خبر أميرة القرم... قصة ألم أطفال غزة

الساعة 06:37 ص|03 سبتمبر 2009

أميرة القرم... قصة ألم أطفال غزة

فلسطين اليوم- وكالات

 تمثل حالة الطفلة الفلسطينية الجريحة أميرة القرم، حالة من آلاف الحالات لأطفال لفلسطينيين حوّل العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة حياتهم إلى مأساة أليمة، ستظل ملازمة لهم طوال عمرهم في شكل إصابات وإعاقات ومشاكل نفسية.

 

وقد أصابت الصواريخ الإسرائيلية التي سقطت على منزل أسرة أميرة (14 عاما) في غزة بإصابات شديدة في قدمها وساقها، ولم يبق على قيد الحياة من أفراد عائلتها إلا هي ووالدتها.

 

"الجزيرة " التقت الطفلة الفلسطينية الجريحة في مدينة لاهاي الهولندية أثناء تقدمها بطلب إلى المحكمة الجنائية الدولية لرفع دعوى ضد إسرائيل أمامها، وسمعت منها الرواية الكاملة لما حدث.

 

قصة ألم

 

تقول أميرة إن الطائرات الإسرائيلية أغارت على منزلها الكائن في حي تل الهوى يوم الأربعاء 14 يناير/كانون الثاني الماضي وقصفته بصاروخين أصابا والدها وحوّلاه إلى أشلاء.

 

وتروي الطفلة الفلسطينية كيف أنها بعد القصف عندما حاولت الذهاب لإحضار الإسعاف دوّى بجوارها انفجار رهيب ألقى بها علي الأرض، وعندما حاولت الوقوف لم تستطع وشعرت بآلام لا تطاق جعلتها تشعر أن عظام ساقها وقدمها تفتت.

 

عقب ذلك أشارت أميرة إلى أنها ظلت تبكي طوال الليل ونامت بجوار جثة أبيها، حيث ذهب شقيقاها لاستدعاء الإسعاف لكنهما لم يعودا، وعرفت لاحقا أنهما استشهدا.

 

وتضيف الطفلة الفلسطينية "في الصباح وجدت أن ساقي تحولت إلى نافورة من الدماء النازفة، وخرجت منها قطع من اللحم الصغير المتمزق، وقد ظللت على هذا الحال في الشارع بحينا الذي لم يستطع أحد الدخول إليه بسبب شدة القصف الإسرائيلي".

 

وبعد يومين مما حدث أي في يوم الجمعة وقع انفجار جديد بالمنطقة، فزحفت أميرة من خلف جثمان والدها الشهيد إلى منزل مجاور، في محاولة لإيجاد مغيث، لكن عندما جاء رجال الإسعاف لم ينتبهوا لها.

 

بيد أن هذا الأمر لم يستمر طويلا، فقد لاحظ مراسل قناة المنار اللبنانية عماد عيد يوم السبت التالي وجودها، واستدعى الإسعاف ونقلها إلى مستشفى الشفاء.

 

معاناة العلاج

 

عند هذا النقطة أنهت الطفلة أميرة صورة أولى من المعاناة لتنتقل إلى مرحلة جديدة من مأساتها، إذ تقول إن الأطباء باشروا فور وصولها إلى المستشفى بنقل دماء جديدة إليها لتعويض الدم النازف، كما أجروا لها ثلاث عمليات جراحية، إحداها لإدخال وتثبيت مسامير بلاتين في الساق، والأخريان لعمل ترقيعات جلدية.

 

وتشير أميرة إلى أنه بعد ذلك جاءت إمكانية نقلها لمواصلة العلاج في تركيا، وعندما ذهبت ومعها عدد آخر من الأطفال الجرحى إلى معبر للسفر "رفض المصريون خروجنا، فعدنا إلى غزة من جديد".

 

وتضيف "وقد طلب الملك عبد الله الثاني ملك الأردن أن يتبناني فاعتذرت له شاكرة، وفيما بعد تدخلت شخصيات عربية كبيرة لسفري للعلاج في الخارج، غير أن المصريين أصروا علي رفض إخراجنا من معبر رفح، فاضطررنا للخروج من معبر إيريز حيث أرهقنا الإسرائيليون بأسئلة لا حصر لها".

 

سياسة مبكرة

 

وبشأن من قدم لها العون في محنتها قالت أميرة القرم إن السلطة في رام الله لم تفعل لها شيئا يذكر، وإن ما فعلته كان فقط بغرض التظاهر "ولا يقارن بما فعلته حكومة حماس في غزة، التي بذلت كل جهدها لعلاجي أنا والأطفال الآخرين الجرحى".

 

لكن رغم ذلك قالت أميرة إنها تدعو للصلح بين حماس والسلطة في رام الله، "فبدون الوحدة ستفعل بنا إسرائيل ما تريد".

 

وأعربت الطفلة الفلسطينية عن أملها في العلاج بأوروبا، لكنها قالت "لا أجد هنا أي مظهر لشهر رمضان، مما يجعلني أرغب في العودة إلى غزة".

 

ووجهت أميرة رسالة إلى الأوروبيين في نهاية حديثها  قالت فيها "نريد أن نعيش في أمن وسلام مثل أطفالكم، ولا يوجد ما يدعوكم لتشجيع حصار إسرائيل لنا وحروبها علينا".

 

وتساءلت "لماذا كل شعوب العالم تعيش في سلام إلا الشعب الفلسطيني؟"، كما وجهت رسالة إلى الشعوب الإسلامية قالت فيها "نحن إخوانكم فقفوا معنا وقفة أخوية صادقة".