خبر كذب وبهتان: في الجزيرة .. إسرائيل اليوم

الساعة 08:28 ص|02 سبتمبر 2009

بقلم: رؤوفين باركو

شبكة "الجزيرة" تدير على سبيل العادة سياسة بث مناهضة لاسرائيل وتنشر على نحو دائم، بشكل مباشر او غير مباشر، رسائل تحريض على اساس ديني وقومي ضد اسرائيل. في اساس نهج المحطة يقبع الافتراض بان "العدو الصهيوني" عالق في قيم الحرية لديه ولن يرد ابدا بذات الشكل على مزعجيه. هذا الافتراض يعول على الديمقراطية، التعددية وحرية الصحافة في اسرائيل، وكذا على وضع اسرائيل الدولي، كعناصر بسببها لن تعمد اسرائيل الى المس ببث "الجزيرة" التحريضي.

الايام هي ايام صوم رمضان والمشاعر الدينية مكشوفة امام التحريض على البطن الفارغة والعصبية. وفي تواصل بثها تغطي المحطة بثبات، وبشكل غير متوازن "مؤامرات" اسرائيل لازالة المظاهر الاسلامية من القدس كجزء من مؤامرة يهودية – صهيونية مغرضة. في اطار هذا الهجوم استعرضت امس مراسلة "الجزيرة" بدراماتيكية وبعينين منفعلتين، كشفها الباعث على الصدمة حول النشاط المخطط والمبادر له من اسرائيل ضد المقدسات الاسلامية بهدف هدم مجرد وجود الانسان العربي "في القدس الشرقية المحتلة".

كمقدمة للتقرير عرض المذيع في استوديو "الجزيرة" في قطر الرواية الدراماتيكية للمحطة والتي تقول ان حكومة اسرائيل، من خلال شرطة اسرائيل، تبث بشكل مغرض ومبيت المخدرات بين عرب القدس الشرقية كجزء من المساعي لتصفية وجودهم في المدينة. ووقفت المراسلة منفعلة امام الكاميرات وشهدت بان هذا هو التقرير الاكثر اثارة للصدمة في حياتها المهنية.

والى جانبها وثقت عدسة "الجزيرة" بتسليط فظيع للعدسة المدمنين العرب وهم يحقنون انفسهم بالمخدرات ويهذرون بوهن الادعاء السخيف بشأن التمييز المقصود من جانب السلطات الاسرائيلية في ايجاد عمل الامر الذي يجبرهم على استخدام اموال البطالة من وزارة العمل الاسرائيلية واستثمارها في استهلاك الهيروين... اولئك الذين جندوا لاجراء المقابلات معهم اضافوا بعيون زائغة بان الشرطة تعوض عملاءها (العرب) الذين يعملون بتكليف منها حسب مدى نجاحهم في بث المخدرات في اوساط عرب المدينة.

شهر رمضان هو "زمن نوعي" لمحاولة النزول الى المشاعر الدينية واثارة الهياج. هذا الشهر ملائم في اوقاته حتى مع لجنة المتابعة لعرب اسرائيل التي تنكب على محاولة اثارة الاضطراب والتهديد الان بالذات بالعصيان المدني. هذا الشهر مناسب ايضا "للجزيرة"، لحزب الله، ولمن لا للتحريض ضد اسرائيل. فيه طاقة كامنة للتكافل وانجراف اسلامي.

في فترة رمضان تقوم من جديد قصص البطولة والاحداث التاريخية من عهد التبلور الاسلامي. احدى القصص من الزمن الغابر هي قصة هند بن عتبة. انطلاقا من رغبة الثأر من القائد الاسلامي الذي يسمى "أمير الشهداء" والذي اتهمته بتصفية قريبها، اكلت هند كبده، كما يروي المسلمون بفخار.

حسنا، من يتجول مع فكرة أولية كهذه يمكنه بسهولة أن ينزل على جنود الجيش الاسرائيلي بقصص بتر الاعضاء والاتجار بها لـ "ابطال" حماس. تركيبة واسعة الانتشار من القصص التي تتضمن التحريض الديني، الدم، المخدرات والاشلاء تميز كارهي اسرائيل على اجيالهم. من يخرج من عالم هذا هو مضمونه يمكنه أن يتهم ايضا شرطة اسرائيل بنشر المخدرات، وازاحة الحقيقة في أن شيوخ حزب الله بالذات يعيشون جيدا جدا من زراعة المخدرات ومحاولات نشرها في اسرائيل.

رمضان هو شهر مقدس لحساب النفس وتحسين السلوك، شهر الكذب فيه هو أمر مرفوض حقا. وعليه فان هذا هو زمن ممتاز لان تبعد من اسرائيل "المراسلة" التي بثت التقرير الخيالي ضدها.