خبر « رمضان » يزور الخيام .. ويبكي ألماً على حالها

الساعة 06:18 ص|26 أغسطس 2009

"رمضان" يزور الخيام .. ويبكي ألماً على حالها

"رمضان في الخيام".. أمل في الثبات وتحسر على ما فات

فلسطين اليوم– غزة (تقرير خاص)

لم يشهد أهالي قطاع غزة المحاصر خلال السنوات الأخيرة  شهر رمضان كهذا العام، من حيث قسوة الظروف التي يعيشونها أهالي هذا القطاع, جرّاء الحصار الخانق والإغلاق المتواصل لأراضيهم من ناحية، والعدوان الإسرائيلي الذي طال كل مناحي الحياة فدمر الأحياء, المساكن والمساجد ,المستشفيات والمدارس الحجر والشجر من ناحية أخرى, حيث أصبحت العائلات الغزية مشردةً بدون مأوى ولا مسكن.

 

وكانت أزمة أصحاب البيوت التي دمرتها قوات الاحتلال خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة واستمرت أكثر من عشرين يوماً متفاقمة، حيث استشهد أصحابها وبقيت بيوتهم عارية لا يعلوها سوى السماء، ليصر من تبقى على قيد الحياة أن يعيشوا في خيام، خاصةً في ظل الحصار الذي يمنع إدخال مواد البناء لإعادة بناء هذه البيوت المدمرة ليصبحوا هؤلاء عرضة لبرد الشتاء وشمس الصيف الحارة.

 

"فلسطين اليوم" انتقلت هُناك لتنقل صورة الوضع حيث يعيش سكان هذه الخيام أوضاعاً معيشية صعبة مع بدء أول أيام شهر رمضان المبارك، إذ يواجهون في خيامهم الركيكة البائدة أوضاعاً مأساوية حيت لا يوجد لا ماء ولا كهرباء ولا أي مظهر من مظاهر هذا الشهر المبارك عدا صومهم وقراءتهم للقرآن الكريم .

 

الفرحة.. غائبة

المواطن زايد خضر( 45عاماً) من منطقة القرم شرق بلدة جباليا شمال قطاع غزة يتحدث عن أجواء رمضان  هذه السنة في ظل ما حدث لهم من دمار وسكناهم على أنقاد منازلهم فيقول "أتى رمضان هده السنة مختلف عن أي رمضان مر علينا  فقد أتي صعب جداً علينا الصيام وأبنائي السبعة وزوجتي لأن الخيام لاتقي برد الشتاء ولا حر الصيف ,فيصعب العيش فيها خاصة في هذا الجو الحار."

 

ويضيف بأن أجواء رمضان عندما أتت عليهم ذكرتهم برمضان السابق كيف كانوا يعيشونه وكيف كانت حياتهم داخل البيت بين الأهل والأقارب فرمضان يأتي ليجمع أفراد الأسرة، مستدركاً"هده السنة فبأجوائه حكم علينا أن نتفرق لأن الحياة أصبحت صعبة , فأنا لا أستطيع أن أترك الخيمة وأذهب لأرى أهلي خوفاً على عائلتي فالخيام لا نستطيع إقفالها والخروج منها, وفي نفس الوقت لا أستطيع أن أطلب من أقاربي الحضور إلي لسوء الحال عندي ولما تحمله هذه الخيام من ضيق للصدور".

 

وعن استعداداتهم لرمضان تحدث خضر أنهم لم يكونوا مستعدين لرمضان لأن الحزن كان يرسوا بداخلهم, الأطفال حزينين لا فوانيس ولا ألعاب رمضان, والزوجة حزينة, والكبار لا حول لهم ولا قوة فلا يملكون شيء ليستعدوا به لرمضان فمنزلهم قد دُمرت وانفصل الأب عن العمل في بقالته المهدمة تحت البيت.

 

كما أشار إلى نقص الموارد الأساسية كالمياه والانقطاع  المستمر بالكهرباء فلا يستطيعون إضاءة شمعة خوفاً من أن تحرق الخيمة ولا إضاءة كشاف كهربائي تكفي فيضطرون أحياناً أن لا يستحروا , أما وجبة الأفطار فيضعون أي شيء موجود بالخيمة من طعام لنأكله .

 

مواجهة صعبة

أما زوجة أبوخليل خضر فقالت "إن شهر رمضان هذا العام هو الأسوأ، حيث تواجه صعوبات جمة في إعداد مائدتي السحور والإفطار لأبنائها في الخيمة الـمتواضعة الـمقامة فوق ركام

منزلها الذي دمره العدوان على القطاع".

 

ونوهت خضر، إلى أنه لا يوجد لديهم مصدر دخل يعيشون منه، وأنهم لـم يتلقوا مساعدات من أية جهة كانت ولا تصل إليهم سوى ربطة خبز واحدة من إدارة الـمخيم الذين يقيمون فيه، مضيفة أن حالتهم سيئة للغاية بعدما فقدوا كل أحلامهم في منزلهم .

 

وتقول أم خليل "أن خيمتنا التي نسكن فيها مهددة بالانهيار لأنها موضوعة  فوق ركام منزلنا لكن لا نجد بديل عنها في ظل غلاء الأجارات وشُحها فزوجي أصبح لا يقدر على العمل بسبب مرضه."

 

وتتكرر المعاناة والآلام مع عائلة محمد أبو خضر  (46عاماً) من سكان شرق جباليا شمال القطاع فيقول "أعيش في خيمة بجانب ركام منزلي المدمر مع عائلتي في ظل أوضاع مادية ومعيشية صعبة، خاصة مع بدء شهر رمضان الذي يحتاج إلى تجهيزات كثيرة وشراء بعض من الاحتياجات الأساسية.

ويشير أبو خضر بأنه خسر بيته ومتجره في العدوان الأخير،ولم يعد لديه سوى تلك الخيمة التي تأويه وتأوي عائلته, وأصبح يعتاش على بعض المعونات المقدمة من أهل الخير والبر ليطعم أسرته.

 

ويضيف أبو خضر "أصبحنا معزولين عن العالم  فلا أحد يزورنا ولا نزور أحد وأن لقمة العيش أصبحت بالغة الصعوبة فقد يأتي علينا أيام في رمضان لا نستطيع إيجاد لقمة الإفطار فاليوم ابنتي لا تستطيع الذهاب إلى المدرسة بسبب عدم توفير الزي المدرسي لها, فالوضع هنا لا يُطاق أبداً .

 

ووفقاً لتقرير نشرته وزارة الأشغال في حكومة غزة, يذكُر بأن عدد الأسر المشردة التي هدمت منازلها بشكل كامل خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، بلغ أكثر من 5000 عائلة فلسطينية، معظم أفرادها من أطفال ونساء باتوا بلا مأوى، في حين بلغ مجمل البيوت السكنية التي دمرت بشكل كامل أثناء الحرب، والتي باتت غير صالحة للسكن وصلت إلى 20 ألف وحدة سكنية.