خبر أوباما يؤجل زيارة مقررة لإسرائيل لاستعادة شعبيته

الساعة 05:25 ص|29 أغسطس 2009

فلسطين اليوم-وكالات

كشفت مصادر سياسية مطلعة في إسرائيل أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أجل زيارة كان ينوي القيام بها لإسرائيل لاستعادة شعبيته لدى الإسرائيليين. وحسب المصادر فإن هناك أنباء متضاربة حول سبب التأجيل، حيث هناك من يرى القرار نوعا آخر من ممارسة الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو، وهناك من يرى أن التأجيل جاء لأسباب فنية، حيث إن الرئيس مشغول جدا في الصراع على مشروعه للتأمين الصحي، الذي يواجه بعقبات كأداء ويؤدي إلى هبوط حاد في شعبيته.

 

وقالت هذه المصادر إن أوباما ومساعديه بدأوا يحاسبون أنفسهم حول سياستهم تجاه إسرائيل ويكتشفون أنهم ارتكبوا عددا من الأخطاء الجسيمة في هذا المجال، أدت إلى فقدان الإسرائيليين الثقة بالرئيس وإدارته. ومن بين الأخطاء التي يقصدونها، أنه عندما زار أوباما الشرق الأوسط، في يونيو (حزيران) الماضي، قصر زيارته على الدول العربية ولم تشمل زيارته إسرائيل. وقد فسر مساعدوه هذه الخطوة في حينه، على أن الرئيس ينوي تخصيص زيارة لإسرائيل والسلطة الفلسطينية لاحقا، ولكن هذه الزيارة لم تتم.

 

بيد أن السبب الأكبر لفقدان الثقة بالرئيس الأميركي لدى الإسرائيليين يعود، حسب تلك المصادر، إلى موقفه الحازم إزاء تجميد البناء في المستوطنات. وأوضحت قائلة: عندما اتخذ موقفه ضد البناء في المستوطنات القائمة في الضفة الغربية، فقد تأييد اليمين الإسرائيلي. وعندما أكد أنه يقصد تجميد البناء حتى لغرض سد حاجات التكاثر الطبيعي، فقد ثقة الوسط واليمين الليبرالي. ولكن عندما أوضح أنه يريد تجميد الاستيطان حتى في القدس، فقد أوباما ثقة أوساط واسعة حتى في اليسار الإسرائيلي. وكانت استطلاعات الرأي التي أجريت في إسرائيل قد أشارت إلى انهيار شعبية أوباما بين الإسرائيليين بشكل حاد. وآخرها، الاستطلاع الذي أجرته القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي المستقل، فقد أظهر أن 5% من الإسرائيليين فقط يعتقد أن أوباما يعمل لصالح إسرائيل، مقابل 59% يعتبرونه متحيزا للفلسطينيين، بينما قال 40% إنه يهمل إسرائيل. و29% قالوا إنه معاد لإسرائيل. وبناء على ذلك، قررت إدارة الرئيس أوباما تنظيم زيارة له إلى إسرائيل لكي يخاطبهم وجها لوجه ويحسن صورته وصورة إدارته أمامهم. وتم التخطيط لإجراء الزيارة في أكتوبر (تشرين الأول) أو نوفمبر (تشرين الثاني) القادمين. ولكن الظروف الداخلية التي نشأت في أعقاب طرحه مشروع التأمين الصحي، تمنعه من القيام بزيارات طويلة من هذا النوع. وهو يفكر في إمكانية إجراء مقابلة تلفزيونية مطولة مع إحدى القنوات الإسرائيلية حاليا. وقد نصحه مساعدوه بإجراء هذه المقابلة بسرعة، لأن أوباما يحتاج إلى تأييد جماهيري في إسرائيل لكي تكتسب سياسته في الشرق الأوسط المصداقية. وقالوا له إن سياسته تفسر في إسرائيل على أنها أحادية الجانب ضد الدولة العبرية وأن هناك ضرورة لأن يتوجه أوباما بمطالب أيضا إلى الفلسطينيين والعرب. وحسب المصادر السياسية في تل أبيب، فقد روى أحد الخبراء في السياسة الإسرائيلية في البيت الأبيض، أن الإسرائيليين يشعرون أن أوباما شحن الفلسطينيين بالقوة مما جعلهم يمتنعون عن القيام بأية خطوة تجاه عملية السلام ويرفضون مجرد اللقاء مع إسرائيليين قبل أن تعلن حكومة إسرائيل تجميد الاستيطان. وتساءل: «لماذا لا تطلبوا من الفلسطينيين، على الأقل أن يوقفوا التحريض ضد إسرائيل وضد اليهود في الإعلام وفي كتب التعليم وفي البرامج التلفزيونية وغيرها».

 

ومع ذلك، فإن هناك من يرى في إسرائيل أن الزيارة ألغيت في إطار مواصلة الضغوط على إسرائيل. وقال النائب أريه الداد من اليمين المتطرف المعارض إن أوباما يدرك ضعف نتنياهو ويؤجل الزيارة حتى يركض نتنياهو إلى واشنطن طالبا إتمام الزيارة دعما وتشجيعا له في مشروعه لتجميد الاستيطان.