قائمة الموقع

خبر في عام واحد: 103 شهداء و2500 مختطف ضحايا لأكثر من 600 حاجز في الضفة

2009-08-26T05:44:37+03:00

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

تؤدي الحواجز العسكرية التي تقيمها قوات الاحتلال دورًا قذرًا في التنغيص على حياة الفلسطينيين فيالضفة الغربية؛ حيث ينتشر فيها أكثر من 600 حاجز عسكري أدَّت إلى فقدان العديد منالفلسطينيين حياتهم بسبب التعقيدات الإسرائيلية على تلك الحواجز

ويشهد العالممنذ أربعة عقود هي عمر احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة مأساة شعب يعاني انتهاكاتلأبسط حقوق الإنسان تتمثل في الاستيلاء على الأراضي و"الاستيطان" وبناء الجدار وفرضالحواجز العسكرية المميتة

 

أكثرمن 600 حاجز

أظهر تقريرٌ أعدَّه مكتب الشؤونالإنسانية التابع للأمم المتحدة في القدس المحتلة أن عدد الحواجز العسكرية في الضفةالغربية زاد بنسبة 7% عكس ما كانت تروِّج له الحكومة الصهيونية بالعمل على تخفيفها،وأشار التقرير إلى أنه تم بناء أكثر من 140 حاجزًا جديدًا، ليصبح العدد أكثر من 600حاجز احتلالي ، تساهم بشكل فاعل في النيل من حياة مواطني الضفة الغربية

أطفالوشيوخ ونساء تحت الشمس الحارقة

وتزيد قوات الاحتلال منإجراءاتها المُهينة للفلسطينيين على الحواجز العسكرية التي تحاصر القرى والمدنالفلسطينية؛ حيث لم يسلم من ذلك الصغار ولا الكبار ولا المرضى؛ فكثيرًا ما تحتجزقوات الاحتلال أعدادًا كبيرة من الفلسطينيين وتوقفهم تحت حرارة الشمس الحارقة، كماحدث مؤخرًا عندما بين حاجزي المحكمة العسكرية والارتباط شمال محافظة رام اللهالمحتلة، وكان بين المحتجزين أطفال وشيوخ ونساء، كما وتعرَّض المحتجزون في حواجزعديدة للغازات المسيلة للدموع التي يطلقها جنود الاحتلال عليهم وهم يقتربون من تلكالحواجز في طريق عودتهم إلى قراهم وبلداتهم

الصحفيون تحت المطرقة

الصحفيون هم الآخرون لم يسلموامن إجراءات الاحتلال القمعية على الحواجز القمعية؛ فقد صادر جنود الاحتلال أكثر منمرة كاميرات ومعدات تصوير من فرق صحفية كانت تهم بالمرور عبر تلك الحواجز، كما حدثوأن صادرت قوات الاحتلال كاميرا لقناة "الجزيرة" وشريط التصوير وهوية المصور مجديبنورة؛ وذلك خلال التقاطه صورًا للوضع على الحاجز العسكري قرب مخيم قلنديا جنوب رامالله، وكان الجنود قد تهجَّموا على المصوِّر، رغم التقاط الصور خارج نطاق الحاجزالعسكري الذي يحتشد عنده مئات المواطنين وعشرات السيارات المسافرة بين القدس ورامالله؛ لينقل معاناتهم واهانتهم وإذلالهم

أكثرمن 103 شهداء

وعلى صعيد انتهاك الاحتلالحقوقَ المرضى على وجه الخصوص على تلك الحواجز المهينة أفادت تقارير صدرت عن "المركزالصحفي الدولي" بأن أكثر من 103 شهداء قضوا على الحواجز الصهيونية، في حين وثقتمؤسسة الحق" لفلسطينية -ومقرها الرئيسي مدينة رام الله- 12 حالة استشهاد فلسطينيةعلى الحواجز العسكرية الصهيونية


ونقلت المؤسَّسة عن لميستيسير إبراهيم قاسم (26 عامًا) من مدينة سلفيت التي فقدت مولودتين أثناء نقلها إلىأحد المستشفيات عبر أحد الحواجز؛ قولها إنها انتظرت سيارة إسعاف تابعة لقرية بيتريما على حاجز عسكري في مدخل القرية أكثر من ساعتين؛ حيث رفض الجنود وصول سيارةالإسعاف إليها

وضعتمولودتين توفيتا على الحاجز

وأضافت أن السائق ومساعده وصلاإليها ومعهما سرير؛ حيث أبلغاها أن الجيش سمح لهما بنقلها عبر الحاجز بواسطة السريردون أن يسمحوا بوصول سيارة الإسعاف

وقالت لميس: "لدى دخول سيارة الإسعافوبعد التفتيش البطيء في الحاجز أنجبت ابنتي الأولى "لطيفة"، وبعد تحرُّكنا بنحو ثلثساعة أنجبت المولودة الثانية "مفيدة" التي كانت في حالة إغماء، ثم فارقت الأولىالحياة بعد نصف ساعة، وفارقت الثانية الحياة بعد ساعات نتيجة التأخير وعدم وصولي فيالوقت المناسب

عرقلةالكوادر الطبية وسيارات الإسعاف

وأكد المكتب التنفيذي لـ"جمعيةالهلال الأحمر الفلسطيني" في الضفة الغربية أن قوات الاحتلال تواصل عرقلة الكوادرالطبية وسيارات الإسعاف؛ حيث تمنع من التنقل بحرية لتقديم خدماتها الإنسانية؛ ممايضطر المرضى إلى السير على الأقدام مسافات طويلة حتى الوصول إلى سياراتالإسعاف

وبيَّن المكتب في تصريحاتصحفية له أنه رغم التنسيق لبعض الحالات الصعبة بواسطة الصليب الأحمر يتعرَّض المرضىوالمسعفون وسيارات الإسعاف للتفتيش المهين

الحواجز تسبب تأخر وصول المرضى ووفاتهم


وتقول "مؤسَّسة الهلالالأحمر الفلسطيني" في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية إن الحواجز الصهيونية تسبِّبتأخر وصول المرضى إلى المستشفيات ووفاتهم في بعض الأحيان، مبينة أن "قوات الاحتلالتمنع وصول سيارات الإسعاف بسهولة إلى مستشفى محمد علي المحتسب للأطفال حديثيالولادة في الخليل، وهو الوحيد من نوعه الذي يخدم نحو نصف مليون نسمة جنوب الضفة،موضحة أن "وجود الاحتلال والبؤر "الاستيطانية" في قلب المدينة يضطر سيارات الإسعافإلى نقل الأطفال من مسافات بعيدة

وتقول "مؤسسة الهلال الأحمر :" إن المسعفين يضطرون في كثير من الأحيان إلى استخدام سيارتين لنقل مريض واحد؛ حيثيصل المريض بالسيارة الأولى إلى أحد طرفي الحاجز الترابي، ثم ينقل على حمالة إلىالطرف الآخر على مسافة عشرات الأمتار؛ حيث تنتظر سيارة أخرى؛ مما يترتب على ذلكإرهاق المريض وتأخير إسعافه

وتضيف أن مرضى الكلى يضطرون إلى سلوكطرق متعبة للوصول إلى مراكز غسيل الكلى في المستشفيات ثلاث مرات أسبوعيًّا، مشيرةإلى أن عددهم في ازدياد، ووصل في الخليل وحدها إلى أكثر من 50 مريضًا

تفهمات أمنية أمريكية

حواجز الموت الصهيونية التيتقيمها قوات الاحتلال تجد دعمًا قويًّا لاستمرارها من قبل دول رسمية؛ فالولاياتالمتحدة الأمريكية زعمت أنها ستثير مشكلة الحواجز الصهيونية في الضفة الغربية التيتعوق تحركات الفلسطينيين مع محادثيها الصهاينة، لافتة إلى أنها "تتفهم الاعتباراتالأمنيةوادَّعت الولايات المتحدة أنها ستعمل على مراقبة الجانب "النوعيمن عملية رفع الحواجز العسكرية في الضفة الغربية، بيد أن هذه المراقبة جعلتالاحتلال يزيد من تلك الحواجز ويعظم من انتهاكها حقوق الإنسان في الضفةالغربية

مختطف في عام واحد

وبالحديث عن حالات الاعتقالفإن مؤسَّسة حقوقية فلسطينية أفادت بأن قوات الاحتلال الصهيوني اختطفت في عام واحدما يزيد عن 2500 فلسطيني؛ منهم 2433 من الضفة الغربية و68 من قطاع غزة

وأشار "المركز الفلسطيني لحقوقالإنسان" في تقرير سنوي صدر عنه إلى أن تلك القوات واصلت في العام 2008، اختطافالمزيد من الفلسطينيين والزج بهم في سجونها المكتظة بآلاف الأسرى في أوضاع مزرية،موضحًا أن الغالبية العظمى من هؤلاء المختطفين يجري اختطافهم أثناء اجتياح المدنوالقرى والمخيمات في الضفة الغربية وقطاع غزة، أو من خلال الحواجز العسكريةالمنتشرة على امتداد الضفة الغربية، أو في عمليات خاصة تقوم بها قواتالاحتلال

وأكد المركز أنه حتى نهايةالعام 2008 كان ما يزال أكثر من تسعة آلاف فلسطيني في سجون الاحتلال ومراكزاختطافه، في مخالفةٍ واضحةٍ لاتفاقية "جنيف الرابعة"، خاصة المادة 76 التي تلزمالدولة" المحتلة باحتجاز السكان المحتلين في الأقاليم المحتلة حتى انتهاءمحكومياتهم

وحسب التقرير الحقوقي فإن نحو 337 منبين هؤلاء المختطفين يقبعون في سجون الاحتلال قبل تطبيق اتفاقية "أوسلو" في العام، فيما يقبع الغالبية العظمى منهم في السجن منذ بدء انتفاضة الأقصى في العام

صمتومعاناة مستمرة

ومع استمرار الصمت العربيوالدولي عن جرائم الاحتلال المتواصلة تزداد الحواجز العسكرية وتزداد معها معاناةالفلسطينيين على تلك الحواجز التي سمَّاها الفلسطينيون في الضفة الغربية "حواجزالموت"؛ نظرًا لأنها تقتل حياة المواطنين وتقتل فرحتهموالسؤال الذي لايزال مطروحًا: إلى متى ستبقى إرادة الفلسطينيين في الضفة الغربية رهينة حواجزالاحتلال اللعين؟

اخبار ذات صلة