خبر الإسرائيلية: ثلاث ملاحظات.. إسرائيل اليوم

الساعة 08:13 ص|25 أغسطس 2009

بقلم: آفي شيلون

1. لمعاداة السامية جذور عميقة منذ أيام اليونان. يصف الكتاب المثير لتسفي يعبتس "كراهية اسرائيل في العصور القديمة"، كيف وجد في أواخر العصر الهيليني من حاولوا جعل اليهود مكروهين بدعاوى عنصرية. واحدة من العجيبات فيها قالت ان مصدر اعتياد اليهود الحفاظ على الراحة في السبت كامن في قذارة عوراتهم. زعم المؤرخ أفيون ان مصدر كلمة "السبت" دفين في الكلمة المصرية "سباتوزس"، التي تعني تلوث العورة او التهابها. بحسب ذلك التفسير، بالمناسبة، اصيب اليهود بهذا التلوث لانهم لم يحافظوا على النظافة في اثناء ترحلهم في صحراء سيناء.

أسباب معاداة السامية التي اخذت تقوى منذ ذلك الحين كثيفة وعميقة. لكن ليس كل غبي في صحيفة صفراء سويدية معاديا للصهيونية. أي أنه معادٍ للصهيونية لكنه في الاساس غبي. ويجب الرد على الغبي بحكمة. لهذا لا يجب على السويد أن تعتذر لنا عن كل نشر صحافي داحض يعرض جنود الجيش الاسرائيلي على أنهم قتلة من أجل الاتجار بالاعضاء البشرية. ان الهستيريا التي نشأت عندنا لا حاجة اليها. يمكن طلب تنديد من أجل احراج السويديين من ناحية سياسية؛ ويحسن أن نحلل المقالة على أنها تميز توجها واسعا نحو اسرائيل واليهود؛ لكن في نطاق محاربة معاداة السامية يحسن أن نحصر عنايتنا في أناس اكثر احكاما وخطرا. الى أن الاسرائيليين يفترض أن يأخذوا في حسبانهم ان برنامج ايلي يتسبان قد يذاع مرة اخرى. ولا نريد ان تضطر الحكومة الى تعيين وزير آخر لشؤون الاعتبارات الرسمية.

2. اذا كان يمكن أن نجد جانبا ايجابيا – على رغم صعوبة استعمال هذا المصطلح في سياق القتل المخيف لـ ليونارد كارب – فانه يكمن في الرد الايجابي عليه. ليست عملية تنكيل نفذها عرب في يهود حادثة يسهل فصلها عن مشاعر قومية في بيئة الشرق الاوسط. اذا استثنينا قلة من مستعملي الانترنت، فقد كانت الصدمة للقتل بسبب قوة العنف في المجتمع ولم تصل الى اتهامات على خلفية عنصرية. هذا جانب فضل للجمهور اليهودي. كذلك الرسالة التي ارسلها اعضاء مجلس جلجوليا، وعبروا فيها عن امتعاض للقتل واكدوا مبلغ كونه معارضا للاسلام، تستحق الذكر. ان قتلة كارب لا يمثلون لا المسلمين ولا اليهود. وهم في واقع الامر لا يمثلون البشر البتة.

3. في يوم السبت، في خلال لعبة مكابي تل أبيب مع ابناء سخنين، حدثت حادثة عجيبة. مثل رياضي عن الاسرائيلية. اجاز الحكم في اللعبة، أساف كينان هدفا للمكابي، لكن بعد الجدل المعتاد مع لاعبي الفريق الخصم الذين زعموا ان الهدف غير قانوني، تأنى وبعد مضي خمس دقائق أعلن ان الهدف باطل. برغم أنه حدثت من الفور بعد ذلك ضجة في المقابل، فان الحكم كان على حق إذ ألغى قراره الاول، لان الهدف حقق على نحو غير قانوني. لكن ليست هذه هي النكتة في القصة.

ان القضية هي النظرة الى الحكم الذي اعترف على رؤوس الاشهاد بخطئه.

في رد على عدم جزمه قرروا في اتحاد الحكام ان يعود الى عمله كحكم "بالتدريج"، اي ان يعلق عمله تعليقا ضئيلا. في الشهر المقبل، عندما يضيع منتخب اسرائيل مرة اخرى فرصة الوصول الى العاب المونديال، فستتذكرون ان الفشل لم يبدأ فوق اعشاب الملعب. بدل التأثر بحكم مستعد للاعتراف بالخطأ بحيث يكون القرار النهائي دقيقا – نفضل على نحو تقليدي وهم الثقة بالذات والجزم. لكن الطريق الى المونديال – والى كل مكان جيد – تمر أبدا بالمحطة التي نتعلم فيها ان نكون قادرون على الاعتراف بالخطأ.