خبر أحمد يوسف : « حماس » لم تشارك مع إسرائيليين في مؤتمر للسلام بجنيف

الساعة 05:26 م|23 أغسطس 2009

قال بأن  حركته عقدت العزم على مواجهة الحصار وعدم الخضوع لاملاءات الاحتلال

أحمد يوسف : "حماس" لم تشارك مع إسرائيليين في مؤتمر للسلام بجنيف

فلسطين اليوم- وكالات

أعرب قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن أمله في أن يفي الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما بوعوده من أجل تحريك المياه الراكدة في عملية البحث عن حل للصراع العربي ـ الإسرائيلي، وأكد أن استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة لن يكون للأبد وأن عزل قطاع غزة عن العالم لن يدفع بالفلسطينيين للتخلي عن حقوقهم.

 

ودعا القيادي في حركة "حماس" الدكتور أحمد يوسف في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" العرب والمسلمين عامة، ومصر تحديدا إلى العمل بجدية لإنهاء معاناة أهل غزة، والبدء بخطوات عملية لفك الحصار المفروض عليهم، ودفع المجتمع الدولي إلى تغيير سياساته تجاههم.

 

ونفى أن تكون "حماس" قد شاركت في مؤتمر للسلام عقد قبل عدة أسابيع في سويسرا بحضور إسرائيليينت، وأكد أن موافقة "حماس" على دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس الشريف لا يعني أنها غيرت مواقفها من طبيعة الصراع العربي ـ الإسرائيلي أو تخلت عن حقوقها.

 

وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته "قدس برس" مع القيادي في حركة "حماس" الدكتور أحمد يوسف:

 

س ـ بعد هذه السنوات الطويلة من الحصار، هل تعتقد بأن الوقت قد حان عربيا وإسلاميا ودوليا لإنهائه؟

 

 ـ  أعتقد أنه منذ زمن طويل كان يتوجب على العرب والمسلمين أن يمدوا جسور الوصل مع غزة، ويدفعوا باتجاه أن يتواصل العالم مع غزة. ولو كانت جامعة الدول العربية بحالة من الصحة والعافية والوضع العربي على ما هو عليه الآن من ضعف وتراجع وتفتت ربما كانت المواقف مختلفة، لكننا أمة مأزومة أصبحت كالقصعة تتداعى عليها الأكلة من كل جانب، لذلك عربد الإسرائيليون وفعلوا ما فعلوا. مع ذلك أعتقد أن على الغرب وليس على العرب والمسلمين فقط، أن يدفع باتجاه إنهاء الحصار على غزة، لأن الحصار جريمة إنسانية المجتمع الدولي متورط فيها. وهذا يستوجب على الغرب إذا أراد أن تبقى له علاقات مع المسلمين أن يضع حدا لهذا الحصار الظالم، حتى نصدق أن في الغرب قوانين إنسانية.

 

كل مظاهر الحصار تشي بأن الغرب فقد إنسانيته، وهذا انعكس على العرب والمسلمين الذين تركوا الفلسطينيين لقدرهم، ونحن عقدنا العزم أن نقاوم وأن نستعصي على الحصار وأن لا نخضع لأي ضغوط غربية. نحن لسنا أول شعب فرض عليه الحصار، هناك شعوب أخرى شاركتنا الحصار نفسه، وما الحالة الصومالية ببعيدة عنا، نحن مازلنا ننتظر ما وعد به الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن هناك تغييرا سيقع في عهده، خصوصا أن أمريكا هي التي تحرك مفاعيل السياسة في العالم، فإذا ما حدث تغيير في الملف الفلسطيني فإن أشياء كثيرة ستتغير في المنطقة، وإذا استمر الحصار والعزلة فإن الشعوب دائما خلاقة في ردودها وفك العزلة عن نفسها.

 

س ـ هل تعتقد بأن مصر شريكة في هذا الحصار؟ 

 

 ـ لا، مصر تبذل جهدا في معالجة الملف الفلسطيني ومواجهة الحصار المفروض على غزة، لكنها هي أيضا تتعرض لضغوط من الغرب ومن أمريكا خاصة بأن تبقي معبر رفح على ما هو عليه الآن. طبعا مصر لها تخوفات أخرى من فتح معبر رفح بالكامل، وهي تخوفات تنبني على امكانية تحول عبء غزة من الاحتلال إلى مصر، فينفرد الإسرائيليون بالضفة لإنهاء حلم الدولة الفلسطينية إلى الأبد. لكننا في "حماس" وفي حكومة الوحدة الوطنية في غزة نعتب على الإخوة في مصر، ونرى أن مصر لها امكانيات أفضل لرفع الحصار عن غزة وتسهيل دخول المرضى والجرحى وأصحاب الحاجات الإنسانية فنحتاج إلى أن يبقى المعبر على الأقل في أيام منتظمة في الشهر يعرفها أصحاب الحاجة. ويأتي عتبنا من باب عجز القادرين عن التمام، فمصر دولة مركزية في الوطن العربي ولديها امكانياتها المتميزة وتاريخها العظيم.

 

طبعا نحن لا نحمل مصر أكثر مما تطيق، ولذلك نترك لسان الأمل بالدعاء لإخواننا في مصر بأن يتفهموا حجم معاناتنا في غزة، وأن يبذلوا الجهد فنحن ننتظر منهم الكثير، ونأمل أن تظل مصر رافعة لنا لتعزيز صمودنا وقدراتنا في التصدي للاحتلال، فغزة هي البوابة الشرقية للأمن المصري، وقوة أهلها قوة لمصر، والتمكين لقدرات الحكومة في غزة هو تمكين لقدرات مصر في مواجهة أي عدوان إسرائيلي محتمل.

 

س ـ قيل أن هناك مؤتمرا في جانب شاركت فيه شخصيات من "حماس" إلى جانب إسرائيليين وشخصيات عربية وإسلامية لبحث آفاق التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، هل هذه أنباء صحيحة؟

 

 ـ حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لم تشارك في هذا الاجتماع، فهذا اجتماع شاركت فيه قرابة 120 شخصية فلسطينية وعربية وإسلامية من الجاليات العربية في الخارج، بالإضافة لشخصيات يهودية، وكان يحاول دراسة الآفاق المتاحة للتسوية في النزاع العربي ـ الإسرائيلي، و"حماس" لم تشارك في هذا الاجتماع، والحديث عن مشاركتها مبالغات هدفها الإساءة لمواقف "حماس" لا أكثر ولا أقل، فمواقف "حماس" واضحة تماما، وتتمثل في عدم الجلوس مع الإسرائيليين على أي طاولة للتفاوض وهذه مسألة يعرفها القاصي والداني، وليس لدى "حماس" ما تخفيه في هذا الشأن، حتى في ملف شاليط معروف أن الطرف المصري هو الوسيط فيها ودخلت أطراف أوروبية على الخط لكن لا توجد أي اتصالات مباشرة بين "حماس" وإسرائيل إطلاقا.

 

س ـ لكن ألا يتناقض كلام كهذا مع حل الدولتين الذي قالت به "حماس"؟

 

 ـ "حماس" عندما قالت بأنها ستتعاطى مع حل الدولتين، وقالت بأنها لن تعرقل قيام دولة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، لم تقل إنها غيرت رؤيتها السياسية، لكن بعض التأويلات لبعض التصريحات الصادرة عن بعض قيادات "حماس" تعطي تفسيرات من عندها لمواقف "حماس"، القبول بدولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف لا يعني أن "حماس" قد تخلت عن حقها التاريخي في فلسطين وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، وهو حق تفرضه قوانين الشرعية الدولية، هذا هو موقف "حماس"، لكن في السياسة يوجد ما يعرف بنظرية الواجهة والمشهد ثلاثي الأبعاد، نحن نريد دولة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف وبعد ذلك لكل حادث حديث.

 

س ـ انتهى مؤتمر "فتح" السادس قبل أيام، هل مازلت "حماس"تراهن على الحوار معها، أم لأن الحديث عن الحوار ليس إلا مضيعة للوقت؟

 

 ـ لا شك أن بعض العناصر في "فتح" لا تريد أن يتحقق التواصل من جديد مع غزة، وتريد أن تكتفي بالخيرات التي تنعم بها في الضفة جراء الهبات والمساعدات الدولية وتعمل على إقامة مملكة لها في الضفة، لكن هناك شخصيات وطنية داخل "فتح" نقدر لها تاريخها ورمزيتها في المسيرة الوطنية يرفضون هذه المواقف التي تحاول أن تعزل الضفة الغربية عن الوطن. هناك أكثر من تيار داخل "فتح"، نحن نأ/ل أن ينتصر التيار الذي ينادي بالمصالحة، ونأمل أن يكون قادرا من خلال جهده للتغلب على مواقف بعض الاجندات الخاصة الذين ألقوا بأنفسهم في أحضان الإسرائيليين، نحن نراهن على الشخصيات الوطنية في "فتح" التي نكن لها كل التقدير في أن تنتصر على أي طرف يريد تكريس القطيعة والانقسام بين أبناء الوطن الواحد، ولا شك أنه إذا تحققت المصالحة فإن الوضع الفلسطيني سينفرج باتجاه توحيد مسار البوصلة ضد الاحتلال وتقوية الموقف الوطني المقاوم.