خبر إسرائيل تكشف أفكار أوباما لإدارة مفاوضات بمهلة عامين

الساعة 08:32 ص|02 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم : (كتب/ حلمي موسى)

نشرت صحيفة «هآرتس»، يوم أمس، ما اعتبرته «خطة أوباما» القاضية بالتوصل لاتفاق سلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية خلال عامين، وهي تستند في أحد جوانبها الى تجميد الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة لبضعة اشهر، وفي جانب آخر الى بادرات حسن نية تطبيعية من جانب عدد من الدول العربية.

وشددت «هآرتس» على أن الإدارة الأميركية معنية بالإعلان في قمة ثلاثية يعقدها الرئيس باراك اوباما في نيويورك في 23 من أيلول الجاري مع رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس على هامش انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة، عن استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل وفق جدول زمني ينتهي إلى اتفاق سلام بعد عامين. وكان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز قد أكد في مقابلة تلفزيونية أمر انعقاد القمة الثلاثية في نيويورك. ومع ذلك، فإن مراسل «هآرتس» في نيويورك نقل عن مصادر غربية تشكيكها في إمكانية عقد القمة الثلاثية وقولها ان فرص انعقادها «ضئيلة».

وقال سفير دولة غربية لـ «هآرتس» إنه «ليست هناك معلومات مؤكدة من أي طرف له دور في ما يجري في الشرق الأوسط يمكن أن يؤكد أن القمة الثلاثية ستعقد فعلا». وأشار إلى أن المحادثات مع البعثة الأميركية ذاتها تبين أن الأمر غير مؤكد. ويشير دبلوماسيون في نيويورك إلى أن الرئيس أوباما لن يخاطر بالمشاركة في قمة ثلاثية قبل أن يتأكد سلفا من أن نتائجها ستكون إيجابية.

 

وأشارت «هآرتس» إلى أن الإدارة الأميركية وضعت عددا من الدول العربية في صورة التصورات السياسية التي سيعرضها الرئيس أوباما في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وأوضحت «هآرتس» أن المبعوث الأميركي جورج ميتشل تحدث في الأسبوع الفائت إلى وزراء خارجية عدد من الدول الأوروبية وأطلعهم على مضمون المباحثات التي جرت مع نتنياهو في العاصمة البريطانية. كما أن مسؤولين كبارا في البيت الأبيض أطلعوا سفراء بعض الدول الأوروبية على الخطة الأميركية.

ونقلت «هآرتس» عن دبلوماسيين اوروبيين ومسؤولين إسرائيليين بارزين قولهم إن ميتشل وكبار المسؤولين في البيت الابيض شددوا على أنه «ليس لدى اوباما خطة سلام جديدة»، وإنما مسار سياسي، يختلف عن «مسيرة انابوليس»، ويستند الى عدة مبادئ موجهة:

ـ خريطة الطريق هي قاعدة للمحادثات والتقدم سيكون وفقها.

ـ سيتحدد جدول زمني لانهاء محادثات السلام خلال عامين.

ـ خلافا لعملية أنابوليس حيث جرت المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين فقط تحت عيون الأميركيين، ستؤدي الولايات المتحدة هذه المرة دورا أكثر فعالية في المحادثات و«ستجلس إلى طاولة المفاوضات».

وعلاوة على ذلك، أفاد الأميركيون أنه بعد استئناف المفاوضات فإنهم معنيون بعقد مؤتمر سلام دولي قبل نهاية العام 2009، لكنهم لم يشيروا الى مكانه. وبحسب دبلوماسيين أوروبيين وموظفين اسرائيليين بارزين فإن المكان الأرجح هو موسكو لأن اعضاء الرباعية وضمنهم الولايات المتحدة تعهدوا للروس بعقد المؤتمر في العاصمة الروسية.

ومع ذلك، فإن باريس مكان محتمل آخر. فقد اقترح الرئيسان الفرنسي نيكولا ساركوزي والمصري حسني مبارك على اوباما عقد مؤتمر السلام في باريس في اطار منتدى «الاتحاد المتوسطي» الذي تترأسه فرنسا ومصر. وقد عرض ساركوزي ذلك ايضا على نتنياهو وعباس.

وبحسب «هآرتس» فإن كبار المسؤولين في البيت الابيض اطلعوا الدبلوماسيين الاوروبيين على أنه في الاسابيع القريبة القادمة، ويحتمل أن يكون هذا قبل الجمعية العمومية للامم المتحدة، ستعلن الولايات المتحدة اتفاق «اجراءات بناء ثقة» تبلور مع كل الاطراف في الشرق الاوسط وذلك للسماح باستئناف المفاوضات بين اسرائيل والسلطة.

وأشار الأميركيون إلى أنهم نجحوا في تحقيق سلسلة بادرات تطبيع من الدول العربية تجاه اسرائيل، لكنهم رفضوا الدخول في تفاصيل البادرات التي ستتخذها كل دولة. واشار الاميركيون فقط الى ان السعودية لم توافق على تنفيذ بادرات تجاه اسرائيل، بل تجاه السلطة الفلسطينية فقط، وستنقل الى حكومة سلام فياض بضع مئات ملايين الدولارات.

ونقلت «هآرتس» عن دبلوماسيين اوروبيين اطلعوا على تفاصيل محادثات ميتشل مع احد وزراء الخارجية الاوروبيين قولهم انه في اطار البادرات ستعيد قطر فتح الممثلية الاسرائيلية في الدوحة، كما أن بعض الدول ستوافق على طيران مباشر من اسرائيل الى اراضيها، وكذا عبور طائرات اسرائيلية في مجالها الجوي، كما أن بعض الدول في الخليج ستمنح تأشيرات دخول للسياح ولرجال الاعمال الاسرائيليين.

وأشارت «هآرتس» إلى أن الأميركيين شددوا في أحاديثهم مع السفراء الاوروبيين على أنهم معنيون باستئناف المفاوضات في المسار الاسرائيلي ـ السوري ايضا وكذا المسار الاسرائيلي ـ اللبناني، لكن الامر سيستغرق بضعة اشهر اخرى. السبب وراء اقوالهم هو الرغبة في تصفية بضع مسائل ثنائية بين أميركا وسوريا، وبين سوريا ولبنان، وبين اسرائيل ولبنان قبل الوصول الى المفاوضات.

تجدر الإشارة إلى أن اليمين الإسرائيلي لا يرى أن لقاء نتنياهو ـ ميتشل في العاصمة البريطانية أحدث اختراقا رغم أن أيا من الطرفين «لم يقلب الطاولة» بحسب ما بيّن مستشار نتنياهو زلمان شوفال في صحيفة «إسرائيل اليوم». لكن يوسي بيلين في الصحيفة ذاتها، رأى أن قمة ثلاثية لا تقود إلى مفاوضات تؤدي إلى اتفاق سلام ستجعل الوضع في المنطقة أسوأ مما كان عليه قبلها.