خبر جنرال إسرائيلي: لقد أضعنا فرصةً كبيرة لتحرير « شاليط » خلال عملية « الرصاص المسكوب »

الساعة 12:02 م|01 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

رأى الجنرال في جيش الاحتياط الإسرائيلي غيورا آيلاند، أن حركة "حماس" ليست متحمسة لإتمام صفقة "شاليط" في الوقت الراهن.

وقال الجنرال آيلاند الباحث في معهد الأمن القومي للدراسات الأمنية، و كان قد شغل منصب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، خلال لقاء مع إذاعة الجيش الإسرائيلي: "من ناحية "حماس" طالما أنها تمسك بهذه الورقة في يدها لوقت أطول، فهذا بالنسبة لها أفضل".

وأضاف: "لذلك أنا لست متأكداً من قرب إتمام الصفقة، وفي حالات كهذه تُنشر معلومات في الصحافة تخلط بين ما هو معروف وما هو غير معروف، لذلك لا يمكن أن نعرف ما حقيقة الأمر".

وطالب الجنرال الإسرائيلي بأن يكون هناك قواعد وأسس تحددها لجنة معينة، يتم من خلالها تحديد آلية التعامل مع قضية كقضية "شاليط" بعد الإفراج عنه وإعادته إلى بيته.

وأضاف "يجب أن نضع حدوداً واضحة لأمور كهذه، حتى لا تكون القيادة السياسية في وضع متأرجح ومهزوز بين مطالب مبالغ فيها من جهة الآسرين -في هذه الحالة حماس-، وبين الضغط العائلي من جانب آخر، لأنه من الصعب أن تدير دولة أموراً كهذه في وضع كهذا، لذلك الحاجة لأسس وقواعد موجهة لأي مفاوضات مستقبلية حيوي وضروري".

واعتبر أنه من الطبيعي أن تتعرض إسرائيل لضغوط من عائلة أي جندي مختطف في الوقت الراهن، لأنه لا توجد أي قواعد وأسس محددة في هذا الجانب، كما أنه لا يوجد خطوط حمراء ممنوع تجاوزها.

وتابع: "لذلك وفي اللحظة التي يتم فيها تحديد قواعد وأسس يتم العمل وفقها في أي عملية تفاوض، يمكن حينها مواجهة أي ضغط قد لا يساعد القيادة السياسية على إدارة المحادثات، وهو ما قد يؤدي لنتائج جيدة، لأن الضغوط العلنية على القيادة السياسية تُفهَم لدى الطرف الآخر بشكل مغاير، وتُضعِف موقفنا في المحادثات بشأن تبادل الأسرى و إتمام الصفقة".

وأوضح آيلاند أنه من الخطأ استخدام لفظ "مقابل أي ثمن"، لأنه وحسب وجهة نظره يمكن أن يطلب الطرف الآسِر –حماس كمثال-، الانسحاب لحدود السادس من حزيران مقابل جلعاد شاليط، مضيفاً "من الواضح أن أمراً كهذا لا يمكن فعله، فلذلك من الخطأ القول مقابل أي ثمن، حتى لو كان ذلك مقابل أسرى فقط".

وأشار إلى أن طريقة إدارة الحكومة الإسرائيلية لمفاوضات شاليط، كانت فاشلة وغير ناجحة، ليس من منطلق الثمن الباهظ أو المنخفض، ولكن من منطلق عزل الموضوع.

وقال آيلاند: "دوماً حين نتحدث عن تبادل أسرى فإن موقفنا أضعف من الطرف الثاني، الذي لا يكترث لشأن أسراه لان أسراه يتمتعون بكثير من الأمور مثل زيارة الصليب الأحمر وغير ذلك، ولأسفي أسيرنا لا يحظى بذلك، والمسلك السليم الذي يمكن إتباعه مع حماس هو تفعيل أدوات وعوامل ضغط أخرى، لأن إسرائيل في هذا الموضوع تتعامل مع حماس برفق".

وبحسبه "بالرغم مما ظهر خلال عملية "الرصاص المسكوب" أن إسرائيل تعاملت بشدة مع "حماس"، إلا أن هذا في الحقيقة لم يحصل، لأن إسرائيل في الحقيقة تفتح معابر غزة وتسمح بإدخال المساعدات الدولية وغيرها لغزة".

وذكر الباحث في معهد الأمن القومي الإسرائيلي، أن إسرائيل أضاعت فرصة كبيرة لتحرير شاليط خلال عملية "الرصاص المسكوب"، وقال: "كان من المفترض أن تربط إسرائيل وقف إطلاق النار في نهاية عملية "الرصاص المسكوب" بثلاثة أو أربع أمور، وهي (وقف إطلاق النار، تبادل أسرى، فتح المعابر بين إسرائيل وغزة، وتسوية وضع الحدود المصرية الفلسطينية)".

ونوّه إلى أن جزءاً من أدوات الضغط التي تملكها إسرائيل، يمكن تفعيلها بقوة على الفلسطينيين والمصريين، مستدركاً بقوله "ولكن الطرف المقابل لديه أدوات أقوى يفعلها ضدنا، وفي لحظة عزلنا وفصلنا للأمور بعضها عن بعض وموافقتنا بسهولة على مطالب الطرف الآخر، وبقينا مع نقطة ضعفنا وهي عملية تبادل الأسرى".

وختم آيلاند حديثه: "إذا كانت إسرائيل جدية في قضية جلعاد شاليط، فعليها أن تضع شرطا يُثبت جدية الطرف الآخر في المفاوضات، وهو زيارة الصليب الأحمر لجلعاد، وإذا لم يحصل هذا الأمر فإنه يشير إلى ضعف موقف إسرائيل".