خبر قناص « بيت ايل » يتفنن في قتل وإصابة أطفال مخيم الجلزون

الساعة 06:01 ص|02 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم : رام الله

في العاشر من أيلول من العام 2002 تلقت أسرة رياض نايف من مخيم الجلزون نبأ إصابة معيلها برصاص قوات الاحتلال، خلال مداهمة الجيش الإسرائيلي لإحدى المقار الأمنية في بيتونيا.

ونقل رياض نايف إلى مستشفى هداسا داخل إسرائيل، حيث أعلن عن استشهاده لاحقاً.

وخلال اليومين الماضيين بادر أبناء رياض إلى إلصاق صور جديدة للشهيد على واجهة المنزل المتواضع داخل المخيم، إحياءً للذكرى السابعة لرحيله، وتفاجأت الأسرة بخبر إصابة ابنها الفتى محمد رياض نايف ( 14 عاماً) حيث نقل إلى ذات المستشفى الذي نقل إليه والده قبل سبع سنوات، وليأتي خبر استشهاده فجراً مثلما جاء خبر استشهاد والده.

وبرزت صور قديمة للشهيد رياض نايف على واجهة منزل الأسرة خلال تشييع ابنه أمس، وتم تحديث بعض الصور بصور عملاقة حملت صورتي الشهيد رياض نايف وابنه محمد، وكتب عليها " هذا الشبل من ذاك الأسد".

والشهيد الفتى هو الثاني من ستة أبناء أكبرهم نايف (19 عاماً)، ورامي ( 17 عاماً) واحمد (12 عاماً) إضافةً إلى ابنتين اثنتين.

وكان الشهيد رياض نايف حتى تاريخ استشهاده مسؤول تنظيم "فتح" في المخيم، إضافة إلى مسؤولية جهاز المخابرات العامة في منطقة بيرزيت.

وقال متحدث باسم حركة "فتح" خلال تشييع جثمان الفتى محمد أمس، الحدث عظيم والصدمة شديدة، حيث كنا نستعد لإحياء ذكرى شهيدنا البطل رياض نايف، فإذا بنا نزف ابنه فلذة كبده الذي لم يمهله رصاص الغدر ليلحق بابيه".

وكان محمد سقط ليلة أول أمس، برصاص قناص إسرائيلي يتمركز في برج كانت قوات الاحتلال نصبته على أطراف المستوطنة بالقرب من مدرسة ذكور الجلزون الإعدادية.

وخلال أقل من عام استشهد في تلك المنطقة وبرصاص جنود الاحتلال الذين يتبادلون جلوسهم في ذلك البرج أربعة شهداء، إضافة إلى حوالي 40 مصاب، في حين اعتقلت قوات الاحتلال ما يقارب 200 فتى بتهمة التحرش أو مهاجمة أو التخطيط لمهاجمة ذلك البرج.

ولم يكن بالإمكان الحديث مع والدة الشهيد محمد أو أي من أسرته لهول المأساة التي لحقت بهم، إضافة إلى أن ابنهم البكر نايف ( 19 عاماً) يُمضي حكماً في سجون الاحتلال بالسجن ثلاثة أعوام ونصف العام.

وقال عدد من أهالي المخيم مخيم الجلزون،:" إن الجنود المتواجدين في ذلك البرج يتفننون في قتل أبنائهم، ليس لشيء إلا بدافع اللذة في الإصابة".

ولم يتوجه أطفال المخيم إلى مدارسهم في يومهم الأول اليوم، وأغلقوا المدارس ليشاركوا في جنازة زميلهم محمد الذي تصادف يوم مقتله مع الذكرى السابعة لمقتل والده رياض على يد الجيش الإسرائيلي.

وحسب أهالي المخيم، فان أربعة فتية قتلوا خلال الشهور العشرة الماضية برصاص أطلق من ذلك البرج المحاذي لمدرسة البنين التابعة للمخيم.

ويستذكر الفتى حسين خليل (15 عاماً) أسماء ثلاثة يعرفهم، كانوا يدرسون معه قتلوا برصاص انطلق من ذلك البرج.

وقال حسين خليل: "نعم قتل محمد نوارة، وعبد القادر بدوي، ومحمد الرمحي، وأمس قتل محمد نايف، وأصبح البرج مصدر رعب لكثير من زملائي الذين اعرفهم".

ونصب الجيش الإسرائيلي برج المراقبة على بعد حوالي 200 متر من مدرسة مخيم الجلزون، وتشهد المنطقة الواقعة ما بين المدرسة والبرج أحداث إلقاء حجارة، وزجاجات حارقة في بعض الأحيان.

وقال محمد البدوي (54 عاما) الذي استشهد ابنه خلال الشهور الماضية :"اعتقد أن الجندي الذي يعمل في البرج لديه أوامر بقتل الأطفال والفتية فقط، بغض النظر عما يمكن أن يفعله الطفل أو ما لا يفعله".

وأضاف البدوي "يعني إذا تحصن الجندي في ذلك البرج، فكيف يمكن لطفل لم يتعد الخامسة عشر أن يعرض حياة ذلك الجندي للخطر، مما يدفعه إلى إطلاق النار باتجاهه وقتله، رغم أن المسافة بعيدة جدا" حتى يكون في وسع الفتية إيذاؤه.

وتابع البدوي يقول: "أهالي المخيم باتوا يطلقون اليوم اسم "برج الموت" على ذلك البرج".