خبر « ليس بكل ثمن ».. يديعوت

الساعة 11:26 ص|03 سبتمبر 2009

بقلم: ارييلا رينغل هوفمان

منذ بضع سنوات طيبة والمؤسسة السياسية – الامنية تطحن التعبير المتعفن "ليس بكل ثمن". ليس بكل ثمن نخرج من لبنان، ليس بكل ثمن نوقع على اتفاق مع السوريين، ليس بكل ثمن نسير الى تسوية مع الفلسطينيين، ليس بكل ثمن نوافق على المطالب الامريكية، والاكثر شدة، صحيح حتى اليوم – ليس بكل ثمن سنعيد الاسير جلعاد شليت. على انه من هذه الجلبة المتكررة يضيع السؤال ما هو ثمن "ليس بكل ثمن".

وزير الدفاع ايهود باراك محق بالتأكيد حين يقول ان ليس بكل ثمن سنعيد شليت. غير ان باراك ايضا يعرف بان احدا بما في ذلك الفتى الذي سأل السؤال في المدرسة التي زارها الوزير لا يتوقع من دولة اسرائيل ان تعيد شليت بكل ثمن. فاحد لا يفكر بأن نوافق مثلا لتبديل شليت مقابل شرقي القدس، او شليت مقابل نزول من الهضبة، او شليت مقابل 5 رهائن آخرين: نائبان وثلاثة وزراء (في الافلام هذا يسير دوما على نحو جيد: بطل واحد يحل محل باص كامل من الرهائن).

فيما يتعلق بشليت يدور الحديث، الى هذا الحد او ذاك، عن ثمن معين، والجميع الى هذا الحد او ذاك، يعرفون ما هو: بضع مئات من المخربين المحتجزين عندنا بعضهم  مع دم على الايدي، بعضهم يتوقع جهاز الامن العام ان ينخرطوا في اعمال تخريبية معادية فور تحريرهم. هذا هو الثمن. وهو يتحرك قليلا الى اليمين، قليلا الى اليسار، يصعد مترا، يهبط مترا، ولكن في اساسه لا يتغير. فقد كان ولا يزال وهذا نحن ملزمون بأن نقوله بشكل واضح ثمنا باهظا جدا بتعابير أمن الدولة، ولا يزال، هو ليس ثمن "ليس بكل ثمن". والدليل، سبق لمثل هذه الامور ان حصلت.

ولما كان هكذا هو الحال، فما يتخذ صورة ابداء الشجاعة الجماهيرية من جانب مسؤول كبير ليس هكذا حقا. اكثر من مرة تكون هذه حجة غيبة لمعالجة فاشلة استمرت اكثر من الوقت المناسب لها. هكذا كان الحال حين تطرقت تسيبي لفني الى الموضوع تحت قبعة وزيرة الخارجية وهكذا هذه المرة ايضا.

وفضلا عن ذلك: فليس هناك اي صلة بين الترقب بأن يعود الجندي غلعاد شليت الى الديار وبين التباكي، مع فقدان عدالة الطريق، مع انعدام الاستعداد للكفاح من اجل ما يقع تحت عنوان أمن دولة اسرائيل. العكس هو الصحيح. الربط بين مطلب تحرير شليت وبين الوهن القيمي ينزل الى مستوى العهر التكافل المتبادل. فهو يمس مسا خطيرا بالعقد الذي وقعت عليه الدولة، وباراك اكثر من اي شخص اخر يعرف تفاصيله. كجندي أدى هو ايضا جيدا دوره في هذا العقد.

الدولة ملزمة بأمن اولئك الملزمين بأمنها. اذا كانت حدود الالتزام تشوشت واذا كان هناك حرج وبلبلة في مسألة من يحمي من، فهذا ذنب الزعامة. تلك التي اساءت استخدام استعداد المجتمع للتضحية بابنائه. تحرير جلعاد شليت هو جزء من المسعى الذي هو من واجب المؤسسة السياسية الامنية كي تعيد ترميم هذا الاستعداد.

قبل وقت اكثر قليلا من عشر سنوات التقى ممثلو حركة "اربع امهات" مع من كان في حينه وزير الدفاع اسحاق موردخاي. ماذا تفهمن انتن في الأمن، قال لهن. هذه الحجة تطرح الان ايضا. وعليه فان من المهم القول بأن مسألة الثمن هنا ليست "اقتصادية"، فهي تحرك في المجال القيمي، ومسموح ايضا لتلاميذ الثانوية ان يتحدثوا فيها. ومن يؤمن بأنه يجب دفعه ليس بكاء عضال، مثلما لا يعتبر من يعتقد بأنه محظور عمل ذلك، بطلا عظيما.