خبر من قتل ياسر عرفات؟

الساعة 07:02 ص|04 سبتمبر 2009

 فلسطين اليوم-الأخبار اللبنانية

رغم ما يثار من زوابع حول دراما السير وطريقة تناولها للشخصية محور العمل، إلا أنّ هذه التجارب لا تزال مستمرة، وآخرها سيذهب إلى تقديم سيرة أحد أكثر الزعماء العرب إثارة للجدل في حياته وسياسته وحتى موته الذي وضع الأنظمة العربية أمام إشارة استفهام لم يُجب عنها حتى الآن. إنّه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (1929 ــــ 2004) الذي ستقدم سيرته في مسلسل «الاغتيال» الذي يتكوّن من 30 حلقة وسيُعرض في رمضان المقبل على أكثر من محطة عربية. العمل كتب نصه وسيخرجه الكاتب والمخرج الفلسطيني وليد عبد الرحيم الذي يعكف حالياً على المراجعات الأخيرة للنص وينهي عملية التوثيق للأحداث التي سيطرحها المسلسل.

يقول وليد عبد الرحيم لـ«الأخبار»: «عرفات كان سفيراً لمآسي الشعب الفلسطيني وهو أبرز الشخصيات بين أبناء جيله منذ 1965 حتى اغتياله. سيكون «الاغتيال» رداً عل تخاذل الزعماء العرب والقيادة الفلسطينية عن البحث قانونياً في جريمة اغتياله». ويضيف: «هناك تصريحات للرئيس الأميركي السابق جورج بوش ولشارون ورسائل وصلت إلى عرفات مفادها أنّه إذا لم تستسلم، فسنقتلك. وإذا لم تقض على الانتفاضة والمقاومة أيضاً، فسنقتلك. المسلسل يوثق هذه الرسائل وتلك التصريحات التي قوبلت بتجاهل عربي واقتصرت المواقف على ردود بائسة. فكما ذُبح مخيم جنين بالكامل وسُكت عن هذه المجزرة، ذُبح ياسر عرفات. وأنا أقول إنّه جرى التخطيط لاغتياله إسرائيلياً. وهذا التخطيط بدأ منذ رفضه توقيع وثيقة إنهاء الصراع وتسوية حقوق اللاجئين في «كامب ديفيد2» ولم يُنفّذ إلا عندما تسلّم بوش مقاليد الحكم ليتوافق مع شارون على تنفيذ الجريمة».

إذاً، ستنطلق أحداث «الاغتيال» من الأيام الأخيرة لحياة عرفات ثم نعود بطريقة الـ«فلاش باك» إلى مراحل عديدة من حياته وظهوره على الساحة الفلسطينية، لكنّ العمل سيوثّق أساساً لحظات رحيل الزعيم العربي.

ورغم قيام بعض المبادرات الصغيرة لتقديم سيرة عرفات، يبدو أنّ موضوع التمويل كان كفيلاً بوأد تلك المشاريع. فماذا عن تمويل «الاغتيال» الذي يُظهر أنّ عرفات مات مسموماً؟ لا سيما أنّ شركة «عيبال للإنتاج الفني» التي يملكها عبد الرحيم عاجزة عن إنتاج مسلسل مماثل بمفردها. يجيب عبد الرحيم: «هناك جهات عدّة يجري التفاوض معها لتمويل العمل وسيكون الهدف إنجاز مسلسل موضوعي بسوية فنية عالية يحمل قدراً كبيراً من التوثيق. وحبذا لو حقق الربح لاحقاً للجهات التي ستنتجه وتعرضه». ويضيف عبد الرحيم أنّه لم تُحدّد ميزانية العمل ولا الاتفاق مع أي جهة إنتاجية، لكنّه اشتغل على النص بذكاء وبما لا يستفز أي طرف عربي أو يحمّل المسؤولية لأي جهة فلسطينية مباشرة. «وهذا ما سبب قبولاً لدى الجهات التي نفاوضها. وبصراحة سيُتلاعب على بعض المسائل التي تستفز أطرافاً عربية كي يعرض العمل. فالمهم عدم فتح صراع عربي. صحيح أنّ كل جهة تريد أن تصنع العمل كما يناسبها وهذا حقها. لكن ما يناسبنا كصناع أساسيين للعمل أن يتّجه نحو الحقيقة والرقي بعيداً عن الاستعراض. ولن نتوانى عن تقديم ما استطعنا إثباته والابتعاد عن المقولات غير المثبتة حتى الآن».

 

ويشرح عبد الرحيم أنّ «الاغتيال» سيُقدَّم على شكل دراما وثائقية لن تفتقد عناصر التشويق والمتعة. ويعد الجمهور العربي بأنّه سيقدم عرفات كما كان في الواقع، مستنداً إلى الأمانة التاريخية بالتوثيق، وعدم الانجرار وراء القناعات والمواقف الشخصية سواء كانت مع ياسر عرفات أو ضدّه. يقول: «لم يكن هذا الزعيم نبيّاً لكنّه لم يكن شيطاناً أيضاً. العمل سيترجم نضاله الأسطوري وأخطاءه الجسيمة والهامة التي أثّرت سلباً على مسيرة الكفاح الفلسطيني. لن يقدَّم عرفات صنماً بل كإنسان ومناضل يخطئ ويصيب».

ويقول عبد الرحيم إنّ شخصية عرفات تقترب من الدراما في الحياة وتنطوي على تناقضات رهيبة تذهل المشاهد. وربما يجهل كثيرون زوايا مهمة في شخصيته الكوميدية والمتواضعة حد المبالغة. كما يفصح عما وصله من رغبة بعض الجهات بأن يُقدّم عرفات قديساً، وجهات أخرى ترغب بتقديمه غاية في الانحطاط، والعمل لن ينجر ليقدم ضمن ما هو سائد من الفن العربي الحالي القائم على عبادة الأصنام.

يشرح عبد الرحيم بأنّ شخصيّتين رئيسيتين في العمل تحيّران ويصعب تجسيدهما هما شخصية ياسر عرفات وجورج حبش. لذا، لم يرسُ عبد الرحيم بعد على اسم أي ممثل للعمل الذي سيشارك فيه نجوم من دول عربية عدة وسيُصوّر في سوريا ولبنان والأردن ومصر ويتوقع مخرج العمل ومؤلّفه أن يُمنع التصوير في إحدى تلك الدول.