردد في محيط نتنياهو تقديرات بأن اوباما لن ينتخب للرئاسة مرة اخرى وانه آخذ في الضعف كما ان رام عمانويل فقد وحدانيته في الاشراف على الملف الاسرائيلي وهناك الان الحان مختلفة تصدر عن الغرفة البيضاوية. او بكلمات اخرى: في وقت ما سيكون الوضع افضل. ما الذي سنفعله في الوقت الحالي؟ سننتظر ونرى. الانتظار ذكرناه سالفا.

حركة الكتل

ان توجه بيبي فعلا لخطوة سياسية كما يعد الان فمن المتوقع ان يمر حزب كاديما بهزة. لفني ستضطر للوقوف امام كبار الحزب المرهقين في صحراء المعارضة والمتضورين جوعا الذين يحاولون الزج بها للداخل. لفني عازمة على البقاء في  الخارج وبالامس حصلت على تعزيز مفاجىء من شاؤول موفاز الذي قال عبر اذاعة الجيش بأنه لا سبب للدخول للحكومة الان. لفني ستقيس بيبي وفقا للنوايا وليس للشعارات. وفقا للافعال وليس الاقوال. من الناحية الاخرى ان جمد بيبي المستوطنات وتوجه للمفاوضات فانه سيسرق منها اجندتها وبديلها في وضح النهار. في الوقت الحالي الجميع في الانتظار. لديها طاقم أمني ثابت يجتمع بين الحين والاخر ويشارك فيه افران هاليفي، جدعون شيفر، يتسحاق بن يسرائيل وفيني ميدان واخرون. في بعض  الاحيان في الفترة الاخيرة ينضم قائد سلاح الجو السابق ايتان بن الياهو اليهم. في الماضي كان عميرام ليفين ايضا. الاسم الاكثر سخونة الذي تجري معه لفني في الاشهر الاخيرة لقاءات كثيرة من خلال الطاقم الامني وخارجه هو دان حالوتس. منظومة العلاقات التي تنسج بين الاثنين مثيرة للاهتمام.

لفني تعتقد ان عليها ان تشكل البديل وان تبقى كذلك. وان المعارضة هي جزء من الثقافة السلطوية وان عليها ان تتحلى بالصبر ان ارادت الوصول الى رئاسة الوزراء بأسرع وقت ممكن. ايهود باراك في المقابل اكثر صحوة. هو يعرف انه ان لم تحدث اعجوبة فلن يكون بامكانه ان ينتصر هنا في الانتخابات. اذا هو يستعد للمعجزة من جهة. وهذه الامور شهدناها في السابق ايران، الحرب، الجندي رقم 1 الخ الخ الخ. من الناحية الاخرى في المحيط تبدأ في التبلور خطة مثيرة للاهتمام. باراك هو رجل الوحدة، والاطر الكبيرة. بهذه الطريقة تشكل ائتلاف "اسرائيل واحدة". وبهذه الطريقة خطط للاتحاد مع اولمرت وكاديما والان يفكر بالاتحاد مع بيبي. هذا الامر ما زال مبكرا مبهما وغريبا ولكنه يحلق في الاجواء. ان سار نتنياهو وباراك معا في خطوة في مواجهة السوريين (باراك يضغط بيبي يتردد لكن الامور تحدث)، بدعم امريكي فان باراك لن يستبعد السير المشترك في نوع من "الحزب الاعلى" او الارتباط بين الحزبين. الليكود قد يفقد جزءا من جناحه اليميني وباراك سيفقد المتمردين وائتلاف بيبي – باراك سيضيء سماء السياسة بفرقعة جديدة. صحيح ان هذا الامر يبدو الان مثيرا للضحك ولكن اقامة كاديما بدت ذات مرة مضحكة جدا.

ريشون تورز، رواية اولمرت

هذا كان اسبوع ميني مازوز. طائفة المعجبين به الاخذة في الازدياد خلال الحراك توجته كشخص ألمعي. ها هو الشخص الذي طير رئيسا ورئيس وزراء. ربما كان كل ذلك صحيحا ولكن يتوجب ان نذكر ان هناك امكانية اخرى. ما الذي سيقوله ميني مازوز ان تم تبرئة قصاب واولمرت؟ او ربما واحدا منهما؟ صفقة ادعاء فاضحة توضح فيها النيابة العامة بأنه لا توجد أدلة للاغتصاب (في حالة قصاب) وبعد خمس دقائق لائحة اتهام حول الاغتصاب. هل هذا جدي؟ قصاب سيخرج بريئا  في آخر المطاف وكلنا بما فيها كاتب هذه السطور سنضطر لطلب الصفح من شخص منفر غير اخلاقي سيتم ترفيعه الى رتبة قديس مضطهد برعاية المستشار القضائي للحكومة.

واولمرت؟ وسائل الاعلام قد ادانته في هذا الاسبوع. الغشاش النموذجي هو لم يقدم للمحاكمة فقط بل حوكم وادين وشنق ودفن دفن الحمار. هذه بالضبط النقطة التي يتوجب فيها تفحص الامكانيات الاخرى. والتي كان اولمرت وفقها ضحية لعملية صيد بشري وازيح عن منصبه بصورة فاضحة. لا حاجة لشعور بالغيظ. لا يمكن اصلاح ما انكسر. رأس الغول اجتث. الفحص يجب ان يجري ليس من أجل اولمرت وانما من اجل القادم في الدور. وبالمناسبة القادم في الدور هو بيبي. يتوجب معرفة كيفية تطيره من هنا بهذه السهولة. ذلك لانه بعد ان انهارت شهادة تلانسكي جاءت قضية خطوط طيران ريشون تورز ودفعت ايهود باراك لخطوة دفعت اولمرت للانصراف الى بيته واوصلت مازوز لوضع جمجمة جديدة على حزامه.

تسفيكا كلينغ كان المسؤول الرئيسي في القسم الاقتصادي من النيابة العامة للدولة. المختص رقم 1 في مخالفات النصب والغش وخيانة الامانة. ادار اغلبية الملفات الكبيرة طوال 15 عاما. درعي، بنحاسي، يائير ليفي وكل الاسماء. بعد ذلك ترك الوظيفة لادارة محطة طحين كبيرة تمتلكها اسرته. حياته جيدة فهو لا ينشغل في المحاماة وانما يتوجه لملف اولمرت لان عدم العدالة يشتعل في عظامه. كلينغ تحدث معي في هذا الاسبوع من كل قلبه. سألته وسألت المحامي الابرز الذي يقود عملية الدفاع عن اولمرت يهودا فاينشتاين، كيف حدث انهم تنازلوا بهذه السهولة عن خطوة المساءلة. فعبروا عن سخريتهم من ذلك.

فاينشتاين الافضل بين محامي القيادة في اسرائيل والذي لا يقوم بابراز اسمه وانما يتولى التبرئة اعطاني تفسيرا قانونيا للامر. بعد ان خرج من الغرفة انتقل كلينغ الى اللغة العادية "هذا الملف جيد جدا بكل بساطة وما نكتشفه هنا سخيف جدا لدرجة انه لا جدوى لاهدار ذلك من خلال خطوة المساءلة. هذه الامور يجب ان تستوضح في المحكمة. نحن نقوم بقراءة الوثائق ونكتشف بان النيابة العامة لم تتحقق من المادة بكل بساطة. هناك وثائق تدحض بصورة مطلقة جزءا كبيرا من الحقائق التي يذكرونها في لائحة الاتهام. لم اصطدم بظاهرة كهذه في حياتي. مثلا تكلفة احدى تذاكر الطيران. النيابة العامة نقلت المبلغ الذي سجله المحقق البوليسي. ولو انهم كلفوا خاطرهم وتمعنوا في الوثائق نفسها لوجدوا ان هناك خطأ لانه لم يكن هناك مبلغ كهذا وهذا مثال صغير فقط".

ولكن هناك نماذج اخرى اكبر. مشروع كلينغ هو ريشون تورز حيث اتهم اولمرت في هذه القضية بالغش وخيانة الامانة. ليفن شتاين وكلينغ يمتلكان جبلا كاملا من مثل هذه المسائل. رشون تورز كما يقسمان ستسقط مثل شهادة تلانسكي وسيتبين انه لا يوجد هناك غش او نصب. انا اقول لهما ولكن في آخر المطاف كان هناك مال تراكم وفي هذا المال سافر ابناء عائلة اولمرت. "هذا ليس غشا" يقول كلينغ، "في أسوء الاحوال هذا عمل اضافي والجميع يعرفون كل شيء بمن فيهم اولئك الذين اعطوا المال وملوا الرحلات كل شيء قيل جهارا للجميع وهناك وثائق دقيقة وشهادات واضحة حول ذلك ولا يوجد اي غش".

كلينغ يقول ان النيابة العامة لم تقم بالتحقق من الامور مسبقا. ميني مازوز هاجم عدنا اربيل في حينه لانها تقوم بوضع اشارة على اهدافها وصرح بأنه سيقدم لوائح اتهام ضد مسؤولين كبار فقط عندما يكون واضحا انهم سيدانون. وانا اقول لك ان عدنا اربيل وضعت ثمانية نواب عامين على ملف الجزيرة اليونانية بالنسبة لشارون وميني مازوز عين طاقما خاصا من عنده للتحقق من هؤلاء الثمانية وفي اخر المطاف اغلق الملف. اما في حالاتنا فهو لم يرسل ذلك حتى للقسم الاقتصادي في النيابة العامة. لا طاقم، ولا ثمانية نواب عامين او ستة. هناك نائب عام واحد صغير في لواء القدس ووفق وجهة نظره يقوم مازوز ولادور واثقين مائة في المائة من قرارهما فيطيران رئيس وزراء مقابل ذلك ويسارعان بسرعة خاطفة لصياغة لائحة اتهام من دون قراءة الملف كما يجب. هذه مسألة تثير الصدمة في نفسي. رواية دفاع. وهي ايضا يجب ان تسمع في بلادنا.