خبر رغم التصعيد الإسرائيلي.. تحقيق جديد عن تجارة أعضاء شهداء فلسطينيين

الساعة 07:11 ص|24 أغسطس 2009

رغم التصعيد الإسرائيلي.. تحقيق جديد عن تجارة أعضاء شهداء فلسطينيين

فلسطين اليوم- وكالات

فصلت صحيفة "افتونبلاديت" السويدية أمس في تحقيق جديد الظروف التي قد يكون حصل فيها جنود إسرائيليون على أعضاء قتيل فلسطيني لكن من دون أن تقدم أدلة على ذلك.

وقام اثنان من صحافيي "افتونبلاديت" هذا الأسبوع بتحقيق في بلدة اماتين في الضفة الغربية حصلوا خلاله على معلومات من والدة وشقيق بلال غانم الشاب الفلسطيني الذي كان في التاسعة عشرة من العمر عندما قتله جنود إسرائيليون قبل 17 سنة للاشتباه بأنه كان من قادة الانتفاضة الأولى.

وأكدت صديقة غانم والدة بلال انه في 13 ايار 1992 نقل الجنود ابنها بعد أن قتلوه بالمروحية إلى إسرائيل. وأعيدت جثته إلى ذويه بعد أيام وقالت والدته إن "ابنها كان داخل كيس اسود وقد اقتلعت كافة أسنانه. وكانت الجثة تحمل جرحا من الحلق وحتى البطن وأعيدت خياطته بشكل سيء".

وكتبت الصحيفة ان جلال غانم شقيق بلال الاصغر (32 سنة) "يعتقد ان اعضاء شقيقه سرقت".

وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كان يملك ادلة على سرقة اعضاء شقيقه قال للصحافيين "كلا ليس لدي ادلة، لكنني التقيت اشخاصا اخرين كان لديهم روايات مماثلة عن اقاربهم. لقد علمنا بحصول الكثير من حالات مماثلة".

وردا على سؤال للصحيفة قال الناطق باسم الخارجية الاسرائيلية ايغال بالمور انه "لا يعلم شيئا عن الظروف الدقيقة لهذه الحالة". واضاف انه ليس هناك ما يبرر "اعادة فتح ملف مغلق".

واضاف "يمكن للاسرة ان تعيد نبش الجثة وتعاينها مجددا اذا ارادت" موضحا انه يمكنها الاطلاع على تقرير التشريح شرط ان "تقدم طلبا رسميا" بذلك.

وفي مقال بعنوان "الاسبوع الذي اصبح فيه العالم مجنونا" نشر امس ، قال رئيس تحرير الصحيفة يان هيلين انه في التقرير الاول الذي نشر مطلع الاسبوع لم يكن هناك ادلة على الاتجار باعضاء قتلى فلسطينيين.

وقال "لست نازيا ولا معاديا للسامية. انني رئيس تحرير الصحيفة الذي اعطى الضوء الاخضر لنشر مقال لانه كان يطرح مجموعة من النقاط المقنعة".

وفي مقابلة نشرتها الصحيفة قال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت ان السويد "يجب ان تكون متنبهة اكثر لاهمية الشرح للخارج عن كيفية عمل الاعلام وتطبيق حرية التعبير في بلادنا".

 

وقال ردا على سؤال لمعرفة ما اذا كان على رئيس تحرير الصحيفة تقديم اعتذارات "ان افتونبلاديت مسؤولة عن مضمون الصحيفة وليس الحكومة".

وفي تل ابيب طالب المسؤولون الاسرائيليون امس ستوكهولم بادانة رسمية للمقال ، في قضية قد تتحول الى ازمة دبلوماسية بين اسرائيل والسويد التي تتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي.

وصرح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في جلسة الحكومة الاسبوعية "نحن لا نطلب اعتذارات من الحكومة السويدية، بل نريد منها ادانة (للمقال)"، بحسب مصدر رسمي.

وصرح وزير المالية يوفال ستاينيتز ان "الازمة ستستمر حتى تغير الحكومة السويدية موقفها من المقال المعادي للسامية. ومن لا يدينه ليس مرحبا به فعلا في اسرائيل".

واضاف الوزير ان "الحكومة السويدية لا يسعها ان تلزم الصمت بعد الان. في العصور الوسطى، نشرت محاولات تشهير تتهم اليهود باعداد خبز عيد الفصح بدماء اطفال مسيحيين، واليوم يتهم الجنود الاسرائيليون بقتل الفلسطينيين لسرقة اعضائهم".

ويأتي هذا التوتر الدبلوماسي فيما من المنتظر ان يقوم وزير الخارجية السويدي كارل بيلت بزيارة رسمية الى اسرائيل بعد عشرة ايام. وتتولى السويد حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي.

واوضح الناطق باسم الخارجية الاسرائيلية ايغال بالمور لوكالة "فرانس برس": "ليس واردا الغاء هذه الزيارة او ارجاؤها، لكن من الجلي ان يؤول الخلاف في حال عدم حله الى القاء ظلال على المحادثات".

من جهته اعتبر بيلت ان "اسرائيل وحكومتنا تتمتعان بعلاقات متينة جدا بين دولة واخرى".

وفيما اصر على احترام حرية التعبير رفضت وزارته تبني ادانة حازمة للمقال اعلنتها السفيرة السويدية في اسرائيل اليزابيت بورسين بونييه.

وفي اجراء مقابل، رفض رئيس المكتب الاعلامي الحكومي دانيال سيمان امس منح تراخيص لصحافيين اثنين من "افتونبلادت" الى اجل غير مسمى.

وصرح سيمان للاذاعة العسكرية الاسرائيلية متهكما "لا شيء يلزمنا منحهم التراخيص. ذلك سيستغرق الوقت. ينبغي اجراء تدقيقات وربما فحص فئة دمهما لمعرفة ما اذا يستطيعان التبرع بالاعضاء".

وقارن وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان موقف السويد في المسألة بسياسة الحياد التي اعتمدتها ابان الحرب العالمية الثانية. وقال: "آنذاك ايضا، رفضت السويد التدخل" ضد الابادة النازية.

وثارت حفيظة الصحافة الاسرائيلية الاحد ضد "افتونبلاديت" والسلطات السويدية.

وتساءلت افتتاحية في يديعوت احرونوت "هل كانوا ليتحدثوا عن حرية التعبير اذا كتب صحافي اسرائيلي ان البلاط الملكي السويدي مثلا يمول منزل دعارة؟".

وسخرت الصحيفة من السويد التي "تعلن عن حياديتها لكنها تصور اسرائيل على انها الطاغية الاسوأ في العالم".

ولم تخل العلاقات بين اسرائيل والسويد في الاعوام الاخيرة من جدالات، وخصوصا ان تل ابيب تأخذ على ستوكهولم انحيازها للفلسطينيين، في حين تتهم السويد الدولة العبرية بانتهاك حقوق الانسان.

واتهمت اسرائيل الحكومة السويدية باستخدام حرية التعبير "ذريعة" لعدم ادانة المقال .

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية "نشعر بان الحكومة السويدية تستخدم حجة حرية التعبير كذريعة لعدم ادانة معاداة السامية حين تبرز ليس في دولة بعيدة مثل ايران بل في السويد".

واضاف يوسي ليفي في بيان: "نعتقد ان حرية التعبير لا تنطبق فقط على وسائل الاعلام السويدية، بل ايضا على الحكومة السويدية التي عليها ان تعلن موقفا حازما حول قضية بهذه الاهمية التي تشكلها ادانة معاداة السامية".