خبر إسرائيل: مناورة قرب حدود لبنان لوحدة جمع المعلومات الحربية

الساعة 08:10 ص|04 سبتمبر 2009

إسرائيل: مناورة قرب حدود لبنان لوحدة جمع المعلومات الحربية

كتب محرر الشؤون الإسرائيلية للسفير:

في ما يبدو وكأنه رد من جانب إسرائيل على ما نشر بشأن استهداف «حزب الله» لرئيس الأركان الإسرائيلي غابي أشكنازي، جرى الإعلان عن انتهاء «مناورة واسعة النطاق» لوحدة جمع المعلومات الحربية، المسماة «شاحف» في قيادة الجبهة الشمالية.

وكانت هذه الوحدة حتى وقت قريب تسمى في الجيش الإسرائيلي بوحدة الأمن الميداني أو سلاح الاستخبارات، تمييزا لها عن شعبة الاستخبارات العسكرية. وتهتم هذه الوحدة بمراقبة الحدود ومحاولة جمع المعلومات التكتيكية عبر الوسائل المتوافرة لها بصريا وسمعيا.

ونقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» عن قائد الوحدة، المقدم موطي، قوله ان «لبنان مضلل.. وتحت السطح هناك نشاط متنوع، هدفه، بكل بساطة، الاستعداد ليوم المعركة. ونحن قد نتلقى الضربات، لكننا إذا لم نعرف كيف نحبط ما يخطط لنا، فإن بوسعنا جباية الثمن. ولهذا السبب نعد، بشكل مكثف، بنك الأهداف. وعندما يقتضي الأمر، نعرف كيف نعمل ضد هذه الأهداف».

وأشارت «يديعوت» إلى أن المناورة امتدت على مدى أربعة أيام من المسير المضني، والحمل الثقيل على الظهور، والتمركز في مواقع مستترة عن الأنظار، وتحديد أهداف نوعية في عمق الأراضي اللبنانية، وإغلاق دائرة النار وتدميرها. وشكلت هذه المناورة ذروة تحويل سلاح الاستخبارات الميداني إلى سلاح جمع المعلومات الحربية والتعبير عن القدرات الكاملة للمقاتلين في هذا السلاح.

تجدر الإشارة إلى أن سلاح جمع المعلومات الحربية هذا يتبع قيادة القوات البرية من ناحية الأوامر، لكنه يتبع قيادات المناطق من ناحية الصلاحيات، ويتبع شعبة الاستخبارات العسكرية من ناحية التعليمات والخبرات. وينقسم السلاح إلى ثلاث كتائب، أولاها كتيبة «شاحف» في قيادة الجبهة الشمالية، وكتيبة «نيتسان» في قيادة الجبهة الوسطى، وكتيبة «نيشر» في قيادة الجبهة الجنوبية.

وأشار قائد الكتيبة إلى أن «الجنود ابتداء من اليوم الأول لهم في هذا القطاع، وحتى يوم تسريحهم، يبقون في القاطع ذاته، يتعرفون جيدا على حزب الله، على النشاطات، وعلى الفوارق بين القرى، ويستطيعون تمييز كل حدث يبدو استثنائيا». وبحسب هذا القائد، فإن الجنود يبنون في أوقات الهدوء صورة العدو. وفي الحرب ينفذون عملياتهم في عمق الأراضي المقابلة. وأشار إلى «اننا ملزمون باستخدام الكثير من الإبداع في نشاطنا للوصول من زاوية مفاجئة في توقيت مفاجئ واستخدام الأدوات وتدمير الهدف».

وأوضحت «يديعوت» ان المناورة حاولت تقليد أيام حرب صعبة، وتم نقل الجنود بمروحيات إلى «مناطق القتال»، ونفذوا تحركات معقدة وواجهوا تحديات أخذت من التقديرات المتوقعة. وواجه مقاتلو «شاحف» عدوا يشبه جدا العدو الحقيقي، حيث وقف قبالتهم جنود أدوا دور «حزب الله» وأطلقت «صواريخ» على إسرائيل.

وقامت فكرة المناورة أصلا على قاعدة أن الهدوء القائم اليوم على الحدود، يمكن أن ينكسر في لحظة، سواء جراء عملية تحدث على الحدود، أو في أي مكان في العالم. كما أن المناورة جزء من سلسلة تدريبات طويلة في الجيش الإسرائيلي في سلاحي البر والجو.

وحسب المقدم موطي، فإنه رغم الهدوء على الحدود الشمالية لإسرائيل، فإن «حزب الله» لا يقف مكتوف الأيدي، بل إن ما يبدو كنشاط مدني بريء قرب الحدود، يمكن أن يتبدى كفعل من جانب مندوب لـ«حزب الله» ينشغل ظاهريا بعمل جنائي أو بعمل إعدادي لعملية مقبلة. وشدد على أن «حزب الله» يعمل بطرق متنوعة، يستخدم عملاء، يجمعون معلومات على مقربة من السياج الحدودي، ويعدون أرضية لأفعال قادمة». وقال إنه إلى جانب المقاتلين في الوحدة، هناك مراقبات يفحصن على مدار الساعة كل حركة قرب السياج.

وبدا في كلام الضباط الإسرائيليين نوع من العنجهية أو محاولة رفع المعنويات في تأكيدهم القدرة على تحقيق إنجازات. والإنجاز في نظرهم: «طريقة الوصول للرجال في المنظمة، ضربهم، ضرب المنظومات، وبذلك تفكيك هذا المفهوم المسمى حزب الله». ومع ذلك، فإن المقدم موطي لا يعرف متى ستبدأ المعركة، ولكنه يجزم أن عليها أن تنتهي بنتيجة واحدة «أشعر بالحاجة لإنهاء الحرب بالضربة القاضية. وبحسب رأيي، نشأ مستوى من العزم، الرغبة والفهم بأننا ملزمون بفعل ذلك هكذا. كما أن هناك أهمية لتحديد أن الجيش ينهي المواجهات بالنصر».