خبر الأحمد: مصر لا تثق بحماس وعندما تنعى القاهرة الحوار فلكل حادث حديث

الساعة 04:55 م|02 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم-رام الله

الحوار هو قضية القضايا الآن، وهناك إجماع بأنه لن تقوم للفلسطينيين قائمة بدون "المصالحة الحقيقية"، ورغم الإحباط المتواصل لتعثر الحوار، فإن الفلسطينيين يمنون أنفسهم، بأن تكون الأيام القادمة أفضل،. وفي هذا الحوار الذي أجرته صحيفة "الحال" المحلية مع عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والذي ترأس وفد حركة فتح، في جولة الحوار الأخيرة بالقاهرة، حاولنا سبر أغوار أسرار وخفايا هذا الحوار:

*الحوار الوطني..تأجيل يتبعه تأجيل، هل نحن أمام حوار مفتوح؟

-لا، التأجيل هو من أجل أن لا يكون هناك حوار من أجل الحوار دون التوصل إلى نتائج، وكان المتفق أن تكون يوم 25/8 آخر جلسة للحوار بمشاركة كل الفصائل، وليس فتح وحماس فقط للتوقيع، لذلك تم التأجيل بعد أن جاء الوفد الأمني المصري في زيارة مكوكية، وتوصل إلى نتيجة بأن الجو غير مناسب للتوقيع. ونحن نعتقد أن حماس غير جاهزة وهي سبب التأجيل والمماطلة ونحن نتهمها بأنها لا تملك الإرادة والقرار لإنهاء الانقسام، وهي تضيع الحوار في قضايا جانبية مثل جوازات السفر، بنفس الأسلوب الإسرائيلي، أي اغرق في التفاصيل ولا تمس الجوهر، ولذلك الحوار يجب أن يتواصل في ظل الوحدة وليس في ظل الانقسام، ولعل ما تقوم به حماس من فرض للحجاب على المحاميات والطالبات، يؤكد بأن حماس لديها رغبة في أن تخلق كيانا خاصا، وهذا يؤكد أيضا بأنها لا تريد إنجاح الحوار، ولهذا فإننا نأمل من مصر أن لا تدعو للحوار القادم إلا إذا قررت أن تقول كلمة الحق في حال فشل الحوار، ومن هو المسئول عن إفشاله، هم والجامعة العربية ووزير الخارجية السعودي.

*حماس تقول، بأنكم تريدون اختصار الحوار في الانتخابات، وأنها ترفض ذلك وتصر على اتفاق الرزمة؟

_نحن وافقنا على اتفاق الرزمة، ونحن طرحنا الذهاب للانتخابات لعدم التمكن من الاتفاق، وهم يريدون إغراقنا تارة في موضوع الأمن، ومواضيع أخرى، وأنا أريد أن أسأل، هل فتح وحماس أوصياء على شعبنا لتحديد القوانين. التشريعي هو فقط من يقر القوانين، وليس مؤسسات الفصيلين، أما أن نفرض أنفسنا ونقرر بمعزل عن شعبنا، فهذا مرفوض، ونحن قلنا إذا لا توجد إمكانية للاتفاق، نذهب لانتخابات بإشراف دولي، عربي وإسلامي وبمشاركة تركية التي يحكمها حزب ينتمي للإخوان المسلمين مثل حماس، ونقول بأن لا علاقة للسلطة بالانتخابات حيث سيستمر العمل داخل المؤسسات الشرعية، ونحن لا نفرض رأينا وإنما نبحث عن حل، لأننا لا نريد أن تبقى غزة مدمرة، وأن تعود للقرون الوسطى، وأن تستمر في العيش على الإنفاق والصدقات وأن يتحول شعبنا إلى "شحاذين".

*ما هي الاقتراحات المصرية الأخيرة لتجاوز نقاط الخلاف؟

-قرأت بعض التصريحات، بأن مصر لديها أفكار، مصر لم تقدم أي فكرة إطلاقا، كما قرأت أن حماس وافقت على الأفكار المصرية وفتح رفضتها، مصر حتى الآن لم تقدم فكرة واحدة، بل بالعكس نحن طالبنا بحل مفروض عربيا، وهذا ليس انتقاصا من شعبنا وقواه، بل من هيمنة شريعة الغاب والتمرد والانقلاب،  ولا زلنا تحت الاحتلال وبدون بناء دولتنا، ولذلك أؤكد مجددا أنه لا توجد أفكار مصرية، وإنما مصر تنقل أفكارا بين الطرفين وليس أكثر من ذلك.

*ما ردكم على تقرير بأن تأجيل مصر للحوار، يراد منه أن تبقى القاهرة اللاعب الأقوى على الطاولة؟

-هذه تحليلات لا ننساق وراءها، مصر لها مصلحة في إنهاء الانقسام، وقالت إن ذلك جزء من الأمن القومي المصري، وهي مكلفة من الجامعة العربية مرتين، للقيام بهذه الجهود، ونحن نثق بنزاهة مصر، ولكن مصر لا تريد حتى الآن فرض الإتفاق بالقوة، ونحن مع فرض الاتفاق بالقوة المعنوية، والقاهرة لا تثق بحماس، ولم تستخدم ثقلها الحقيقي بعد.

*هل صحيح أن الراعي المصري، هدد بوقف المصالحة ونقل الملف للجامعة العربية؟

-ليس صحيحا، مصر لم تهدد بنقل الملف لأحد، ولكنهم هددوا مرة باستخدام كل عناصر القوة، ومرة أخرى قالوا: اذهبوا ولا توجد تواريخ معينة للاتفاق وعندما تكونوا جاهزين، اتصلوا بنا، وهذا أدى إلى تراجع حماس عن بعض الشروط، لكنها عادت إلى اختراع قضايا جديدة بين الحين والآخر.   

*ماذا يعني نقل الملف للجامعة العربية؟

-الآن الملف في الجامعة العربية، ومصر تتحرك باسم الجامعة، بموجب قرارين من وزراء الخارجية العرب، وهي تطلع الدول العربية على مجريات الحوار.

*ما صحة أن القاهرة تعاتب وتحاسب الرئيس عباس بصرامة على التفاصيل التي يحجبها عنها؟

-ليس صحيحا، وأنا أنفي بقوة أن تكون مصر قد قامت بمحاسبة الرئيس، أو وجهت له لوم مباشر أو غير مباشر، ولذلك أنا لا أعرف من أين تخترع صحيفة "القدس العربي" ذلك.   بل كثيرا ما حدث تصادم بين مصر وحماس، وأنا أريد أن أكشف لك لأول مرة أن آخر صدام بينهما جرى في جولة الحوار الأخيرة بعد أن اتهمت حماس، القاهرة، بالانحياز لحركة فتح، كما أود أن أنفي ما جاء في نفس الصحيفة، بأن القاهرة تتدخل في اختيار أسماء وفد فتح للحوار، وأؤكد أن أبو مازن هو من يختارهم ونحن نستعين بمن نريد.

*هل يعنى ذلك أن هناك تطابقا مصريا-فتحاويا في كل القضايا؟

-لا أستطيع أن أقول أن هناك تطابق، ربما هناك تطابق في بعض التفاصيل، فمصر تحاول دائما أن تحافظ على موقفها المحايد، ولكن نحن نشعر أن مصر أقرب في فهمها لما يحدث في غزة إلى فتح.

*أين تتركز نقاط الخلاف مع حماس الآن؟

-نقاط الخلاف 3 وهي نظام الانتخابات، وهل هو نسبي أم دوائر أم مختلط، وكم هي نسبة النسبي و الدوائر، وحماس طرحت 60 % نسبي و 40 % دوائر، وفتح طرحت 80% نسبي و20% دوائر ومصر اقترحت 75% نسبي و25% دوائر وهذه النقطة عالقة حتى الآن. الثانية: قضية الأمن، وأهم نقطة هي تشكيل قوم أمنية مشتركة، من أجهزة الأمن القائمة في غزة حاليا، ومن عناصر الأمن الشرعية التي كانت قائمة قبل الانقسام، ونحن طالبنا بأن نبدأ بـ 15 ألف عنصر، وتم الاتفاق اثر تدخل الجانب المصري البارز بأن تكون القوة 3 آلاف عنصر، لكن حماس قالت نبدأ بـ 300 عنصر ونبدأ برفع العدد إلى 3 آلاف يوم الانتخابات التشريعية والرئاسية في 25/1/2010. أما القضية الثالثة وهي الأهم، فهي تشكيل حكومة توافق، فنحن نريد حكومة لا تجلب الحصار وأن تتلق المساعدات للسلطة، وأن تلتزم بالتزامات منظمة التحرير، ونحن لم نقل أن على حماس، الاعتراف بإسرائيل، فهذا اختراع من حماس، وأبو مازن قال، إن الفصائل ليس مطلوب منها الاعتراف بإسرائيل، ولكن حماس تصر على الرفض، ولذلك لماذا تطالب حماس المجتمع الدولي، بالمساعدة، فلا توجد هناك مساعدة لوجه الله تعالى، أى مساعدة لها أسباب سياسية، ونحن في عملية سياسية، ولذلك وأمام عدم الإنفاق اقترحت مصر، تشكيل لجنة تنسيق فصائلية، وقد اتفقنا على عددها ومرجعيتها، لكننا اختلفنا على طبيعة مهامها، فحماس تريد أن تكون للتنسيق بين حكومتين وكيانين، وهذا ما لن نقبل به تحت أي ظرف، وهذه الخلافات قائمة منذ الجولة الرابعة، وبعد ذلك طرحت حماس قضية المعتقلين للابتزاز في قضايا أخرى، كجوازات السفر، ومغادرة كوادر فتح لغزة.

*هناك من يرى أن المصالحة الفلسطينية مستحيلة في غياب التوافق المصري-السعودي-السوري؟

-لا أقول مستحيلة، نحن جزء من الإقليم، وشئنا أم أبينا، فهناك تداخلات وتأثير، لكن إذا توفرت الإرادة، فإن المصالحة ممكنة، ونحن في فتح دفعنا ثمنا غاليا من أجل استقلالية قرارنا.

*متى سنعرف مصير الحوار، وما هي خياراتكم في حال فشله؟

نحن ننتظر أن تقول مصر كلمتها، وعندما تنعي مصر الحوار، فلكل حادث حديث.

*ما صحة أن "فاروق القدومي" حذر الرئيس عباس، من خلالكم، بعدم المس بالدائرة السياسية في م.ت.ف؟

-الأمر لا يحتاج إلى تحذير، وللأسف هناك وسائل إعلام مهمتها إثارة الإشاعات، وتعميق الانقسام. وأنا قلت لأبو اللطف، أن الدائرة السياسية انتهت على الأرض، لصالح وزارة الشئون الخارجية، وأنا شخصيا ضد ذلك، وعارضت ذلك في المجلس التشريعي السابق، وسألته ايضا: هل الدائرة السياسية لها علاقة بالتعيينات والترقيات والصرف للسفارات وبالمنظمات الدولية، فقال: لا. ولذلك فإن الدائرة غير موجودة لكنها ستبقى إلى أن يأت مجلس وطني جديد، وسيبقى القدومي عضوا في اللجنة التفيذية لـ م.ت.ف.

*القدومي وصف علاقته بالرئيس "بالغائمة"، كيف تصفها أنت؟

-هناك خلافات علنية، وليست سرية، ولكن يجب عدم تناولها في الإعلام، لأن هذا غير صحي، وبالتالي، ما العيب بوجود خلافات بين أخوين، الغريب هو عدم وجود خلافات.

*هل قضية اتهاماته الأخيرة للرئيس منتهية؟

-هو لم يتهم الرئيس، و أنا أسأل هل إسرائيل بحاجة إلى أحد منا عندما تريد اغتيال أحد، وهناك شواهد بأن إسرائيل هي من اغتالت الرئيس عرفات، ولكن كثير من وسائل الإعلام العربية تهتم بالإثارة وتبريء إسرائيل من حيث لا تدري، ولذلك أنا أناشد الإعلاميين بالكف عن تناول القضية، لأن هذا يصب في مصلحة إسرائيل.