خبر استقيل أو حرره.. اسرائيل اليوم

الساعة 11:29 ص|03 سبتمبر 2009

بقلم: موريا شلوموت

من الامور المعروفة أن ايهود باراك رجل كفؤ. متعدد المجالات، متعدد الانجازات والافعال. وها هو عازف البيان الحائز على اكبر قدر من الاوسمة في الجيش الاسرائيلي اصدر هذا الاسبوع ايضا قصيدة جديدة من تحت يديه قصيدة تسمى "فقط لا تتباكوا".

"الدولة لا يمكنها أن تضمن/ سلامتك/ اقترح عليك الا تتباكى/ انت تتجند للجيش كي تقاتل/ لا كي تتباكى/ هذا مكان ليس اوروبا/ من لا يتراجع أمام نار القسام، الاختطاف والمقابر العسكرية، ينجو/ فقط لا تتباكى" (بتحرير: م. ش).

وبالفعل ما كان لوزير الدفاع عن يختار كلمات أكثر نجاحا من تلك التي اختارها كي يعكس روح الشعب والامة ومن جهة اخرى ان يقود رؤيا جلية وواضحة للجماهير. عمليا، نهج "فقط لا تتباكى" يعبر عن فكر ديمقراطي اتفق معه بقلب ثابت: الجمهور الغفير الذي ينتخب حكامه في انتخابات مفتوحة وديمقراطية، ومرة إثر مرة ينتخب زعامة يمينية تخلد وتعمق الاحتلال، لا يمكنه أن يشكو وان يتباكى كلما واجهنا نتائج الاحتلال. هل يريد الشعب جلعاد شليت في البيت؟ فلينتخب صحيحا في المرة التالية.

باراك نجح في أن يعبر عن هذا العبث الذي نعيشه: الجنود يرسلون للدفاع عن مواطنين يطالبون من مواطنين آخرين حمايتهم. ولكن هم نفسهم الذين ينبغي أن يحمونا ويحمون سلامتنا بكل ثمن، حتى بثمن الاسر. واذا لم يعجبكم الامر، فسيكرس زمنهم وجهدهم كي يغيروا الواقع ويطالبوا بحل النزاع المضرج بالدماء الذي يجبي الثمن من حياتهم.

"الدولة لا يمكنها أن تضمن سلامتك"، قال باراك في قصيدته للتلميذ الثانوي. بالفعل، قول ثاقب، يأتي، على طريقة القصيدة، للتلميح بعكسه: انت يمكنك ان تضمن سلامة الدولة. بمسؤوليتك أن تضمن سلامة الدولة وأمنها، وعليك أن تقرر شكلها. في صندوق الاقتراع.  هكذا حظي ذاك التلميذ بدرس مزدوج من وزير الدفاع – في الادب وفي التربية المدنية على حد سواء. في السطور الاخيرة لاقواله – "من لا يتراجع امام النار ينجو" – يتراسل باراك مع فكرة حرب الايام الستة، والتي عبر عنها اللواء غوردش في خطابه في نهاية الحرب: "... الى الموت نظرنا مباشرة في العين – فأخفض عينيه... عرف الشهداء وعرفنا جميعا ما هو الثمن، ونحو ماذا نسير الى المعركة...". ووجه الشبه ينتقل الى حسم باراك السياسي والشاعر: من يريد شليت في البيت، من يتطلع الى السلام، من يؤمن بالعدل الاجتماعي، من يحلم بالسياسة النظيفة، لا يجب أن ينتخب باراك (وفقط لا تتباكوا).