خبر نعم نرى، نعم نسمع.. يديعوت

الساعة 08:30 ص|30 أغسطس 2009

بقلم: ايتان هابر

كاتب عظيم الالهام ومنتفخ بالاهمية كان على أي حال سيبدأ هذا المقال بكلمات: "روح الرب حامت في بعد ظهر ذاك اليوم في واشنطن"، بل وربما كان سيضيف: "نور كان يسقط على وجه رئيس بلدية القدس، ايهود اولمرت".

وبالفعل، كان ثمة شيء ساحر في ذاك اليوم الخريفي في واشنطن، في قاعة "روتاندا" في الكونغرس. عشرات المشرعين، من العظام والهامين، جاءوا للمشاركة في فرحة اولمرت بمناسبة 3 الاف سنة على القدس، وفي هذه المناسبة التوقيع على مشروع قانون بموجبه تنقل على نحو شبه فوري السفارة الامريكية من تل أبيب الى القدس. الرجال الهامون وضعوا ربطات عنق قصيرة، وملابسهم كانت مخيطة. وكمان  كان يعزف في الخلفية. كيف قلنا: ريح خريفية في الخارج وروح الرب في الداخل بمن فيهم كل من هو مهم في العاصمة الامريكية. التجنيد كان كاملا.

"كل هذا الاحتفال كان هراء"، أبديت في ختامه ملاحظة لاولمرت، "أنت تعرف بان السفارة لن تنقل الى القدس". "ماذا تقول؟"، أجاب بتحبب مميز كمن يعرف سرا، "نحن سنحرص على توفير الارض لهم، وسترى كيف أنه في غضون سنة، حد أقصى سنتين، ستفتح سفارة في القدس". "لا تنسى ان تدعوني لافتتاحها"، هزئت، ولكن ليس باستمتاع.

مرت 15 سنة منذ ذاك اليوم  من تشرين الاول 1995، وفي كل مرة أمر فيها عن مبنى السفارة الامريكية في شارع اليركون في تل ابيب أتذكر احتفال الافتتاح الذي يتأخر في المجيء.

ماذا كنا نريد قوله في هذه القصة؟ ان اسرائيليين كثيرين، بما في ذلك في الحكم الحالي يعتقدون بان الامريكيين اغبياء. يمكن تضليلهم، جذبهم بل وبيعهم الخدع – وهم سيردون دوما بتفهم وكياسة. والدليل: "دسسنا لهم ربع مليون مستوطن من تحت الانف وامام عيونهم الى يهودا والسامرة، وهم يتنحون جانبا، يصمتون، يهزون الرأس بلطافة كأنهم يقولون: "لم نرَ، لم نسمع". عندنا، بالمقابل، يقولون: "اجتزنا فرعون، جونسون وفورد ونكسون وكارتر وريغن وبوش الاب و... و... وسنجتاز اوباما أيضا. فمن أفضل منا في الخداع والحيل؟".

المؤشر الاكثر حساسية لما يجري على الارض هو رجال غوش ايمونيم، المستوطنين. عندما يكون هدوء على الارض، لا تكون عناوين رئيسة واضطرابات، والمبعوثين لا يخرجون على عجل، بل ينشفون اذانهم ويشددون سماعهم: هذا الهدوء يثير لديهم القلق من العاصفة.

كثيرون جدا من بين الماكثين في يهودا والسامرة هم من أصل أمريكي، ويعرفون جيدا بلادهم: الولايات المتحدة وقواها ازاحت في الجيل الاخير مئات الالاف وربما الملايين من مكان الى آخر وهي لا يتملكها الخوف في ضوء الحاجة لتحريك ربع مليون نسمة. هذه أمريكا، ايجابا أم سلبا وبالاساس سلبا. الرأفة يتركونها في البيت عندما ينطلقون على الدرب. من يقول اليوم "هم لن يتجرأوا"، جدير ان يقرأ تاريخ القرارات الامريكية.

من مثل رؤساء غوش ايمونيم يعرف أنه منذ 42 سنة، اكثر من سنوات جيل، يقول ويكرر القول كل الرؤساء وقادة الادارة في واشنطن انهم لا يعترفون الا بخط 1967 ولا يعترفون بالقدس الموحدة كعاصمة اسرائيل. هم يقولون ذلك بهدوء، بكياسة، ونحن نقول لهم في وجوههم: "حسنا، حسنا، سمعنا"، ومن خلف الظهر نضحك عليهم: "ها هي قامت ميجرون و، ميجرون ز، و ح، و ط، و "بني آدام" ج، و د .

على كل بلدة قانونية وغير قانونية يقول لنا الامريكيون بكياسة: "خطوط 1967"، ونحن نضحك. ولكن من مثل نتنياهو يعرف بان الامريكيين لا ينسون شيئا وسيأتي اليوم. في اقصى الاحوال يكون من حقه ان يشكو، وعن حق، لماذا يحصل هذا في ورديته. حسنا، وجدوا لهم وقتا!

وبالمناسبة، الجميع مدعو لافتتاح السفارة الامريكية في اسرائيل، في القدس، الموعد، اليوم، الساعة قد تقررت. اما السنة فستتقرر على حده

ومرة اخرى، ملاحظة: هذا لا يعني أني أود لهذا أن يحصل. هذا ما سيحصل.