خبر قانون واحد للجميع..هآرتس

الساعة 10:36 ص|04 سبتمبر 2009

بقلم: أسرة التحرير

معركة عنيفة يدور رحاها منذ اسابيع طويلة في القدس. الاف الاصوليين يخرجون كل سبت للاحتجاج على فتح مواقف سيارات تخدم الزوار الى المدينة؛ في باقي ايام الاسبوع يديروت معارك شوارع في الحيين الاصوليين غيئولا ومائة شعاريم. هذا الاسبوع هاجم زعران هذين الحيين سائق سيارة عمومية عربي علق في ميدان السبت ونكلوا له بل وهاجموا بالحجارة قوات شرطة جاءوا لاخلاء جثة شخص قتل في نزل في حي غيئولا.

حسب شهادات قادة الشرطة يتبين أن الحيين الاصوليين اصبحا منطقة سائبة لا يسمح فيه للقانون وممثليه بالعمل. وحسب اجراء تتبعه الشرطة، فانها تسحب قواتها من هذين الحيين كلما نشبت فيه اضطرابات وتغلقهما من الخارج، بحيث يصبحان جزيرة خارج اقليمية للدين والعنف.

ولكن ليس فقط داخل الاحياء الاصولية لا توجد شرطة تتجرأ على استخدام قواتها؛ المظاهرات منفلتة العقال قرب مواقف السيارات خارج الاحياء لا نجد الشرطة تنجح في تفريقها.

القدس هي مدينة احياء ومدينة "تفاهمات" ولا ينبغي النزل باللائمة على مطلب ترك كل حي يحافظ على طابعه وسكان الحي يحافظون على نمط حياتهم. اجماع كهذا تتبناه معظم المدن في اسرائيل حيث تشكل اشارات ضوئية خاصة حدودا خارجية للثقافة فيها. ولكن ما يحصل في القدس في الاسابيع الاخيرة بعيد جدا عن ان يكون تعايشا طوعيا. هذا شغب منظم، يعرض حياة الانسان للخطر هدفه المس برموز السلطة واحتلال المزيد من المقاطع من مجال العيش العلماني في المدينة. هذه ليست حربا على السبت، بل ضد احتكار الدولة للقانون. هكذا كان عندما شاغب الاصوليون بسبب اعتقال الام من جماعة أهرون وهكذا حين هاجموا الشرطة الذين جاءلوا للتحقيق في عملية القتل في الحي.

الاحياء الاصولية، التي تذكر بانغلاقها في وجه القانون. احياء عنيفة في دول اخرى لا تتجرأ الشرطة الدخول اليها، تقرر جدول الاعمال حسب معايير داخلية يمليها الحاخامون. وهؤلاء يرون في قوانين الدولة أمرا مزعجا، في أفضل الاحوال، أو هدفا شرعيا للهجوم في أسوال الاحوال. الوضع الراهن القائم ظاهرا بين سلطة القانون الاسرائيلي وبين زعران الاحياء الاصولية – ولا ينبغي التمييز بين راشقي الحجارة وبين الحاخامين الذين يعطونهم الاسناد – يخضع دوما لاقرار طرف واحد: الاصوليون. اذا كانوا يرغبون فينفدون "التقاهمات" واذا كانوا لا يرغبون فيخرقونها.

يوم السبت، كالمعتاد، من المتوقع مرة اخرى مواجهة بين الشرطة والاصوليين. ولكن يحتمل ان يكون اقل عنفا. ليس بسبب هيبة القانون بل بسبب امر نشره حاخامو الطائفة طلب فيه من الزعران عدم المس بالاملاك. مرة اخرى يقرر الحاخامون مستوى اللهيب.

شرطة اسرائيل التي يشاهد عموم مواطني اسرائيل رد فعلها على المشاغبين، لا يحق لها أن تنثني أمام خارقي القانون. يوجد في ايديها كل الوسائل وكامل الاسناد الجماهيري لان تعيد القدس الى مكانتها كمدينة اتفاقات ملزمة.