خبر عشراوي: ما جرى في انتخابات « الوطني اختراق لعقلية الطبخات الجاهزة »

الساعة 05:25 ص|28 أغسطس 2009

فلسطين اليوم-القدس العربي'

انهى المجلس الوطني الفلسطيني الخميس جلسته الاستثنائية بانتخاب احمد قريع والدكتورة حنان عشراوي كأعضاء مستقلين لعضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الى جانب الموافقة على تعيين للدكتور صائب عريقات وحنا عميرة وصالح رأفت واحمد المجدلاني بالتزكية ممثلين لفصائلهم في اللجنة بدل الذين توفاهم الله ممن سبقهم في التمثيل.

واعلنت لجنة الانتخابات الخاصة بانتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية والمنبثقة عن المجلس الوطني فوز قريع وعشراوي بمقعدين في اللجنة التنفيذية بعد أن تنافس عليهما أربعة مرشحين.

واكد رئيس لجنة الانتخابات صخر بسيسو ان قريع حصل على 234 صوتا، وحنان عشراوي على 182 صوتا، فيما حصل عبد الله حوراني على 177 صوتا، وحسن خريشة على 36 صوتا.

من جهتها اكدت الدكتورة حنان عشراوي العضو الجديد للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لـ'القدس العربي' بان الذي جرى هو 'اختراق' لعقلية 'الطبخات الجاهزة' في اشارة الى القائمة التوافقية التي كان قدمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء للمجلس الوطني للمصادقة عليها وكانت مكونة من قريع وصائب وعميرة والمجدلاني ورأفت وزياد ابو عمرو للانضمام للجنة التنفيذية بدل الذين توفاهم الله من اعضاء اللجنة.

واوضحت عشراوي بأن تيارا في المجلس الوطني رفض 'الصفقات' واصر على الانتخابات 'فكانت الانتخابات' لاختيار المرشحين المستقلين لعضوية اللجنة التنفيذية كون الـ4 الآخرين ممثلين لفصائلهم.

واوضحت عشراوي لـ'القدس العربي' بأن العملية الانتخابية التي جرت الليلة قبل الماضية واستمرت لفجر الخميس لانتخاب عضوين من المستقلين للجنة التنفيذية 'كانت عملية ديمقراطية حقيقية'، مشيرة الى ان المنافسة كانت قوية.

واكدت عشراوي لـ 'القدس العربي' بأنها اول مرة في تاريخ اللجنة التنفيذية تجري انتخابات وقالت 'للمرة الاولى في تاريخ اللجنة التنفيذية تجري انتخابات ولم تمر الطبخات الجاهزة والصفقات والمساومات' في اشارة الى ان الانتخابات التي جرت افشلت الصفقة التي كانت متبلورة بين الفصائل الفلسطينية من خلال القائمة التوافقية التي عرضها عباس الاربعاء وكانت عشراوي خارجها.

واضافت عشراوي قائلة لـ 'القدس العربي' 'كان هناك منافسة، والمرأة تقدمت لنصرة المرأة، والرجال المتنورون تقدموا لانتخاب الكفاءات، واصحاب الضمائر انتخبوا وفق قناعاتهم'.

واشارت عشراوي الى أن المجلس الوطني رفض في نهاية الامر في جلسته المسائية التي عقدها الليلة قبل الماضية 'قبول القائمة التوافقية وخاصة حصة المستقلين فيها' التي كان يمثلهم فيها قريع وزياد ابوعمرو، مضيفة 'يجب علينا التخلص من عقلية الصفقات والمساومات والطبخات الجاهزة'.

وشددت عشراوي على ان المجلس الوطني من خلال انتخابها كمرأة لعضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير انهى عصر 'الصفقات التي تستثني المرأة' في اشارة للقائمة التوافقية التي خلت من اي امرأة.

وتعهدت عشراوي في حديثها مع 'القدس العربي' بأن تعمل كل ما بوسعها للعمل على اصلاح منظمة التحرير وتمثيل المرأة في مؤسساتها بالشكل المناسب لحجم عطاء المرأة الفلسطينية.

واشارت عشراوي الى أنها ستقدم رؤيتها للجنة التنفيذية التي تنص على تفعيل مؤسسات منظمة التحرير والاعداد لعقد انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني، داعية حركتي حماس والجهاد الاسلامي الى الانضمام لمنظمة التحرير كبيت لجميع الفلسطينيين.

وعبرت عشراوي عن أملها للوصول لاتفاق وطني مع حماس يسمح باجراء انتخابات للمجلس الوطني وللرئاسة الفلسطينية وللمجلس التشريعي في بداية العام القادم.

واضافت عشراوي لـ'القدس العربي' 'انا اتأمل الوصول لاتفاق مع حماس ولكن اذا لم يحدث اي اتفاق، لنتفق على اجراء الانتخابات والعودة للشعب' ليقول كلمته بشأن الانقسام الفلسطيني بين قطاع غزة والضفة الغربية.

وبشأن اعادة هيكلة منظمة التحرير قالت عشراوي 'انا لدي رؤية لتفعيل وتطوير المنظمة والنظر في كل مؤسساتها سواء على صعيد ايجاد دوائر جديدة او التخلص من بعضها او تطويرها'، مشددة على اعتبار اجراء انتخابات لاول مرة في تاريخ اللجنة التنفيذية هو 'مؤشر على مرحلة جديدة تؤكد بانه اذا توفرت الارادة للتغيير فانها تستطيع احداث التغيير'.

وفيما نجحت عشراوي كامرأة بدخول اللجنة التنفيذية من خلال الانتخابات من قبل اعضاء المجلس الوطني فان تلك العملية فاقمت من حجم الصراع داخل حركة فتح خصوصا في صفوف الذين سعوا لترشيح انفسهم كمستقلين لعضوية اللجنة التنفيذية.

وعلمت 'القدس العربي' بأن عباس ضغط على عدد من قيادات فتح مثل نبيل عمرو واحمد عبد الرحمن لسحب ترشيح انفسهم لعضوية التنفيذية كمستقلين وذلك لصالح احمد قريع الذي واجه منافسة شديدة مع عشراوي.

وحسب المصادر فان تدخل عباس القوي لصالح انجاح قريع في عضوية التنفيذية بعد خسارته في انتخابات اللجنة المركزية لفتح زاد من حدة الاحتقان بين قيادات الحركة وخاصة في صفوف الذين خسروا في انتخابات اللجنة المركزية لحركة فتح التي جرت قبل اسبوعين في بيت لحم بالضفة الغربية ويعتزم عباس اقصاءهم من مواقعهم.

هذا وتوافق أعضاء المجلس الوطني أثناء الاجتماع غير العادي الذي عقد في مقر الرئاسة بمدينة رام الله الاربعاء واستمر لفجر الخميس على كل من صائب عريقات، وأحمد مجدلاني، وصالح رأفت، وحنا عميرة، ليكونوا أعضاء في اللجنة التنفيذية للمنظمة ممثلين لفصائلهم.

واعلن عباس عقب انتهاء الانتخابات في المجلس الوطني وفرز الاصوات ان أسماء أعضاء اللجنة التنفيذية الثمانية عشر هم على النحو التالي: محمود عباس، صائب عريقات، فاروق القدومي، أحمد قريع، تيسير خالد، عبد الرحيم ملوح، علي إسحق، أبو إسماعيل، حنا عميرة، صالح رأفت، ياسر عبد ربه، أسعد عبد الرحمن، رياض الخضري، غسان الشكعة، محمد زهدي النشاشيبي، زكريا الآغا، حنان عشراوي، أحمد مجدلاني.

وقال عباس في ختام اجتماع المجلس الوطني 'الآن نستطيع أن نقول إن الشرعية الفلسطينية بخير وان النصاب القانوني بخير وإن منظمة التحرير الفلسطينية بخير، وخسئ الخاسئون الذين ينتظرون خراب هذه المنظمة'.

وأضاف 'الحمد لله أننا وصلنا إلى هذه النتيجة، صحيح اختلفنا على كثير من الأمور، لكن تبقى الديمقراطية الفلسطينية المميزة هي التي تسود، وبالتالي حافظنا على التنظيمات الفلسطينية'.

وتابع 'دخلنا في عملية انتخابية حرة ونزيهة أدت إلى نجاح الأخ أبو علاء والأخت حنان عشراوي، وهذه بالتأكيد إضافة نوعية للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية'.

وقال 'بطبيعة الحال نقول للأخ عبد الله حوراني والأخ حسن خريشة هذه هي الديمقراطية وبالتالي علينا أن نتقبل النتائج بكل صدر رحب'.

وأعرب عباس عن شكره للذين سحبوا ترشيحهم للجنة التنفيذية قائلا 'لا بد لي أن أشكر الإخوة الذين سهلوا لنا هذه العملية وانسحبوا وبالتالي نعتبر أنهم قاموا بعمل وطني مهم جدا بتسهيل الوصول إلى هذه النتيجة'، مشيرا الى إمكانية اجتماع اللجنة التنفيذية الليلة الماضية 'من أجل أن نبدأ بما وعدنا به وهو تفعيل هذه المنظمة وتفعيل اللجنة التنفيذية'.

وقدم عباس التهاني لقريع وعشراوي وللذين تم التوافق عليهم وهم صائب عريقات، وأحمد مجدلاني، وصالح رأفت، وحنا عميرة، في حين خاطب عميرة قائلا 'ذهبت تلك الغشاوة الصغيرة التي كانت تغطي وجودك القانوني وأنت عملت معنا أكثر من ست سنوات وإن شاء الله سنستمر معا في هذه السيرة ومعكم جميعا إلى أن نصل إلى الدولة الفلسطينية مبروك لكم وللشعب وللمجلس الوطني'.

وكان عمير يعمل كعضو في اللجنة التنفيذية ممثلا لحزب الشعب ولكن دون الحصول على موافقة المجلس الوطني.

من جهته دعا تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، إلى البناء على النتائج الايجابية للاجتماع غير العادي للمجلس الوطني الفلسطيني وما نتج عنه من استكمال عضوية اللجنة التنفيذية بعد أن خسرت على امتداد السنوات القليلة الماضية عددا من أبرز قياداتها وفي مقدمهم الرئيس الراحل، ياسر عرفات.

وقال في بيان أصدره الخميس إن هذه الخطوة أثبتت من جديد قدرة المؤسسات والهيئات الوطنية على مواجهة متطلبات الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني وبما يعزز الشرعية الوطنية الفلسطينية ويحافظ على المنظمة جبهة وطنية ائتلافية موحدة تحترم التعددية السياسية والحزبية في سياق تعزيز ليس فقط النصاب القانوني بل وكذلك النصاب السياسي في أطرها القيادية وبشكل خاص اللجنة التنفيذية باعتبارها القيادة السياسية العليا للشعب الفلسطيني.

وأكد خالد أن الخطوة التالية المطروحة على جدول أعمال اللجنة التنفيذية هي استكمال الحوار، الذي بدأته قبل الاجتماع غير العادي للمجلس الوطني الفلسطيني، من أجل تفعيل وتطوير دورها ودور دوائرها وتجاوز الثغرات التي شابت عملها على امتداد الفترة الماضية وتمكينها من الاضطلاع بهذا الدور كقيادة جماعية ومرجعية حقيقية للسلطة الوطنية الفلسطينية في مواجهة تحديات المرحلة وتجاوز حالة الانقسام التي تعيشها الساحة الفلسطينية واستعادة الوحدة الوطنية ووحدة النظام السياسي الفلسطيني، وفي مواجهة سياسة حكومة إسرائيل العدوانية الاستيطانية التوسعية ومناوراتها المستمرة للتهرب من استحقاقات عملية سياسية حقيقية تفضي إلى تسوية شاملة ومتوازنة على أساس قرارات الشرعية الدولية وتوفر الأمن والاستقرار لجميع شعوب ودول المنطقة وفي المقدمة منها دولة فلسطين وعاصمتها القدس وتصون حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم.

من جهتها اعلنت حماس رفضها لجلسة المجلس الوطني وما افرزته من اضافة اعضاء جدد للجنة التنفيذية لاكمال نصابها القانوني بعد وفاة 6 من اعضائها اخرهم الدكتور سمير غوشة.

وقال النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد بحر 'إن جلسة المجلس الوطني المنعقدة برام الله جلسة باطلة وغير شرعية على الإطلاق'، مؤكدا أن ما تمخض عن هذه الجلسة من قرارات وإجراءات غير ملزمة للشعب الفلسطيني بأي حال من الأحوال.

وشدد بحر خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة غزة الخميس على أن اجتماعات المجلسين الوطني والمركزي لم تعقد في الآونة الأخيرة إلا 'لجلب المزيد من المصائب والويلات على شعبنا الفلسطيني، والتفرد بالسلطة والمس بالحقوق والثوابت الفلسطينية، وترسيخ الانقسام الفلسطيني، وضرب التجربة الديمقراطية'، مشيرا الى ان الاجتماع الاستثنائي للوطني في رام الله 'هو دليل إضافي على نهج التفرد بالسلطة، ومخالفة الإجماع الوطني وترسيخ الانقسام ووأد الحوار الفلسطيني الفلسطيني'.

وتابع 'لقد كنا نتوقع أن يتحدث رئيس المجلس الوطني السيد سليم الزعنون عن تفعيل المجلس، وأن يدين حركة فتح التي منعت رئيس المجلس التشريعي الدكتور عزيز دويك من دخول المجلس حتى هذه اللحظة، ولكن يبدو أن الأجندة الخارجية هي التي تتحكم في تسيير الأمور'، وفق قوله.

وناشد بحر المصريين 'الذين رعوا الحوار ولا زالوا يرعونه بالتدخل السريع لوقف هذه المهزلة التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية' على حد تعبيره.

وفي ما يلي اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد اعادة تشكيلها امس الخميس:

- محمود عباس رئيس اللجنة التنفيذية (فتح)

- صائب عريقات (جديد - فتح).

- فاروق القدومي (فتح).

- احمد قريع (جديد - فتح، لكنه دخل عن طريق المستقلين).

- تيسير خالد (الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين).

- عبد الرحيم ملوح (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين).

- حنا عميره (جديد - حزب الشعب).

- صالح رأفت (جديد - الاتحاد الديمقراطي - فدا).

- احمد مجدلاني (جديد - جبهة النضال الشعبي).

- ياسر عبد ربه (الاتحاد الديمقراطي، مستقل).

- اسعد عبد الرحمن (القوميون العرب، مستقل).

- رياض الخضري (مستقل).

- غسان الشكعة (فتح)

- محمد زهدي النشاشيبي (فتح) .

- زكريا الاغا (فتح)

- حنان عشراوي (جديدة - مستقلة).

- علي اسحق (جبهة التحرير الفلسطينية).

- محمد اسماعيل (جبهة التحرير العربية).

وقد بقيت حركتا حماس والجهاد الاسلامي خارج تشكيلة اللجنة التنفيذية لانهما ترفضان الانضمام الى منظمة التحرير الفلسطينية وتطالبان باصلاح المنظمة وتطويرها قبل الدخول فيها.