خبر خطأ ليبرمان التاريخي.. هآرتس

الساعة 12:50 م|24 أغسطس 2009

بقلم: توم سيغف

غير بعيد عن ميدان الذكرى في نطاق "يد واسم" (مؤسسة الكارثة والبطولة) في القدس توجد مركبة بيضاء، شبه باص شبه سيارة اسعاف. هذه واحدة من 36 مركبة مشابهة استخدمت في نهاية الحرب العالمية الثانية لنقل الاف السجناء من معسكرات الابادة النازية من المانيا الى السويد. موقع الانترنت الرسمي لـ "يد واسم" يقول ان قافلة الانقاذ هذه انقذت من ألمانيا نحو 27 الف سجينا، بينهم بضعة الاف يهود، معظمهم من النساء. المؤرخ يهودا باور، يقضي بان الناجين بلغ عددهم 21 الف نسمة بينهم 6.500 يهوديا.

الفضيحة التي اثارها وزير الخارجية افيغدور ليبرمان حول المقال في الصحيفة السويدية "افتونبليدت" ليست في مكانها، لان حكومة في دولة تحترم حرية الصحافة ليست مسؤولية عما يكتبه الصحافيون. مجرد الطلب من الحكومة السويدية ان "تشجب" المقال يدل على أن ليبرمان لا يزال يفكر بتعابير سوفييتية. التشبيه بين رفض السويد شجب المقال وبين صمتها المزعوم في عهد الكارثة، لن يحث السياسة الخارجية لاسرائيل اكثر من الايديولوجيا العنصرية لـ "اسرائيل بيتنا". ومن ناحية تاريخية ايضا لا مجال لادعاء الوزير. ملك السويد جوستاف الخامس توجه الى حاكم هنغاريا الادميرال هورتي وطلب منه منع طرد اليهود من بلاده، والاهم من ذلك ان السويد أنقذت حياة نحو 20 الف يهوديا.

وعلى نحو يشبه البلدان الاخرى لم تهرع السويد لنجدة اليهود الذين لوحقوا في الثلاثينيات لا سيما في المانيا وفي النمسا، وقلة منهم فقط سمح لهم الاستقرار في نطاقها. وعليه يمكن القول أن السويديين يتحملون جزءا من المسؤولية عن موت كل لاجيء يهودي لم يسمح له بالدخول الى السويد وقتل بعد ذلك على ايدي النازيين. هذه تهمة يمكن توجيهها لكل دولة تطرد من حدودها لاجئين بانتظارهم الموت، بما في ذلك اسرائيل.

في اثناء الحرب حافظت السويد على الحيادية. وحصل الكثير من السويديين على رزقهم بل ان بعضهم أثرى من التجارة مع المانيا النازية: كما أنهم زودوا ايضا البضائع التي ساعدت المجهود الحربي النازي. يحتمل جدا أنه كان بوسع السويديين ان ينظروا الان الى مرآة التاريخ بعزة أكبر لو أنهم قرروا في حينه الانضمام الى الحرب ضد النازية. مهما يكن من أمر فان الحيادية السويدية سمحت لمنظمات الانقاذ المختلفة، بما فيها من منظمات يهودية ان تتخذ من ستوكهلوم مقرا لها وتعمل من هناك في صالح المضطهدين. حملات الانقاذ الاساس جرت بعلم حكومة السويد، بل ان بعضها كان بمبادرتها.

في تشرين الاول 1943 سمحت السويد بدخول قرابة 8 الاف يهوديا من الدانمارك وهكذا سمحت بالحملة المعروفة لانقاذهم. وفي صيف 1944 اصدرت السفارة السويدية في بودبست "وثائق رعايا" لنحو 4.500 يهوديا هنغاريا. هذه الوثائق سمحت بانقاذ الاف اخرى من اليهود. هذه هي الحملة الاساس المتماثلة مع المصرفي السويدي رؤول فبلنبرغ، الذي اختفى بعد ذلك في السجن السوفييتي.

حملة "الباصات البيضاء" في الاسابيع الاخيرة من الحرب، تمكنت ضمن امور اخرى بفضل المفاوضات بين هنريخ هيملر قائد الـ أس.أس وبين الامير السويدي بولكا برنادوت الذي قتل بعد ذلك في القدس بسبب خطة السلام التي اقترحها.

اضافة الى ذلك تعتبر السويد من الدول القليلة التي سنت قانونا خاصا ضد اللاسامية. في كانون الثاني 2000 استضافت مؤخرا دوليا هاما اعطى أيضا دفعة للصراع العالمي ضد نكران الكارثة.