خبر أمريكا.. لأول مرة سيارة للمكفوفين

الساعة 08:29 ص|29 أغسطس 2009

أمريكا.. لأول مرة سيارة للمكفوفين

فلسطين اليوم- وكالات

"أشعر كأنني حر لأنه أمر لم أتمكن من انجازه منذ خمسة عشر عاماً مما يمنحني أملا في أنني قد أتمكن من القيادة يومياً من جديد".

هكذا لخص تاي كايس شعوره بعد أن تسنت له الفرصة لقيادة أول نموذج لسيارة صممت خصيصاً للمكفوفين.

جلس تاي وراء عجلة القيادة للمرة الأولى منذ أن فقد بصره عام 1994 نتيجة مرض السكري.

في موقف للسيارات في حرم جامعة فيرجينيا تك، شارك تاي بتجربة هي الأولى من نوعها حول العالم، حيث يصغي السائق الكفيف إلى إرشادات الحاسب الآلي عبر سماعات وضعت على إذنيه: "خفف السرعة، اتجه إلى اليمين، اتجه إلى الشمال، قف..."

وعلى الرغم من تردده في بداية الأمر، أطلق تاي كايس العنان للسيارة متفادياً الحواجز في موقف السيارات. وقد جهزت السيارة بنظام للطوارئ يقوم يأيقاف المحرك بطريقة اوتوماتيكية في حالة اقترابه من حاجز.

و راقبت هولي كايس تحركات زوجها بقلق وفرح في الوقت نفسه مرددة "لا أصدق عيني..".

في مقدمة السيارة، وضع جهاز استقبال الليزر الذي يحل مكان عيني السائق ويكتشف العقبات بدرجة مئة وثمانين درجة ويبعث المعلومات الى حاسوب في مؤخرة السيارة.

وبدوره يترجم الحاسوب المعلومات ويرسلها عبر اهتزازات في سترة السائق وارشادات صوتية توضح للسائق الاتجاه و السرعة.

وكان الاتحاد الوطني للمكفوفين سعى عام 2004 للعثور على جامعة أمريكية لتباشر العمل على سيارة تخدم المكفوفين بمنحة قيمتها ثلاثة ألاف دولار.

جامعة فرجينيا تك كانت الوحيدة التي استجابت إلى التحدي من خلال مجموعة من الطلاب في كلية الهندسة الميكانكية .

غريغ جانامان الطالب الذي قاد المشروع اعتبر التحدي مثيراً للاهتمام باعتباره يخدم شريحة من الأشخاص "هم جديرون باهتمامنا".

و بعد أن عمل على المشروع لمدة أربعة سنوات حاز على شهادته الجامعية وسلم المشروع الآن للطالبة كيمبرلي وانغر.

يقول غريغ "ما دفعني إلى المشاركة في المشروع هو رؤية سعادة المكفوفين الذين جربوا السيارة وشعورهم بانهم قد اقتربوا من الاستقلالية التي يسعون اليها".

مشروع السيارة لا يزال بحاجة الى تطوير ميكانيكي، حيث يسعى المشرفون الى تطوير نظام جديد يعطي السائق معلومات دقيقة عن العقبات أمامه عبر خارطة يمكنه تلمسها.

و يقول دينيس هونغ، استاذ الهندسة المكانكية والمشرف على المشروع لبي بي سي "ما ينقصنا الآن هو التمويل، لكنني اعتقد أن التكنولوجيا (المطلوبة لانتاج السيارة) ستستكمل قبل أن يتقبل الرأي العام فكرة قيادة الكفيف لسيارة".

ويدرك هونغ صعوبة ازالة قلق الرأي العام، لكنه يستغربها أيضا باعتباره يرى مراهقين يقودون سيارات يوميا ويستعملون الهاتف المحمول في الوقت نفسه مشكلين خطرا على الاخرين.

و على الرغم من تقدير هونغ أن مشروع السيارة قد لا يحتاج الى أكثر من خمس سنوات، تواجهه سلسلة من الاسئلة التي عجز طلابه عن الاجابة عنها، فأية شركات تأمين ستغطي السائقين المكفوفين؟ و كيف ستسمح السلطات المحلية باصدار رخص القيادة لهم؟

ويختم قائلا: "لقد طورنا أول نموذج سيارة للكفيف لكن الناس لا يزالون يشعرون بالقلق. فهناك العديد من الأمور القانونية والاجتماعية التي علينا أن نتخطاها اولا."