خبر قراقع: أسرى العزل يتعرضون لمذبحة يومية في ظل غياب القانون الدولي

الساعة 06:05 م|26 أغسطس 2009

فلسطين اليوم-رام الله

دعا وزير شؤون الاسرى والمحررين في حكومة رام الله عيسى قراقع، الى اخراج اسرى العزل من قبور العزل الانفرادي ووقف تغييبهم القسري عن العالم وضرورة تحسين ظروف احتجازهم لحين الافراج عنهم، اسوة بباقي المعتقلين في السجون الاسرائيلية وتفعيل قضيتهم اعلاميا وحقوقيا، واصفا ما يتعرضون له بالمذبحة اليومية في ظل غياب القانون الدولي الانساني، مؤكدا ان موضوع اسرى العزل ستتم اثارته وتبيان عدم قانونيته عبر تشكيل لجنة دولية لمناقشته وفضحه ووقفه ضمن اطار المجموعة المشكلة بإسم "ممارسات التعذيب بحق الاسرى الفلسطينيين" التي ستكون احدى مجموعات العمل في المؤتمر الدولي القادم المزمع عقده نهاية تشرين ثاني القادم الذي سيحضره خبراء دوليون في القانون الدولي والانساني وشخصيات اعتبارية ورمزية عالمية .

 

جاء ذلك اثر زيارة طواقم محامي الوزارة للاسرى في سجن نفحة الذين افادوا ان الاسير سامح محمد شوبكي والذي يبلغ من العمر 29 عاما والمعتقل بتاريخ 26-10-2000 ويقضي حكما بالمؤبد والمتواجد في قسم العزل 2 حاليا ما زال منذ اعتقاله معزولا عن العالم الخارجي، حيث مكث في اقسام العزل ما يزيد عن خمس سنوات ونصف قضاها في سجن هداريم حيث تم نقله الى عزل نفحة مؤخرا، ومنع من زيارة شقيقيه المعتقلين ايضا بحكم كونه في العزل ولا يحق له زيارتهما وهما شرحبيل شوبكي ومحمود شوبكي ..

 

كما افاد محامو الوزارة أن أوضاع المعتقلين المعزولين تزداد سوءا يوما بعد يوم، وأن إدارة سجن الاحتلال ما زالت تمارس سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى المعزولين المرضى وتحرمهم من تلقي العلاج اللازم ما يهدد حياتهم، وادى الى عزوف الاسرى عن متابعة العلاج بسبب التسويف والمماطلة المتعمدتين حيث يحتاج الاسير لاجراء عملية له ما يقارب الثلاث سنوات من الفحوصات والاجراءات الروتينية .

 

واوضح محامو الوزارة أن الأسرى المعزولين يعانون من ظروف اعتقال لاانسانية في مخالفة صريحة للقانون الدولي والإنساني كعدم توفير مكيف هواء أو شفاط أو فتح شباك على الساحة الخارجية لان الغرف دون نوافذ ولا يوجد مجرى هواء إطلاقا ما يسبب ضيق النفس لديهم والذي قد يعرضهم للاختناق او الجلطة من شدة الحر، وبحسب توصية ممثل الصليب الأحمر فانه يجب تركيب مكيف هواء او شفاط او فتح شباك للتهوية ، الا ان ادارة سجون الاحتلال ما زالت ترفض ذلك .

 

وتنظر وزارة الاسرى بعين الخطورة لاستمرار سياسة العزل الانفرادي كاحد الأشكال الهامة من سياسات القهر والقمع بحق الأسرى، وهي سياسة متبعة منذ سنوات طويلة وتتمثل في نقل الأسرى من الأقسام العامة إلى أقسام العزل الانفرادي، ويتكون قسم العزل غالباً من مجوعة من الزنازين يتراوح عددها بين 5 و 15 زنزانة في كل قسم، ولا تتعدى مساحة الزنزانة الواحدة 2 متر طولاً و1.40 متر عرضاً، كما ان هذه الزنازين تخلوا من شروط الحياة الإنسانية فغالبيتها لا ترى الشمس ومليئة بالرطوبة والبرودة ومليئة بالحشرات والفئران التي تتسرب من الدورة الأرضية التي هي جزء من نفس الزنزانة، إما الإضاءة فتتسم بشروط قاسية حيث أنها خافتة وتلحق الضرار بالعيون،إضافة إلى البرودة الشديدة في الشتاء والحرارة في الصيف وانعدام الرعاية الصحية والاهتمام الطبي بشكل تام.

 

أما فيما يعرف بالـ(فورة) ،فيخرج الأسير إلى ساحة صغيرة مسقوفة بالأسلاك الشائكة ولمدة ساعة واحدة فقط وأحيانا يكون مكبل اليدين والقدمين، والغاية من ذلك ان يقضي هذه الساعة أيضا لوحده في ساحة الفورة، وأحيانا تتعمد ما تدعى "مصلحة السجون" بوضع أسيرين معاً داخل زنزانة واحدة طولها 3 متر وعرضها 1.80 متر ما يزيد العبء والهم بسبب ضيق المكان واستحالة اتساعه لشخصين معاً ما يحول حياتهما إلى جحيم في كثير من الأحيان.

 

واضاف محامو الوزارة ان الاسير في العزل غالباً لا يخص بأي زيارة عائلية وليس لديه وسيلة اتصال، والبعض يقضي وقتاً طويلاً قد يصل إلى سنوات دون إن يعرف ماذا يحصل لعائلته، وهناك أقسام مخصصة للعزل يختلط فيها الأسرى السياسيون مع الجنائيين وان كان كل في زنزانتة. وأشهر أقسام العزل هي "أيلون" – الرملة حيث يتسع لأكثر من 15 زنزانة لا تتوفر فيها أي شروط للحياة الإنسانية وقسم العزل في سجن "اوهلي كدار" (بئر السبع) وفيه عشر زنازين وهناك قسم عزل في سجن ايشل- بئر السبع- وكذلك في عسقلان وشطة، ونفحة ويمكن القول إن كل السجون أصبحت الآن تضم أقساما للعزل، كما ان هناك نوع آخر من العزل وهو "العزل الجماعي" كما هو الأمر في قسم "3" في سجن " هداريم"- قرب – نتانيا إذ يحوي أربعين غرفة يتواجد في كل غرفة "3" أسرى علماً أنها تضيق باثنين ويمارس على الأسرى كثير من الحرمان والقهر، وكذلك قسم العزل الجماعي رقم "4" في سجن أيشل في بئر السبع والذي يحتوي على "25" زنزانة في كل واحدة أسيرين وغرفة واحدة تتسع لستة اسري وظروفه كذلك سيئة جداً وقاسية حيث يحرم الأسرى من الزيارات والتحرك ويخرجون للساحة لفترة قصيرة" .

 

كما زار محامو الوزارة الاسير سامي زيد الكيلاني من طولكرم الذي اعتقل بتاريخ 15-5-2004 ويقضي حكما مدته 6 سنوات، والذي اشار الى حرمانه والاسرى المعاقبين والمقموعين من النقب من الزيارات لمدة شهرين فضلا عن تغريم كل اسير معاقب 400 شيكل وحرمانه من الكانتينا واستخدام الاجهزة الكهربائية وادخال اية ملابس او احتياجات شخصية .. حيث بلغ عدد الاسرى المعاقبين 74 اسيرا منهم 30 من طولكرم و20 من الخليل و 10 من جنين والباقي من بيت لحم وقلقيلية .

 

سجن هداريم

اما في سجن هداريم فقد زار محامو الوزارة الاسير صدقي حامد شاكر الزرو والذي يبلغ من العمر 50 عاما والذي يعيش اوضاعا بالغة السوء ، والاسير عارف خالد الفاغوري من جنين والذي يقضي حكما مدته 28 عاما ومعتقل منذ 24-4-2002 علما انه اعتقل عدة مرات قبل اعتقاله الاخير .. حيث تمنع مصلحة السجون ابناءه وزوجته من زيارته كما زار محاموا الوزارة الاسير ماجد اسماعيل المصري والذي يقضي حكما بالمؤبد 10 مرات .. والاسير ايمن ربحي مصطفى الشرباتي من الخليل الذي يقضي حكما بالمؤبد وهو معتقل منذ 15-3-1998 والاسير ناصر خالد سويلم المحكوم 21 عاما والمعتقل منذ 8-4-2004 ويبلغ من العمر 25 عاما حيث يعاني من مرض جلدي واهمال طبي متعمد من قبل اطباء مصلحة السجون .