خبر بلا لياقة.. يديعوت

الساعة 08:19 ص|01 سبتمبر 2009

بقلم: اليكس فيشمان

كم مرة اخرى سيلعب الحظ في صالح رئيس الاركان؟ كم مرة اخرى سنعلن عنه "كاد يصاب". هذا ليس ضحكا. نحن نحتاج الى هذا الرجل.

ما يجري في مجال حراسة رئيس الاركان يتراوح بين الهواية والتسيب. في غضون شهرين اطلع الجمهور على حادثتي حراسة خطيرتين، كل واحدة منهما كان من شأنها ان تنتهي بالاسوأ. رئيس الاركان هو واحد من عشرة الشخصيات الاكثر تعرضا للتهديد في اسرائيل. جدير به أن يحصل على الحراسة الاكثر مهنية التي يمكن لهذه الدولة ان تقدمها. ولكن في اختبار النتيجة، يبدو أن من يحرسه اليوم لا يزال يتدرب.

لا ينبغي ان يقع أي سوء فهم. من حيث قصور الحراسة، فان قضية تسلل المجرم ذي السوابق الى مكتب رئيس الاركان اخطر باضعاف من قضية متابعة نمط تحركاته حول معهد اللياقة في كفار سابا. ولكن من حيث التهديد على المجتمع الاسرائيلي بأسره فان قضية عميل حزب الله الايديولوجي من الطيرة اكثر دراماتيكية بكثير. فهي تعكس ظاهرة تعاون متعاظم بين عرب اسرائيليين ومحافل معادية. هذا تهديد استراتيجي ذو آثار قاسية، بعيدة المدى، وليس فقط على رئيس الاركان.

في مكتب رئيس الاركان ساد تسيب ينبع من ثقافة تنظيمية مخلولة: انعدام الانضباط، استخفاف بالمراتبية، انعدام للمهنية. باختصار حراسة المكتب – مثل حراسة القسم العسكري من وزارة الدفاع – تجري مثل "الحارة". لا ينبغي للمرء أن يكون جيمس بونت كي يكتشف ذلك. يكفي النظر الى كيف يبدو ويتصرف الحراس الذين يقفون في مداخل "البنتاغون الاسرائيلي" بالقياس الى نظرائهم في اماكن مرتبة في العالم. في مثل هذا الوضع لن يجد صعوبة "رجل مهني" في أن ينظم لنفسه جولة بلا مرشد في مكتب رئيس الاركان او في مكاتب اخرى تهمه.

قصة العميل من الطيرة تكاد تكون اهانة: الشاب هو جار، عضو في نادي اللياقة لكفار سابا. سنوات طويلة استغرقت لاعادة بناء العلاقات بين سكان الطيرة وسكان المدن اليهودية القريبة والتي كانت اهتزت بعد الانتفاضة الثانية. اليوم سكان الطيرة يشعرون وكأنهم في البيت في المجمعات التجارية، في كفار سابا، في رعنانا وفي نتانيا – ونحن عندهم. هؤلاء الاشخاص من التجمع الديمقراطي ببساطة يهدمون كل زاوية طيبة.

توجد مشكلة حقيقية في حراسة الشخصيات حين يكون العدو يحمل بطاقة هوية زرقاء. هذه مشكلة استخبارية وحراسية تقض مضاجع المخابرات. كان صعبا جدا التعاطي مع ظاهرة السواقين الاسرائيليين الذين كانوا يقلون مخربين انتحاريين من المناطق واستخدموا لهذا الغرض بطاقات هوية زرقاء ولوحات ارقام صفراء للسيارات وهذه لا تزال مشكلة.

معقول جدا الافتراض بان رجال حراسة رئيس الاركان نفذوا ترشيحا أمنيا ما في معهد اللياقة في كفار سابا قبل أن يسمحوا لاشكنازي بالعودة الى التدرب هناك بعد أن عين رئيسا للاركان. معقول جدا ايضا الافتراض  بانه في اطار الترشيح الامني فحصوا مَن هم الاشخاص الذين يتدربون هناك بل وربما صادفوا اسم الشاب من الطيرة. ولكن كون الشاب لم يكن له سجل أمني ولما كان رئيس الاركان يتدرب هناك في مكان بعيد عن كل باقي المتدربين – فقد قرروا بانه يمكن اخذ المخاطرة. فلا يدور الحديث عن سكان المناطق. بل عن عربي اسرائيلي وهو بالتأكيد ليس الوحيد. فضلا عن ذلك، بذات القدر كان يمكن أن يكون في هذا المعهد متدرب آخر من الهوامش غريبة الاطوار لليمين المتطرف غير راض عن اخلاء المستوطنات وهو ايضا من شأنه أن يهدد رئيس الاركان.

المشكلة هي ليست مشكلة يهودي أو عربي. المشكلة هي لمواطن اسرائيلي السبيل شبه الوحيد للوصول اليه هو في المجال الاستخباري وليس في مجال الحراسة الجسدية. احد ما في محيط رئيس الاركان فكر بطريقة مغلوطة وأقر لرئيس الاركان مواصلة عادة تدريباته في المعهد. الامر الذي سهل على العميل مواصلة جمع المعلومات عن تحركاته وعن نوعية الحراسة حوله.

اليوم يحاولون الشرح للجمهور بان الحراس الذين يحرسون اشكنازي تلقوا تعليماتهم من المخابرات. وانهم قاموا بكل شيء حسب تعليمات المرشد. كانوا يصلون قبل رئيس الاركان، يفحصون المكان، يعزلونه عن المتدربين الاخرين بل وكانوا يحطمون الروتين بين الحين والاخر. القضية هي أن العميل من الطيرة لم يكن يفترض به أن يغتال رئيس الاركان بل ان يجمع المعلومات عنهم وعن رئيس الاركان. وهذا فعله – رغم أنهم عملوا حسب الكتاب المرشد. المادة نقلت الى بيروت وهناك حللوا الثغرات التي يمكن للمغتال المهني أن يخترقها وان يكمل المهمة.

حزب الله نقل جهوده الى  مجال التجنيد المكثف للعملاء في اوساط عرب اسرائيل. اساس التجنيد للعرب الاسرائيليين يرمي بقدر أقل لتنفيذ العمليات وبقدر اكبر لبناء بنية تحتية تساعد النشاط الارهابي: جمع المعلومات، تجنيد عملاء محليين، منح خدمات اخفاء للاسلحة وللعناصر المعادية. وبالفعل، في السنتين الاخيرتين هناك ارتفاع في عدد العرب الاسرائيليين الذي اعتقلوا بسبب الاتصال مع عميل اجنبي ونقل معلومات. ومع ذلك في المخابرات يواصلون التشديد على أنه لا يدور الحديث عن ظاهرة جماهيرية بل عن اعشاب شاذة.

كانت هناك ايضا محاولات لفلسطينيين من غزة – ممن يقودهم حزب الله – للتسلل الى اسرائيل لتجنيد خلايا محلية. وبالتوازي يجند حزب الله عرب اسرائيليين في اثناء الحج الى مكة وفي اثناء العمرة كل سنة.

وهم يصيدون العرب الاسرائيليين في المؤتمرات الدولية وفي معسكرات الشبيبة العربية، مثلما في الحالة الاخيرة. وهذه المرة، كما تدعي المخابرات، ما كانت حاجة على الاطلاق لتجنيد العميل من الطيرة، فقد توجه بنفسه الى رجل حزب الله. الدافعية حصل عليها في البيت، من الحركة، وهذه هي مشكلتنا الكبرى في هذه الدولة - يهود وعرب على حد سواء.