خبر دولة « سلام »! .. د. أحمد نوفل

الساعة 03:10 م|28 أغسطس 2009

بقلم: د. أحمد نوفل

بشّرنا الأخ سلام فياض، وأنذر "إسرائيل" بأنه، خلال سنتين، سيعلن قيام الدولة الفلسطينية. يا فرحنا!

وأولاً لسنا مستبشرين بدولة يعلنها "سلام”، كما لم نستبشر بها من قبل عندما أعلنها "الرمز" فما دولة كدول "العباسيين" الذين قال عنهم الشاعر: "خليفة في قفص"؟ فما بالك بدولة هي في قفص لا "خليفتها العباسي" فقط؟ ألم يعلن الرمز دولة، وكان هو رئيس دولة يستعرض الحرس ويبسط له البساط ويعزف له السلام، يا سلام، ثم حصرته دولة العدوان، شريكتكم في السلام، حصرته في جحر المقاطعة؟ فاكر يا سلام!؟ فما الجديد في جعبتكم أو في جراب حاويكم؟ هل تملك دولتك العتيدة يا أخ سلام سيادة على الأرض؟ هل تملك أنت أن تتحرك دون حواجز ودون تنسيق مع الأمن الإسرائيلي؟ ألم يقل رئيسك العباسي لدولة قطر إنه لا يستطيع حضور مؤتمر القمة المتضامن مع فلسطين لأنه يحتاج إلى "تصريح" مثله مثل أي مواطن فلسطيني؟ ألم يقل بعد إنه إن حضر المؤتمر سيذبح من وريد لوريد؟ هل ينقصنا دول كديكور المسرح يخيل إليك أنها دول وما هي إلا سراب؟ أو قل "شرّاب" خرج!

يا أخ سلام، أليس عندنا أكثر من عشرين دولة فما أغنت عنّا؟ فما تزيد أنت ودولتك على الركام الموجود؟

ثم يا أخ سلام دعك من كل ما قلناه، منذ متى شربت حليب التحدي؟ واصدقنا القول، هل هذا بتنسيق مع إسرائيل أم بعيد عنها؟ أليس كنتم في خلوة أريحا كما قال أحد وزرائكم ثم نزل الوحي عليكم في أريحا أو من أريحا بفكرة الدولة. قل لنا كم من بينكم مربوط بخط ساخن مع الجهات الإسرائيلية ومن رشح وزراءك أصلاً؟ إن قلت لا سنقول لك: إذا كانت مؤتمرات القمة، كانت الموساد حاضرة فيها في بث حي ومباشر، أفلا يكونون بينكم؟

يا أخ سلام، هل التوقيت من عندكم أم هو لتمرير مصيبة قادمة؟ يا أخ سلام عودتمونا ألا نأخذ تصرفاً لكم بحسن نيّة. عودتمونا أن شأنكم كله غارق في الشبهات، فكيف نبرئ هذا التصرف منكم؟ وإذا كانت أجهزتكم الأمنية وعناصرها تحت إمرة " دايتون”، وكنتم وطنيين مخلصين وثواراً أحراراً فما تصنع بكم أجهزتكم أو أجهزتهم الأمنية؟ ألا تعاملكم كما يعامل عناصرها حماس؟ هل سألت "دايتون " ما رأيه؟ هل استأذنت أمريكا في أمر الدولة؟ هل تأذن لك الدولة التي تعمل أنت بتنسيق معها أن تقوم لكم دولة حقيقية؟ وإذا كنت وطنياً حريصاً وتريد إقامة دولة مستقلة حرّة ذات سيادة، فلماذا قالت أمريكا إنه إن لم تكن أنت رئيس الوزراء فلن تساعد فلسطين؟ هل تريد أمريكا رئيساً وطنياً؟ وهل أنت موازن للشعب الفلسطيني؟ هكذا نفهم من كلام أمريكا.

ومن الذي رشحك من البنك الدولي لتحاصر عرفات مالياً؟ هل الشعب الفلسطيني اكتشف مواهبك في " الحصار " فرشحك أو انتخبك؟ وعلى ذكر الانتخابات التي نجحتم في تزويرها فجاءت مجموعة تريد لنفسها رئاسة الوزارة فقمت أنت ببطولة وهمية أو بهلوانية هل هذا صحيح؟

يا سلام يا أخ سلام، وسبحان من جعل لكلٍ من اسمه حظّاً ونصيباً!

فدولة " سلام " دولة سلام دولة منزوعة الدسم والقيم والشمم والهمم والشيم، فهي دولة رمم، لا تؤخر ولا تقدم! ما دولة لا تملك من الأمر شيئاً؟ إلا أن تكون مجموعة (.. ) تسيرهم شرّ الأمم؟!

ثم قل لنا يا أخ سلام لماذا ترك لك الخليفة العباسي شرف الإعلان عن الدولة، وفضّ الخاتم عن السرّ المصون المكنون؟ ألستم تتسابقون على مثل هذه الشكليات الصغيرة وتتنافسون وتتدافعون؟ فلماذا يؤثرك "العباس”، وما عُرف عنه الإيثار؟ لماذا يسمح لك بخطف الأضواء والكاميرات؟

إن في الأمر مئة إنّ! ولسنا نقبضه على السليم أو بالبساطة! إن أمريكا تنادي بحلّ الدولتين: دولة حقيقية ذات قوة وسيطرة، ودولة وهمية صورية أسطورية خرافية ليس لها على أرض ولا ماء ولا حدود ولا هواء سيادة ولا سيطرة.

فلعل هذا الإعلان إجهاض لحلم أو "لحمل ثوري" يوشك أن يلد مولوداً حقيقياً، فكان إعلانك إجهاضاً لحمل أو لحلم؟!

ثم إن موعد السنتين الذي حددته سيادتك موعد مشبوه، أظن أنه الموعد الذي يحتاجه الصهاينة لاستكمال تهويد القدس ومحاولة التحرش بالأقصى بغية التطاول عليه أو القيام بتدبير سوء ضده. فالعدو يكسب سنتين من الوقت، والعربي يخدع بمهلة السنتين، وما تصنعون في سنتين؟ بينما العدو يغير على الأرض كل شيء!

لسنا بدولة سلام فرحين! لأنه حمل غير شرعي وولادة قيصرية مجهضة! أو قل: إجهاض غير شرعي كذلك!.