خبر « الجهاد » و« حماس » تعتبران عقد الانتخابات قبل الاتفاق تفجيراً إضافياً وتكريساً للانقسام

الساعة 10:06 ص|27 أغسطس 2009

"الجهاد" و"حماس" تعتبران عقد الانتخابات قبل الاتفاق تفجيراً إضافياً وتكريساً للانقسام

فلسطين اليوم- غزة

عبرت حركتا الجهاد الإسلامي والمقاومة الإسلامية "حماس" في فلسطين اليوم الخميس، عن رفضهما لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية دون اتفاق شامل يسبقها.

من ناحيته، رأى داوود شهاب المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في حديث لـ"فلسطين اليوم"، أن إجراء الانتخابات لا يمكن أن يعطي حلولاً حقيقية للمشكلة القائمة حالياً، خاصةً أن التجربتين السابقتين مع الانتخابات كشفتا أن الاحتلال يقف حائلاً أمام أي تجربة ديمقراطية حقيقية يمارسها الشعب الفلسطيني، منوهاً إلى أن الانتخابات السابقة حدثت بتوافق بمعنى لم يكن هناك انقسام فلسطيني.

وأوضح شهاب، أنه في ظل حالة الانقسام وتعثر جهود المصالحة فالحديث عن إجراء انتخابات قبل التوافق على كل القضايا العالقة قد يكون عامل تفجير إضافي وبالتالي فالانتخابات لن تحل مشكلة، وإنما ستزيد الأمور تعقيداً وهذا ليس من مصلحة الشعب الفلسطيني على الإطلاق.

وقال المتحدث باسم حركة الجهاد:"إن الانتخابات عندما جرت في ظل توافق أوصلتنا إلى الحالة الراهنة من تشتت المواقف وضياع الأولويات، فماذا لو جرت اليوم أو مستقبلاً بدون توافق وبشكل أحادي".

ونوه شهاب إلى أن الكل يعلم أن موضوع الانتخابات نوقش خلال حوارات القاهرة وكان من بين النقاط العالقة، حيث أنه جرى اتفاق حول مبدأ إجراء انتخابات للسلطة والمنظمة، لكن بقيت بعض التفاصيل عالقة وتحتاج إلى مرونة أكثر من كافة الأطراف، بالإضافة إلى أنها مرتبطة بحدوث اتفاق في باقي القضايا الأخرى. 

وشدد شهاب، على أن الأصل بالنسبة لشعب مثل الشعب الفلسطيني أرضه محتلة ويعيش مرحلة تحرر وطني، فالأصل أن أي خلاف ينشأ بين حركات التحرر الوطني أن يحل هذا الخلاف عبر الحوار بما يخدم مصالح شعبنا ويحافظ على أولوياته في استمرار برنامج المقاومة والتحرير.

من جهته، اتهم قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الرئيس محمود عباس وحركة "فتح" بالعمل على إجهاض أي جهد لإنجاح الحوار الوطني وإنهاء الانقسام، وأكد أن الحديث عن إجراء انتخابات قبل التوصل إلى اتفاق شامل بين الفصائل الفلسطينية ليس له أي معنى.

وأوضح سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة "حماس" أن الحديث عن أي انتخابات في ظل الانقسام لن يكون من نتائجها إلا ترسيخ الانقسام وتعميقه، وقال: "موضوع الانتخابات لم يعد استحقاقاً دستورياً بعد أن أصبح ملفاً من ملفات الحوار الخمسة، وكونه أحد هذه الملفات يجب أن يحسم بالتوافق الوطني، لذلك فحديث محمود عباس في اجتماعات المجلس الوطني عن انتخابات بهذه الطريقة هو إدارة للظهر للحوار، ونحن في "حماس" نقول إنه لا انتخابات بدون اتفاق شامل يسبقها، لأن أي انتخابات تجري في ظل الانقسام هي وصفة لتعميق الانقسام".

 

واتهم أبو زهري الرئيس محمود عباس وحركة "فتح" بعدم الجدية في مطلب الحوار، وقال: "واضح أن "فتح" غير معنية بأية مصالحة، وهذا ما يتضح من خلال تصريحات محمود عباس وفريقه.

"حماس" من جهتها لم تغلق باب الحوار، لكن كل المؤشرات تشير إلى أنه من الصعب إحداث أي اختراق في الحوار الوطني بسبب مواقف حركة "فتح"، على حد تعبيره.

على صعيد آخر؛ قلل أبو زهري من أهمية الحديث عن أي مبادرة سياسية لمعاودة المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية لا تأخذ حقوق الشعب الفلسطيني ولا مواقف "حماس" بعين الاعتبار، وقال: "طرح أي عملية سياسية في المنطقة يجب أن يستند على الحقوق الفلسطينية، مع الإشارة إلى أن محمود عباس غير مفوض للحديث باسم الشعب الفلسطيني، فالمنظمة انتهت شرعيتها بسبب عدم إجراء أي انتخابات لأجهزتها بحكم اتفاق آذار (مارس) 2005، والسلطة لم يعد رئيسا لها منذ نحو عام، وهذا ما يجب أن ينتبه إليه جميع الأطراف، إضافة إلى أن هناك حركة كبيرة موجودة على الأرض، وتحوز على شرعية وهي "حماس"، ولا مجال لتجاوزها لأي ترتيبات في المنطقة، وأي عملية سياسية لا تحترم حقوق الشعب الفلسطيني لن تحظى بأي نجاح"، كما قال.

وكان محمود عباس رئيس السلطة، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قال خلال افتتاح أعمال الجلسة الخاصة للمجلس الوطني والتي خصصت لملئ شواغر المجلس الوطني الفارغة، فيما يتعلق بالحوار:"بذلنا كل الجهود ولم نترك وسيلة لتقدمه" مشيراً إلى أنه طرح أفكاراً ملموسة مثل فكرة حكومة توافق وطني من شخصيات مستقلة أو فصائلية لتكون عنواناً لإنهاء الانقسام" ولكن بشرط واحد، "إن لا تعيدنا للحصار الماضي" على حد قوله.

واتهم عباس حماس بعرقلة إعادة البناء قائلاً إنها لم تقتنع بتشكيل مثل هذه الحكومة المؤقتة والتي ستكون مهمتها فقط التحضير لانتخابات وإعادة إعمار غزة خاصة بعد مؤتمر شرم الشيخ، ولكن للأسف حماس رفضت وقدمت المصلحة الحزبية على المصلحة الوطنية، و مع مرور الزمن سوف يتراجع اهتمام العالم بالإعمار".

و قال عباس:"إنه ليس المطلوب من حماس تغيير برنامجها أو الاعتراف بإسرائيل، لكن هناك حكومة مسؤولة عليها التزامات و يجب أن تقوم بها.

 

وجدد عباس التزامه بالحوار وسيلة لمعالجة الانقسام من خلال إجراء الانتخابات في الضفة الغربية والقطاع معا، باعتبارها أنجع الذرائع.