خبر ما الذي تعلمناه بعد أربع سنين.. معاريف

الساعة 08:49 ص|27 أغسطس 2009

بقلم: شلومو غازيت

يبدو اننا لن نعلم ابدا ماذا كانت تقديرات رئيس الحكومة اريئيل شارون عندما بادر وقاد خطة الانفصال عن قطاع غزة. لا ادعي العلم اكثر من الاخرين. مع ذلك، اجيز لنفسي ان اشير الى ثلاثة انجازات، والى اخفاق واضح واحد، والى درس رئيس يتناول طريقة تنفيذ الخطة.

لنبدأ بالانجازات: اولا، كل من يرى الخطر السكاني كابوسا وهو تحول الجماعة اليهودية الى قلة في المساحة بين البحر المتوسط ونهر الاردن، فان خطة الانفصال اراحتنا من قراب 1.5 مليون فلسطيني في القطاع. هذه هي المنطقة التي فيها نسبة الولادة والزيادة الطبيعية من العلى في العالم. تخلصنا بثمن غير مرتفع من ثلث عرب المناطق كلهم. وثانيا، اخلاء المستوطنات الاسرائيلية من القطاع، ولا سيما على يد من عد أبا الاستيطان في مناطق ارض اسرائيل، بمثابة رسالة مهمة – مهما تكن هذه الخطة صعبة ومؤلمة- لحقيقة انها قابلة للتنفيذ. وفي النهاية، اراحنا الاخلاء من تعب عدة آلاف من اليهود داخل كتلة فلسطينية ضخمة معادية. وهو تعب يقتضي استفراغ جهد يزداد لقوى الجيش من أجل التمكين من بقاء وجودهم.

كان الاخفاق الواضح الكبير تسليم القطاع الى حماس، وجعل هذه المنطقة مركزا لارهاب القذائف الصاروخية وقذائف الرجم على بلدات غلاف غزة. وهنا نصل الى الدرس الاهم – طريقة تنفيذ خطة الانفصال. لن أعالج ها هنا طرق العناية بالمجلين، لا لان لجنة تحقيق خاصة تعتني بذلك اليوم. هذا موضوع اسرائيلي داخلي.

الدرس الاول، وهو والد كل خطيئة، هو تنفيذ الانفصال على انه خطوة من جانب واحد، بلا مفاوضة وبلا اتفاق مع شريك فلسطيني يأخذ منا الأرض ويتحمل تبعة الأمن. اضعنا فرصة اجراء مفاوضة في الاخلاء مع السلطة الفلسطينية، بحيث كان يمكن للانجاز السياسي ان يبني السلطة ورئيسها ابا مازن في مكافحتهما لحماس. مع عدم اتفاق ومع عدم شريك فلسطيني يتحمل المسؤولية، لم يكن يحل اجلاء قوات الامن مع المستوطنات. بل كان يجب على العكس ان نقول بصراحة ان اخلاء المستوطنات دليل على أنه لا يوجد لاسرائيلي اي نية للسيطرة ولضم القطاع الى اسرائيل، وان قوات الامن ستظل في مكانها الى ان توجد سلطة فلسطينية تستطيع ضمان الامن والهدوء.

وفي آخر الأمر مكننا الخروج الاسرائيلي من الزعم اننا اخلينا مئة بالمئة من مساحة القطاع. بيد ان الواقع الجديد الذي أنشأناه كان في الحقيقة استمرارا للسيطرة واستمرارا لـ "الاحتلال" الاسرائيلي، اذ فرضنا حصارا تاما بريا وبحريا وجويا. هذا الواقع الجديد القديم أحبط أمل أن يحصر قادة غزة اهتمامهم الان في بناء كيان سياسي فلسطيني مستقل.

الخطاب العام في اسرائيل ينحصر كله في امرين اثنين – في التهديد الامني الفلسطيني الذي حل محل مهاجمة البلدات في الداخل باصابة البلدات خارج القطاع وفي العناية الفاشلة بالمجلين عن قطاع غزة. هذا الخطاب ينحصر كله في اجزاء اخفاق العملية. ميزان الانفصال معقد تعقيدا كبيرا. يحسن ان نتذكر هذا ولا سيما ازاء تحديات المستقبل.