خبر خطيئة الفخار..هآرتس

الساعة 03:09 م|31 أغسطس 2009

بقلم: أسرة التحرير

أحد علائم الانهيار المتوقعة لمصلحة تجارية ما هو الانتقال الى مقر مكاتب فاخر، ونفقات تظاهرية تدل على ان مديري الشركة فقدوا البوصلة. ليف ليفايف، صاحب السيطرة في افريقيا اسرائيل، حصل له هذا في كانون الاول 2007، في حينه قرر الانتقال الى لندن واشترى لهذا الغرض المقر الاكثر ثمنا في العاصمة البريطانية، وكذا طائرة المدراء الاكثر فخامة. وهذا فان من بنى لنفسه صورة مهنية وتواضع، ظهر فجأة كمتظاهر، مع تفكير اشكالي. في تلك الايام اجرت معه "نيويورك تايمز" مقابلة وقال انه لا يستبعد امكانية أن يكون رئيس وزراء في اسرائيل. ومن يقع في خطيئة الغرور، يجلب لنفسه المصائب.

أساس عمله ركزه ليفايف في دول الاتحاد السوفييتي السابقة، فيما كان يشتري هناك باسعار مبالغ فيها اراض للبناء، مراكز تجارية، ومباني للمكاتب – وكله بقروض طائلة. كما أن المشتريات في الولايات المتحدة نفذها باسعار باهظة، في ذروة عهد الفقاعة. ولكن في منتصف 2007 بدأت تراجع اصبح سقوطا. اسعار العقارات انهارت في ارجاء المعمورة، واليوم يضطر ليفايف الى طلب تسوية الديون.

وهناك عائلة اخرى في مشكلة، عائلة عوفر. فقد اشترت "تسيم" في 2004 بقيمة 230 مليون دولار. ولكن شركة السفن تساوي اليوم صفرا. كما أن عائلة عوفر آمنت بان السوق ستواصل الازدهار ولهذا فقد استأجرت المزيد فالمزيد من السفن، ولكن سنوات الالفين الطيبة انتهت بأزمة والان 15 في المائة من اسطول "تسيم" معطل عقب انخفاض حاد في حركة التجارة العالمية واسعار النقل البحري.

من القضيتين يمكن لنا ان نتعلم بان الاعمال التجارية الدولية هي أمر خطير وقابل للاهتزازات. هذا لا يعني بان على رجال الاعمال الاسرائيليين ان يبقوا في حدود البلاد، ولكن عليهم أن يكونوا اكثر حذرا. من حالة "تسيم" يمكن ان نفهم بان خصخصة شركة حكومية هي احيانا صفقة طيبة بالذات للدولة وليس للمشتري.

واضح أنه لا يوجد هنا مكان لتدخل الدولة. لا يدور الحديث عن بنوك تودع فيها اموال الجمهور. يدور الحديث عن اعمال تجارية فشلت، واصحابها يجب أن يدفعوا الحساب. في الحالة الاسوأ من ناحيتهم، ليفايف سيفقد افريقيا اسرائيل، والاخوان عوفر سيفقدان "تسيم". ولكن الشركات ستواصل العمل تحت مالك آخر، والاقتصاد لن يتضرر. وكذا لن تتضرر اماكن العمل.