خبر اختطاف إمام بريطاني لمنع المسلمين من إقامة الصلاة

الساعة 07:18 م|27 أغسطس 2009

فلسطين اليوم: وكالات

في إطار حملة الكراهية التي تشنها، اختطفت مجموعة عنصرية تابعة للحزب الوطني البريطاني اليميني المتشدد، إمام أقلية مدينة لوتون البريطانية المسلمة من منزله تحت تهديد السلاح، وأمرته أن يتوقف عن إمامة المسلمين في الصلاة.

وأفادت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، اليوم الخميس، نقلا عن نور رمجانالاي (35 عاما) إمام أقلية مدينة لوتون شمال شرق لندن، أنه قال: "تعرضت للاختطاف تحت تهديد السلاح من قبل رجلين سلطا سكينا تجاه بطني، ثم أخذاني في سيارة حتى وصلا بي إلى غابة بمقاطعة إسيكس غرب بريطانيا".

وأضاف رمجانالاي الذي تعرض منزله لتفجير عنصري الشهر الماضي: "بعد أن توقفت السيارة بالغابة انتابني الرعب أن يقتلوني، خاصة أنهم قالوا: دعونا ننهي الأمر هنا".

وأردف قائلا: "ظننت حينها أنهم سيقتلونني بعد أن توجهوا بي في أعماق الغابة، إلا أنهم توجهوا إلي وحدثوني قائلين: نحن لا نريد مسلمين في لوتون"، مضيفين: "إن لم تتوقف عن إمامة المسلمين سنعود إليك مجددا، ثم تركوني".

وأوضح إمام المسجد أنه "منذ تلك الحادثة التي وقعت الإثنين الماضي وأنا وعائلتي نعيش في رعب.. نخاف أن يتكرر ما حدث، خاصة أنهم قد أخبروني أنه إذا عدت لإلقاء خطبة الجمعة فسوف يقتلونني".

ومنذ أن بدأ يؤم الناس في الصلاة في مارس الماضي، تلقى رمجانالاي رسائل كراهية تهدده وتهدد عائلته بالقتل، بالإضافة إلى إحراق منزله.

وتتهم السلطات الحزب الوطني البريطاني اليميني المتشدد الذي يطالب بترحيل المهاجرين والمسلمين من بريطانيا، بارتكاب هجمات عنصرية في المدينة بعدما وزعوا منشورات عنصرية مثيرة تهاجم الأقلية الإسلامية في لوتون.

"شرعية لكن غير مفيدة"

وينفي الحزب البريطاني اتهامات السلطة له بارتكاب جرائم عنصرية وكراهية، لكن رمجانالاي أوضح أنهم هم الفاعلون ولا أحد غيرهم يفعل ذلك.

وأشار إمام المسجد: "نحن مسالمون ونحترم الثقافات والأديان الأخرى، كما أن الصلاة تتم في المساجد والقاعات المخصصة كما يحدث في سائر أنحاء بريطانيا"، مضيفا: "إذا لم نصل في المدينة فسنقطع 4 أميال للصلاة في مدينة مجاورة".

من جانبه، قال قائد بشرطة المدينة: "نحن نحقق في الاعتداءات، ونأخذ الأمر على محمل الجد"، مضيفا: "في الوقت ذاته نعمل على تأمين سكان المدينة وحرية ممارستهم للعبادة"، وتصنف الشرطة منشورات الحزب الوطني اليمين المتشدد بأنها "غير مفيدة لكنها شرعية".

وهاجم الحزب في آخر منشور له تم إرساله إلى عدد كبير من سكان لوتون، رمجانالاي؛ لأنه يؤجر مكانا يؤدي فيه صلاة الجمعة ساعتان أسبوعيا.

ويقول المنشور الذي تم توزيعه ويحمل اسم "لا مساجد في لوتون": "الحزب الوطني يحب لوتون، وسيبذل ما في وسعه لمنع انتشار الزحف الإسلامي في المدينة".

وصَعَدَت أحزاب اليمين المتطرفة في أوروبا في انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت يونيو الماضي، كما حققت أحزاب متطرفة أخرى تقدما في هذا الاقتراع، فللمرة الأولى في بريطانيا انتخب نائبان أوروبيان ينتميان إلى الحزب الوطني البريطاني اليميني المتطرف.

وكان حزب جيرت فيلدرز (الحرية) المعادي للإسلام فاز في هولندا بـ17% من الأصوات ليشغل أربعة مقاعد، وفي المجر يمكن أن يشغل حزب يوبيك اليميني المتطرف مقعدا أو مقعدين، بينما حصل القوميون المتشددون في سلوفاكيا على أول مقعد لهم في البرلمان الأوروبي، وفي رومانيا سيحصل حزب رومانيا الكبرى على مقعدين.

ويبلغ عدد المسلمين في بريطانيا حوالي 2.5 مليون مسلم طبقا لآخر الإحصاءات الرسمية، من إجمالي عدد السكان الذي يزيد على 60 مليون نسمة.