خبر تعليم غير رسمي..هآرتس

الساعة 12:00 م|28 أغسطس 2009

بقلم: أسرة التحرير

الامر الاخطر في الخطة الجديدة لوزير التعليم جدعون ساعر هو الاستخدام المضلل لمفهوم "التعليم الرسمي". فقد أعلن الوزير بانه "سيعمل على تعزيز التعليم الرسمي حيال منظومة المدارس غير الرسمية التي تتمتع بالميزانية"، ولكن في نفس الوقت أعلن أيضا بانه سيمنح جوائز للتلاميذ المتميزين و "تعويضا ماليا للمدارس حسب الانجازات في الامتحانات، منع التساقط والتجند للجيش الاسرائيلي". وسيعقد "فتحا محسوبا لمناطق تسجيل".

التعليم الرسمي تلقى ضربة قاضية في اليوم الذي سن فيه "قانون نهاري"، الذي يسمح لمدارس خاصة – عددها سيزداد فقط – بالعمل خارج الجهاز الرسمي، دون رقابة ودون اصرار على المطالب الجوهرية. ويعرف ساعر جيدا بأن "قانون نهاري" هو الاساس الصلب الذي يستند اليه ائتلاف حكومة نتنياهو مع شاس والاصوليين، ولا يمكن لاي تلوي لفظي ان يرجح كفة الميزانية في طالح من يتمتع بها.

خطة ساعر تتناقض ومبدأ التعليم الرسمي. فتح مناطق تسجيل، مهما كانت محسوبة، يتعارض والحاجة التي يتحدث عنها ساعر نفسه في اغلاق الفجوات الواسعة بين الطبقات الاجتماعية. وهذا الاسبوع اعلن ساعر بانه سيكافح بحزم ضد المدارس التي تميز في بيتح تكفا ولكنه الان يخلق بكلتي يديه آليات تمييز اشكالية اكثر، وبالذات لانها اقل شفافية.

فتح مناطق التسجيل، طريقة التعويض ونشر معدل المستحقين للبجروت في كل مدرسة هي افكار مأخوذة من العالم التجاري، على حد تعبير الوزير نفسه الذي يقول انه يريد ان يثبت آلية تقوم على أساس "العرض والطلب للاهالي، التلاميذ والمعلمين". السعر الى التميز هو قيمة جديرة، وبالتأكيد على خلفية الانجازات الهزيلة لتلاميذ اسرائيل في الاختبارات الدولية. ومع ذلك يكمن فيه خطر توسيع الفوارق بين مؤسسات التعليم القوية والضعيفة، القائمة على أي حال، والمس بمساواة الفرص التي يتعهد بها جهاز التعليم للتلاميذ.

خطة ساعر في أن "الاهم هو تعزيز التعليم للقيم اليهودية، الصهيونية، الديمقراطية والاجتماعية"، قيمتها كقيمة قشرة الثوم في ضوء قرار تعويض المدارس حسب معدل المتجندين الى الجيش الاسرائيلي والخدمة الوطنية. الحق في التعليم هو حق اساس في الديمقراطية ولا ينبغي اشتراطه بشيء، وبالتأكيد ليس بالخدمة العسكرية. في قانون التعليم الرسمي لا يوجد أي بند او بند فرعي يسمح لوزير التعليم بخلق اشتراط هاذ ومميز كهذا – يجعل جهاز التعليم أداة لتعميق الشروخ في المجتمع الاسرائيلي.

ليس أقل اقلاقا نية ساعر تطوير موضوع دراسي جديد يسمى "تراث وثقافة اسرائيل"، حسب كل المؤشرات سيحمل طابعا وحيد البعد، وبالتأكيد لن يستوفي أي معيار لموضوع دراسي. وعندما يضاف هذا الشعار الى تقليص المواضيع الخيارية بـ 25 في المائة وتركيز التعليم على الانجازات من أجل الحصول على الجوائز – تنشأ صورة مثيرة للذعر: جهاز تعليم مضاد للمساواة وضيق العقل، الجوهر الوحيد الذي  يتباهى به مأخوذ من القاموس الهزيل للتقاليد القومية.