خبر مفتى مصر: نستعد لإصدار فتوى تبيح خفض أعداد الحجاج لمواجهة « أنفلونزا الخنازير »

الساعة 07:26 ص|04 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم-المصري اليوم

أعلن الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، أن دار الافتاء تستعد حالياً لإصدار فتوى شاملة وبحث مستفيض حول موقف الشريعة الإسلامية من مدى جواز تقليل أعداد الحجاج عند الصعود على جبل منى أثناء موسم الحج، وذلك لمواجهة انتشار فيروس H١N١ المعروف باسم «انفلونزا الخنازير».

 

وقال جمعة، فى كلمته مساء أمس الأول ضمن فعاليات «ملتقى الفكر الإسلامى»، الذى تنظمه وزارة الأوقاف بميدان الإمام الحسين: نبحث حالياً إصدار فتوى شاملة وبحث موسع وموثق بآراء المذاهب الفقهية للرد على الطلب الذى تقدمت به المؤسسة القومية للعمرة والحج، لتوضيح مدى مشروعية تخفيض وتقليل أعداد الحجاج عند الوقوف بـ«منى» تجنباً للإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير.

 

وفى رده على سؤال حول إمكانية اشتراط دار الإفتاء الحصول على ترخيص منها لمن يريد إصدار الفتاوى، قال جمعة: مسألة الفتوى لا تحتاج إلى رخصة، فأساتذة الفقه والشريعة الإسلامية هم المشتغلون بهذه «الصناعة» وهذا العلم، لذلك فهم المتخصصون فى إصدار الفتاوى مثلهم مثل الأطباء بالضبط، فمثلما لا يمارس الطب إلا الأطباء يجب ألا يتصدر للفتوى غير المتخصصين والعلماء، ودار الإفتاء تعرف جيداً أن العلماء هم أهل الفتوى.

 

وحول إمكانية توحيد الفتوى بين المجامع الفقهية، قال: الخلاف فى الفتوى لو حدث بين المتخصصين فلا بأس به، كما أن الخلاف بين المجامع الفقهية محصور وقليل جداً، ولا أرى أى اختلاف كبير بين هذه المجامع، لأننى مشتغل بهذا الأمر وأتتبعه جيدا.

 

وسأل أحد المواطنين المفتى قائلاً: «لقد طلقت زوجتى خمس مرات فما حكم الشرع فى ذلك» فأجاب جمعة: اللى نعرفه جميعاً إن الطلاق يكون ثلاث مرات فقط، أما خمسة فهذه جديدة، وعموماً عليك بالذهاب إلى دار الإفتاء لمقابلة أحد العلماء، الذى يقوم بدوره بالتحقيق جيداً فى مسائل الطلاق لأنه يجب فيها التثبت جيداً.

 

ودعا جمعة جميع المواطنين إلى عدم استخدام لفظ الطلاق مطلقاً إلا فى حالات الضرورة القصوى، قائلاً: «أدعو جميع المواطنين أن ينسوا قضية الطلاق تماماً ويرفعوها دائماً من قواميس لغتهم».

 

وأضاف: «طلاق إيه بس.. هذا أمر فيه ميثاق غليظ فإذا أراد الفرد أن يطلق فعليه أن يجلس ويتفكر ويستشير إخوانه وعائلته مثلما فعل فى الزواج بالضبط، فالطلاق أهم من الزواج، لأن فيه خراب البيوت ولا يجب أن نلجأ إليه إلا مثل اللجوء للعمليات الجراحية فى حالات الضرورة القصوى».

 

وتابع المفتى: «بطلّوا حكاية الطلاق دى وأرجوكم شيلوا كلمة الطلاق من قواميس اللغة، أنا متزوج منذ ٣٥ سنة وعمرى ما قلت لزوجتى لا أنت طالق ولا متزوجة».

 

وأفتى جمعة بأنه تجب زكاة المال على أموال الأيتام طالما بلغت النصاب وحال عليها الحول (أى مر عليها عام هجرى كامل وبلغت ما يعادل ٨٥ جراماً من الذهب) حتى وإن كان هؤلاء اليتامى قصّر.

 

ودعا جمعة المواطنين للابتعاد عن الاقتراض من البنوك بفائدة إلا فى حالات الهلاك فقط، وقال: قضية الاقتراض فيها لبس كبير، فالبنك يقوم فى غالب عملياته بالتمويل لكن فى قضية الاقتراض فنجده يذهب للاستهلاك المحض وهذا ضار بالناس وفيه إغراق بالمديونيات، ولا يجوز للمسلم أن يغرق فى الديون وتتراكم عليه.

 

وأكد المفتى أن الشريعة الإسلامية تكفل حرية العقيدة لغير المسلمين فى قول المولى عز وجل «لكم دينكم ولىّ دين» و«وما أنت عليهم بمسيطر»، مستدلا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (والله فى عون العبد مادام العبد فى عون أخيه) وأنه لم يخص ويقول «المسلم»، وإنما تركها عامة للمسلم وغيره للدلالة على أهمية الانتماء الوطنى والتعددية الدينية للوصول إلى المجتمع القوى.