خبر هل أصبحت إسرائيل هي المهيمن على المنطقة العربية؟ .. عبد الله الأشعل

الساعة 11:53 ص|01 سبتمبر 2009

بقلم: عبد الله الأشعل

يجب أن نميز ابتداء بين أن إسرائيل تريد الهيمنة على المنطقة العربية ومقدراتها وترسم خريطة وفق مشروعها الذي لايقف عند حدود فلسطين، وبين قدرة المنطقة على مقاومة هذا البرنامج الإسرائيلي ودرجة نجاحها أو فشلها في ذلك. الإطار العام الظاهر هو أن إسرائيل أصبحت بالفعل تهيمن على شئون وأوضاع المنطقة فيما بدا في الكثير من الإشارات والدلائل أنها هيمنة إسرائيلية واضحة.

الدليل الأول: هو نجاح إسرائيل بشكل نهائي في الهيمنة على القرار الأمريكي في العالم العربي بحيث سقط الرهان العربي على قلب الولايات المتحدة وأصبح سعي العالم العربي صوب علاقات مستقلة ومؤثرة مع الولايات المتحدة من سقط المتاع بعد أن صارت شفاعة إسرائيل لأي دولة عربية لدى واشنطن تنزل هذه الدولة المكانة التي تشاء في قلب واشنطن، وأظن أنه لم يعد هناك شك في أن ساكن البيت الأبيض أيا كان لونه لايستطيع الخروج على تقاليد المنصب في علاقته بإسرائيل.

الدليل الثاني: أن إسرائيل نجحت في تحييد أي ضغط أمريكي عليها، بل نجحت في استخدام الثقل الأمريكي عند الدول العربية، وتأمل ان تستخدمه ضد السويد التي تجرأت صحافتها الحرة على انتقاد الجرائم الإسرائيلية ضد الشبان الفلسطينين وبيع أعضائهم البشرية بعد قتلهم، مثلما سبق لإسرائيل أن صادرت على حرية الناخب في النمسا مع كل الاحترام لتقاليد الديمقراطية فاخضعت النمسا لهيمنتها طيلة خمس عشرة عاماً حتى تم لها ما أرادت.

الدليل الثالث: هو تعقب حلف الأطلسي بناء على طلب إسرائيل للجزائر لتحجيم قوتها البحرية حتى تظل الهيمنة لإسرائيل في مياه البحر المتوسط خاصة بعد قرار الناتو في اسطنبول مؤخراً بالحفاظ على إسرائيل وأمنها ووجودها، وذلك في إطار الضغوط الأمريكية المستمرة واستغلال الإرهاب هناك لقهر الجزائر على الاعتراف بإسرائيل لولا وطنية القيادة العسكرية والسياسية في الجزائر رمز الحرية والنضال ضد العبودية.

الدليل الرابع: اشتراطات إسرائيل العلنية للبنان والسلطة الفلسطينية، بعدم مشاركة حزب الله في الحكومة اللبنانية، وعدم مشاركة حماس في حكومة السلطة، ونحمد للسيد سعد الحريري نمسكه بحزب الله ورده على إسرائيل، بينما لرئيس السلطة قضية أخرى مع حماس وإسرائيل ليس الكاتب أفضل من القارئ علما بها.

الدليل الخامس: إطلاق يد إسرائيل في تهديد إيران ومحاولة تحجيم وجودها ومحاولة الهيمنة على البحر الأحمر والخليج العربي تحت غطاء أمريكي بالطبع وحرية إجراء المناورات والتنقلات والحشد العسكري استعدادا لضرب إيران على مرأى ومسمع من كل دول المنطقة.

الدليل السادس: محاولة إسرائيل تحجيم النفود الروسي والقيام بدور في الاستراتيجية الأمريكية ولذلك تقوم إسرائيل بالتحكم في التعاون الروسي مع كل من سوريا وإيران وحماس، واستغلال قواعد عسكرية في جورجيا استعدادا لضرب إيران مقابل تسليح جورجيا ضد روسيا، بل إن روسيا أعلنت أن إسرائيل هي المسئولة عن ضياع غواصتها منذ عام في السواحل الإفريقية، وربما يثبت أن لإسرائيل دوراً في أعمال القرصنة، كما لها دور في تشاد والصومال ودارفور وجنوب السودان.

الدليل السابع: هيمنة إسرائيل على الميزان العسكري في المنطقة ومحاولة منع السلاح عن المقاومة والتحكم في تسلح دول المنطقة، ولاأظن أن أي دولة تستطيع أن تجري مناورات عسكرية دون استئذان إسرائيل.

فإذا كان قرار تسوية الملف الفلسطيني، والتحكم في الملف النووي وفي القرار السياسي العربي في كل الملفات العربية لإسرائيل يد فيها مستقلة أو عن طريق الولايات المتحدة فماذا بقي للعرب في منطقتهم إزاء هذه الهيمنة الشاملة؟

يجب أن ننبه إلى أن هذه الصورة ليست نهائية، فلا تزال المقاومة تثير مخاوف إسرائيل وتتحكم في حساباتها، ولاتزال إسرائيل تستعدي النظم العربية على المقاومة، ولكن إسرائيل مهما بلغت هيمنتها فإن الفزع يسيطر على قلبها لإصرار الشعوب على مقاومة مشروعها والتأكيد على خيار المقاومة لهذا المشروع المخادع.