خبر إسرائيل.. ومعركة الاستيطان السهلة .. أيمن خالد

الساعة 07:19 م|03 سبتمبر 2009

 

إسرائيل.. ومعركة الاستيطان السهلة

أيمن خالد

الوفاق الإيرانية

13 رمضان

الاستيطان معركة لا تقل أهمية عن أي معركة دموية يخوضها الكيان الصهيوني، وهذه مسالة ثابتة في العقل الصهيوني الذي قام بالأساس بافتراس الأرض الفلسطينية وأنشأ عليها كيانه الحالي.

غير أن هذا الكيان ومنذ اللحظة التي أعلن فيها عن إنشائه، بدت مع هذا الإعلان عقد أساسية، وهي ان المشروع الصهيوني لم يكتمل بعد، وان تحقيق الحلم الصهيوني الذي يرون أنه انتقل من جيل إلى جيل لا يزال عصياً بل وبات صعبا ومعقدا للغاية، خصوصا بعد حرب تموز الأخيرة والتي أثبتت أن مسألة الردع هي مسالة أسطورية وليست حقيقية.

وبما أن الكيان قام على أسطورة الردع فقد بات موقف القادة الصهاينة أمام قطعان المستوطنين مهزوزا، باعتبارهم قادة الحلم الصهيوني الذي بات يتراجع أمام انهيار فكرة المؤسسة العسكرية التي لا تهزم أبدا.

وهنا بالطبع برزت على الفور مسائل جديدة لم تكن معروفة في الإعلام الصهيوني، تراوحت بين الحديث عن يهودية الدولة وجملة المشاريع الأخرى التي تحاول أن تقنع المستوطن الصهيوني بان قادة هذا الكيان لا يزالون يسيرون في خطى حثيثة في سبيل إقامة الحلم الصهيوني العصي على القيام أصلا.

لا احد في الكيان الصهيوني بعد هزيمة تموز يستطيع القول انه يمكنه أن يحقق معادلة الردع لهذا الكيان التي كانت قائمة، ولا حتى مجزرة غزة الأخيرة، وكل التفاصيل وكل الجرائم التي تم استخدامها وأطنان الأسلحة، والغطاء العربي والدولي وكل ما أوتي الكيان من دعم سياسي وغيره، ففي نهاية الأمر كان حصاد غزة مريرا ولكن الحلم الصهيوني اثبت بعد غزة انه ابتعد كثيرا هذه المرة، رغم كل هذا الدعم، فمشكلة الكيان الصهيوني تتفاقم، لأن الطرف الذي وقع ضحية مشروعه، وهم الشعب الفلسطيني الضعيف، لا ينسجم مع الطرح السياسي الموجود في المنطقة العربية برمتها، سواء الداخلي منها أو الخارجي، وظل تمسكه بأرضه، ورفضه لقبول الهزيمة، واقعا يوميا يفرض معادلات جديدة على هذا الكيان، وهي أن مشروعه الصهيوني واكتماله مرتبط بقبول هذا الشعب الضعيف للهزيمة، والتي لا يريد أن يقبلها.

ورغم مرارة الوضع في غزة ورغم التناقضات الفلسطينية الداخلية، ونجاح الكيان الصهيوني في بث نيران الفرقة، إلا أن تحقيق الحلم الصهيوني تبدى للجميع في هذا الكيان بأنه مجرد وهم كبير وسراب يبحثون عنه.

الحلم الصهيوني الفريد من نوعه والذي يقوم على تحقيق الأسطورة، هذه الأسطورة التي لا تنتهي فصولها، وبالرغم من كل سبل الدعم الغربي لها والتواطؤ العربي في مواجهة الإنسان البسيط، المطوق بالجدران والحواجز وكل صنوف التعقيد اليومي.

فالحلم الصهيوني على المستوى العربي كان يعني ان يقر العرب بهذا الجار لكن الجماهير العربية التي تعاطفت مع المقاومة في جنوب لبنان على رغم مرارة المصاب الذي أصاب المدنيين عادت من جديد لتتعاطف مع غزة الجريحة التي كانت تئن وكان الأنين ينتقل من صدر إلى صدر حتى تجاوز الجغرافيا العربية ووصل التعاطف مع الفلسطينيين الى شتى بقاع الأرض.

الاستيطان في هذا المشهد يبدو سهلا بالنسبة لقادة الكيان الصهيوني، فالعرب الذين جعلوا القضية فلسطينية فقط، ولا يريدون ان يكون الأقصى عربيا، ولا يريدون أن تكون القدس عربية هم لن يفكروا بالدفاع عن الفلسطينيين العزل، الذين يتم افتراس بيوتهم وأرضهم يوميا تحت سطوة الاحتلال، خصوصا وان قادة هذا الكيان يمارسون جبنهم على هذا الانسان البسيط في ظل هذا التواطؤ الكبير المحيط بالشعب الفلسطيني.

آخر المستجدات في العقل الصهيوني، هو ما ظهر من تصريحات سياسية، تربط بين وقف الاستيطان وبين الضغط وتشديد العقوبات على ايران، وبالطبع ليس على معظم الدول العربية المتواطئة اصلاً مع المشروع الصهيوني، ولكن القراءة المهمة في الرسالة الصهيونية تثبت أن لدى ايران حقوق في فلسطين، كيف لا، والقدس في فلسطين، والأقصى في فلسطين، ونظن هذه الحماقة الصهيونية هي شهادة ايجابية بحق ايران وموقفها من المقاومة الفلسطينية.

هنا بكل تاكيد يظهر التعقيد الجديد الذي يواجه الحلم الصهيوني، فهناك اشياء جديدة برزت في وجه تحقيق الحلم الصهيوني، منها بلا شك ايران، ومنها ما هو قادم من خلال تنامي الدور التركي الرافض للسطوة الصهيونية، ومنها كراهية شعوب العالم للجنون الصهيوني، ومنها ايضا المقاومة التي لا تقر ولا تقبل بالهزيمة.

الاستيطان هو مسالة سهلة الان لكن الانفجار الفلسطيني الشعبي قادم لا محالة.