خبر عانين الفلسطينية.. الجدار العازل قضم أراضيها و شوه نسيجها الاجتماعي

الساعة 12:36 م|02 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم: جنين

ينتظر الحاج رفيق اسعد عيسى (75 عاما) كل يوم اثنين و خميس موعد فتح البوابة العسكرية التي توصله إلى أرضه التي ورثها عن ابيه و زرعها بنفسه بأنواع أشجار الزيتون التي تشتهر بها قريته، لفلاحتها كما كان يعمل يوميا و ليس أسبوعيا.

والبوابة العسكرية للجدار العازل الذي بني في محيط قريه الحاج رفيق " عانين" تحتجز 11 الف دونما تعود ملكيتها لعائلات القرية التي لا يتجاوز عدد سكانها الأربعة الآف نسمة.

الجدار العنصري في عانين له ملامحه الخاصة التي القت بظلالها اجتماعيا و اقتصاديا على أهالي القرية، فخلف بطالة و فقر و تشويه في النسيج الاجتماعي.

قرية فاصلة

و عانين قرية محاذية للحدود "الوهمية" التي وضعتها سلطات الاحتلال لتفصل اراضي الضفة عن فلسطين المحتلة عام 1948، وبالتحديد بالقرب من مدينة ام الفحم، و تبعد عن مدينة جنين شمال الضفة الغربية 22 كليو متر.

يقول احمد ياسين رئيس نادي شباب عانين ان بناء الجدار في قريته كان في بدايات العمل ببناء الجدار في ايار 2002، حيث بدأت آليات الاحتلال بتشييك اراضي القرية بشييك حصر اكثر من 11 الف دونما داخل الجدار، والتحكم بالدخول والخروج منها من خلال بوابتين عسكريتين تفتحان و تغلقان بحسب مزاج جنود الاحتلال.

يتابع ياسين:" المنطقة التي تم مصادرتها بالجدار و تسمى " العماير و المطلة و الشونة" كانت من افضل المناطق في البلدة والجميع يسعى للتملك فيها، و بالفعل لا يوجد عائلة الا ولها ارض، و بالتالي كان الضرر عام لكل العائلات".

وقبل الجدار، كان اهالي القرية يعتمدون على العمل الزراعي و الرعي و العمل داخل الخط الأخضر كمصدر دخل لهم، و ذلك لقربها من الاراضي اللسطينية المحتلة عام 1948.

نتائج اقتصادية و اجتماعية

ومع بناء الجدار انقلب الحال بما يشبه الكارثة الاقتصادية على القرية، حيث قدرت نسبة البطالة فيها في ذلك الوقت، و قبل البحث عن بدائل للدخل ب 75% من سكان القرية.

وحتى البدائل التي وجدت كانت لها اثارها الاجتماعية على النسيج الاجتماعي للاهالي، فجزء كبير من شبان القرية قدر عددهم ب200 شاب، قاموا بهجرة داخلية الى مدن فلسطينية في الضفة بحثا عن عمل، و هذا العدد يقدر ب 20% من شبان القرية.

كما ان العمال الذين يعملون في اسرائيل يتوجهون بطرق التفافية للعملهم مما يشكل خطورة كبيرة عليهم، و على حياتهم وخاصة انهم يسلكون طرقا و مسالك غير مرئية من جنود الاحتلال.

يقول ياسين:" تكلفة الوصول الى العمل في اسرائيل تصل الى 400 شيكل واكثر، الى جانب صعوبة و خطورة الطرق التي يسلكها العمال، الامر الذي يجعل من يصل منهم الى مكان عمله لا يعود الا بعد شهر او شهرين".

و هذا الغياب القصري لأرباب العائلات، كانت له اثاره الاجتماعية وخاصة على تربية الاطفال والفتيان، كما يقول ياسين فكثير من الظواهر الاجتماعية دخيلة انتشرت بين الشبان في القرية لم تكن معروفة قبل بناء الجدار العازل.

فالعائلات اصبحت تقودها امرأة بسبب الغياب المتواصل للاب الذي يصل بصعوبة الى عمله وبالتالي انتشار بعض الظواهر السلبية داخل فئات الشباب واصبحت امر واقع

الزيتون وراء الجدار

و من ابرز القطاعات التي انتكست ببناء الجدار كان القطاع الزراعي و الحيواني، فجميع الاراضي التي حجبت بالجدار اراضي مزروعة باشجار الزيتون التي تشكل مصدر للدخل للعديد من العائلات في القرية، الى جانب وجود المراعي الرئيسية للمواشي.

وللدخول الى الاراضي الزراعية للفلاحيين يحتاج اهالي القرية لتصاريح خاصة في الغالب ترفض لاسباب امنية غير معروفة و معلنه.

والمفارقة هنا ان اهالي البلدة الذين لا يملكون اراضي داخل الجدار يحصلون على التصاريح اللازمة للدخول ي حن ان اصحاب الاراضي لا يسمح لهم.

ولا تنتهي معاناه المزارعين كما يقول ياسين عند حد الحصول على تصريح، فالدخول الى الاراضي مقيد بيومين "الاثنين والخميس" حيث تفتح البوابة فترتين مسائية و صباحية لمدة نصف ساعة فقط، لا تكفي للقيام بأي عمل زراعي.