خبر فيصل جلول: الخلاف السوري ـ العراقي عابر والمعتدلون العرب تحولوا إلى محور ممانعة

الساعة 12:28 م|02 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم: وكالات

قلل كاتب وإعلامي لبناني من امكانية تصعيد الخلاف السوري ـ العراقي إلى أكثر مما هو عليه الآن، وأكد أنه خلاف عابر لا يرقى إلى مستوى الخلاف الاستراتيجي. وأرجع الاندلاع المفاجئ للخلاف السوري ـ القطري إلى استحقاقات سياسية داخلية في العراق وإلى تحولات وصفها بـ "الاستراتيجية" تعرفها منطقة الشرق الأوسط والسياسات الدولية فيه.

وأوضح الكاتب والإعلامي اللبناني فيصل جلول في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" أن منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي عامة لازال يعاني تبعات فشل السياسة الأمريكية في المنطقة، وقال: "الحقيقة أن العالم العربي لازال يعاني تبعات فشل الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط، فأمريكا غيرت رئيسها وبدأت في تغيير سياساتها بينما بلداننا التي تفتقد إلى المرونة ولا تتكيف مع المتغيرات، فهي تحصد نتائج سلبية لذلك، فالذين راهنوا على بوش خسروا الرهان، والآن يمانعون في التكيف مع التغيرات، ولذلك تنشأ صراعات على أسس غير منطقية. لقد كان على المعتدلين العرب أن يتكيفوا مع التغيير الذي طرأ على السياسة الأمريكية، لكنهم للأسف يمانعون في ذلك ويدافعون عن مواقعهم ويعرقلون الحلول خصوصا في لبنان. في المقابل الطرف المواجه في حالة هجوم، كما هو الحال بالنسبة للموقف الإيراني في صعدة اليمنية، حيث تصعد إيران فيها من أجل التغطية على مشاكلها الداخلية وممارسة المزيد من الضغوط على العالم العربي حتى لو أدى ذلك إلى كوارث".

وعما إذا كان العالم العربي، ومنه سورية، تحديدا يعتبرون ضحايا لصراع أمريكي ـ إيراني على النفوذ في المنطقة، قال جلول: "الحديث عن أن العالم العربي ضحية لهذا الصراع أ والتنافس الأمريكي ـ الإيراني، حديث مبالغ فيه، فسورية تحاول أن تجد لها موقع قدم في ضوء التغيير في الاستراتيجية الأمريكية بالاستناد إلى عنصري قوة، الأول حاجتها للسياسة الأمريكية الجديدة في كل ملفات الأزمة المحيطة بسورية، في العراق وفلسطين ولبنان، وتحاول استثمار هذه الحاجة عبر تطبيع علاقاتها مع أمريكا وأوروبا من موقع القوة، والثاني أنها تحاول الاستفادة من تحالفها مع إيران، وأنها يمكن أن تكون وسيطا بين الغرب وإيران، وقد لاحظنا ذلك في قضيتي الفرنسيتين في إيران، وسنلاحظ ذلك في ملفات أخرى".

وأشار جلول إلى أن الخلاف السوري ـ العراقي يمكن فهمه ضمن هذه الرؤية على اعتبار أنه خلاف عابر، وقال: "الصراع العراقي ـ السوري الذي اندلع فجأة والذي لم يحظ بتغطية أمريكية واضحة، حيث اعتدنا أن تصطف أمريكا بشكل كامل مع الحكومة العراقية، ولم تتصدر أمريكا المواجهة التي افتعلها العراقيون مع سورية، هذا الاندلاع المفاجئ للنزاع السوري ـ العراقي جانب منه عراقي بحت ومتصل باستحقاقات عراقية وبخلافات عراقية، ويمكن أن يضفي شيئا من الغموض على الدور السوري لكنه مؤقت وليس استراتيجيا، أي أنه عابر، والدليل على ذلكتصريحات نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي الذي قال بأنه لا مصلحة لا لسورية ولا للعراق في توسيع دائرة هذا النزاع، وعادل عبد المهدي معروف بعلاقاته الإيجابية مع سورية، ولذلك فالخلاف عابر ومؤقت وسيكون لسورية كلمة في العراق، ومن الصعب على المالكي وغيره أن يخوضوا معركة ناجحة مع سورية".

على صعيد آخر دعا جلول إلى التعاطي مع دعوة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى للحوار العربي مع إيران بالجدية المطلوبة على قاعدة الاحترام المتبادل والالتزام بعدم التدخل في الشؤون العربية الداخلية، وقال: "بالنسبة لإيران مازالت تعتمد الهجوم، فلذلك نراها حاضرة في صعدة ومتشددة في الملف النووي وفي سياساتها الخارجية، هنا تكمن أهمية الحوار العربي ـ الإيراني الذي دعا له الأمين العام لجامعة الدول العربية عمروموسى، أنا أعتقد أن هذا الحوار مطلوب ومهم، ولكن يجب أن يكون على قاعدة صريحة وواضحة، حيث يمكن للعرب أن يدعموا المقاومة في العراق وفلسطين، لكن يجب أن يكون مرفوضا من العرب أن تتدخل إيران في شؤون البحرين أو المنطقة الشرقية في السعودية تحت شعار حماية الشيعة وعدم التدخل في اليمن، على هذه القاعدة يمكن للحوار العربي ـ الإيراني مفيدا ويحقق مصالح العرب والإيرانيين"، على حد تعبيره.