خبر الاحتلال يُبيد عائلة العطار بشكل مُبرمج .. ومن بقي حياً يعتبر نفسه الهدف القادم

الساعة 11:00 ص|29 أغسطس 2009

فلسطين اليوم: قدس برس

بات الشاب هاني نادي العطار (33 عاما) شقيق الشهيدين محمد (27 عاماً)، وسعيد (26 عاماً) ونجل الشهيدة خيرية (50 عاماً)، يعتقد أنه الهدف القادم لقوات الاحتلال التي استهدفت عائلتهم فرداً فرداً، وأوقعتهم جميعاً بين شهيد وجريح، كونهم يقطنون في المناطق الحدودية.

عائلة الحاج نادي العطار الذي يبلغ من العمر (60 عاماً) تقطن في منطقة العطاطرة الحدودية  شمال غرب بيت لاهيا أقصى شمال قطاع غزة، هي واحدة من الأسر الفلسطينية المكلومة التي قدمت أربعة شهداء بينهم الأم وحفيد وعدد من الجرحى؛ ولا تزال صامدة في بيتها في تلك المنطقة الحدودية المستهدفة من قبل قوات الاحتلال.

البيت المكون من طابقين يودع منذ عام 2006 سكانه واحداً تلو الآخر، ويعيش الآن فيه فقط رب البيت المقعد الحاج نادي العطار، واثنان من أبناءه الجرحى، وهما: رائد وأحمد، أما نجله البكر هاني فيقطن في بيت آخر.

بدأت قصة الإبادة لهذه العائلة مع قوات الاحتلال في الرابع والعشرين من حزيران (يونيو) من العام 2006، حينما استهدفت طائرات الاحتلال "عربة كارو" كانت تستقلها الأم خيرية برفقة نجليها أحمد (18 عاماً)، ورائد (28 عاماً)، وحفيدها من بنتها الطفل نادي حبيب العطار (12 عاماً) لتحويلهم تلك القذيفة بين شهيد وجريح.

استشهدت الأم خيرية وحفيدها نادي في الحادث، فيما أصيب نجلها أحمد ببتر في قدميه، ورائد بجراح مختلفة في مخلف أنحاء جسمه، وكليهما متزوجان ومع كل واحد منهما طفل.

اعتقدت عائلة العطار أن المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحقها ستكون آخر الأحزان ولم تكن تعرف ما يخبئ القدر لها، فبعد أقل من سنة وتحديداً في الرابع والعشرين من أيار (مايو) من عام 2007، كانت هذه العائلة على موعد جديد مع الرصاص الإسرائيلي الذي انهمر على منزلهم ليقتل الشاب سعيد وهو متزوج وأب لخمسة أطفال.

لم تتوقف المآسي لهذه العائلة المكلومة؛ ففي السابع والعشرين من آب (أغسطس) الجاري كانت تنتظرها فاجعة جديدة حينما استهدفت قذيفة إسرائيلية ابنها محمد وهو متزوج ومعه طفلان خلال مزاولته مهنة الصيد في عرض بحر بيت لاهيا شمال قطاع غزة، لتعمق جراح هذه العائلة بفقدانها هذا العدد من الشهداء والجرحى.

وتحول بيت العائلة العامر خلال ثلاث سنوات فقط إلى بيت فارغ بعدما اختطف نيران الاحتلال أرواح هذه الأسرة واحداً تلو الآخر وأبقى الجرحى ومن لم يصابون تأكل قلوبهم الحسرة على فراق الأحبة.

هاني الأخ الأكبر والابن البكر للشهيدة خيرية لم يتمالك نفسه حينما علم باستشهاد شقيقه محمد ودخل في حالة صعبة للغاية.

وقال هاني لـ "قدس برس": "اعتقد أن هذه العائلة مستهدفة بشكل مبرمج من قبل قوات الاحتلال فأبناءها يسقطون واحدا تلو الآخر ولا اعرف السبب".

وأضاف: "أنا صرت على قناعة تامة أنني سأكون الهدف القادم لقوات الاحتلال على الرغم من أنني لست مطلوبا لهم، ولكن كوننا نقطن المناطق الحدودية فمن الطبيعي أن ندفع ضريبة ذلك من دماءنا وأشلاءنا"، بحسب قوله.

وأشار إلى أن والده لم يتحمل هذه الصدمات والمصائب التي حلت على العائلة وهو الآن مقعد لا يحرك ساكنا، واستدرك بالقول: "احمد الله أن أمي كانت أول من استشهدت من أفراد العائلة وإلا لكانت قد ماتت بالحزن والحسرة علينا وعلى حفيدها الطفل الذي سقط وهو في حضنها حينما استهدفت العربة التي كانوا يستقلونها قبل ثلاث سنوات".

الأم خيرية وحفيدها الذي يحمل اسم زوجها "نادي"، واثنان من أبنائها سعيد ومحمد، قضوا نحبهم وهم الآن تحت التراب بفعل نيران قوات الاحتلال الذي استهدف هذه العائلة، فيما بقي والدهم الحاج نادي، وأنجاله هاني، والجريحان رائد، واحمد، ينتظرون صامدون فوق تراب هذا المنزل المجابه لتوغلات واعتداءات قوات الاحتلال اليومية شمال قطاع غزة، ولا احد يعرف من سيكون الهدف القادم لقوات الاحتلال ليحلق بالشهداء، أو ماذا يخبئ لهم القدر على هذه الأرض.