خبر دلال تحاول الهروب من أي شيء في رمضان يذكرها بعائلتها التي قتلت في الحرب

الساعة 09:20 ص|23 أغسطس 2009

دلال تحاول الهروب من أي شيء في رمضان يذكرها بعائلتها التي قتلت في الحرب

فلسطين اليوم-ا ف ب

تجلس دلال في غرفتها عند جدتها أمام جهاز الكمبيوتر لساعات طويلة في اليوم الأول لشهر رمضان متفادية كل ما من شأنه أن يذكرها باسرتها التي قتل جميع افرادها في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة (أواخر 2008 ومطلع 2009).

   ورغم انها ترفض الخوض في حديث يذكرها بوالديها واشقائها الثلاثة الذين استشهدوا اثر قصف منزلهم في حي النصر غرب مدينة غزة، الا ان دلال ابو عيشة (14 عاما) الناجية الوحيدة تصر على مواصلة تعليمها لعلها تصبح امراة ذات تاثير في المجتمع.

   وترقب ام عادل زوجة عمها رشاد الذي يرعاها حركات دلال وتقول "جاء شهر رمضان ليذكر دلال بالسحور والفطور مع عائلتها والعاب رمضان التي اعتادت ان يحضرها لها والدها".

   وتتابع ام عادل وهي مدرسة رياضيات ان دلال وهي في الصف التاسع حاليا "دائما شاردة الذهن وتجلس ساعات طويلة لتصفح الانترنت او مشاهدة التلفزيون. انها فتاة ذكية جدا لكن تحصيلها العلمي تأثر كثيرا. نحاول ان نساعدها للتغلب على وضعها".

   ويصف رشاد الوضع في رمضان هذا العام "بالاسوأ"، ويضيف "الحرب اضافت هموما واعباء لا نقدر عليها" مشيرا الى ان الوضع النفسي لدلال التي تعيش مع جدتها في غزة "صعب مثل كل الاطفال من ابناء الشهداء".

   ولا يختلف وضع الماظة السموني التي استشهد 29 من افراد عائلتها كثيرا عن دلال التي باتت تربطها معها علاقة صداقة.

   وتقضي الماظة معظم وقتها في خيمة ممزقة فوق ركام منزلها الذي دمره الجيش الاسرائيلي في الحرب الاخيرة وهي تستذكر مع والدها الجريح امها واخوتها الستة الذين قتلوا في الحرب.

   وتقول الماظة "لن انسى امي واخوتي .. رمضان صعب من دونهم .. انا حزينة لان امي لا تعد لنا الافطار والسحور، وابي جريح لا يقدر على العمل..امي واخوتي ذهبوا شهداء..الله يرحمهم".

   ويأمل والد الماظة ابراهيم السموني الذي اصيب بشظايا قذيفة دبابة اسرائيلية واستشهدت زوجته واولاده وهدم بيته الى جانب عشرات المنازل المهدومة في منطقته في حي الزيتون شرق غزة، ان تبدأ عملية اعادة اعمار غزة ليعيد بناء بيته.

   كما يأمل ان يتمكن من تعليم ابنته لتصبح محامية تدافع عن حقوق "المظلومين".

   ويقول ابراهيم وهو يستمع الى مكبر الصوت يقرأ القران في بيت عزاء عمه صالح والذي اقيم فوق ركام البيوت المهدومة، "شهر رمضان يفتح الجرح ويذكرنا بمصيبتنا.. زوجتي واولادي واخوتي واعمامي واولاهم كلهم استشهدوا وبيوتهم دمرت .. الايام الحلوة راحت".

    ويضيف "لا طعم لشهر رمضان ولا لأي شيئ بعد الحرب في غزة..الحصار دمرنا ولا توجد اجواء رمضانية..في السوق لا بضائع ولا حاجات الشهر الفضيل واذا وجدت بضائع فهي باسعار جنونية".

   ويمكن ملاحظة قلة البضائع ومستلزمات رمضان في اسواق غزة رغم استمرار تهريب البضائع عبر الانفاق المنتشرة على طول الحدود بين مصر والقطاع الذي تحكم اسرائيل عليه الحصار.

   وتقول امنة بربخ من سكان خان يونس (31 عاما) "لا نلاحظ استعدادات للشهر الفضيل كما تعودنا في الاعوام الماضية"، وتضيف انها تغض النظر عن الاشياء القليلة في السوق بسبب "قلة ما باليد والوضع الاقتصادي والمادي الصعب".

   وتروي هذه المراة وهي ام لثمانية اطفال ان زوجها عاطل عن العمل "واللحمة والفاكهة لا تدخل بيتنا لاشهر طويلة بسبب ارتفاع الاسعار".

   الحال نفسه يعيشه سامي (40 عاما) وهو من سكان مخيم جباليا في شمال قطاع غزة. ويراجع سامي وهو عاطل عن العمل ايضا قائمة احتياجات اولاده السبعة ومستلزمات العام الدراسي الجديد الذي يتزامن مع بدء شهر رمضان.

   ويقول سامي "لا يعرف المواطن في غزة من أين تاتيه المصائب وكيف يعالج مشاكله. غالبية الناس بدون عمل وبدون مصدر رزق والاسواق بلا بضائع واذا وجدت فالاسعار فوق طاقتنا".

    اما نبيل وهو صاحب محل حلويات، فيؤكد ان البضائع موجودة وتصل الى غزة عبر الانفاق لكنه يشتكي قلة المشترين.

   ويمكن هذا العام مشاهدة فوانيس رمضان المهربة من مصر باعداد قليلة معلقة في الطرقات أو أمام واجهة بعض المحال التجارية فيما اقبال المواطنين غير كبير على شرائها بسبب ضيق الحال.

   وتخضع غزة لحصار وإغلاق تم تشديده منذ منتصف 2007 بعد سيطرة حماس على قطاع غزة.