خبر خُلقت بدون يدين.. (آية).. طفلة تتحدى عجزها وتعبدُ بنفس التحدي مُعجزِِها

الساعة 09:11 ص|22 أغسطس 2009

خُلقت بدون يدين.. (آية).. طفلة تتحدى عجزها وتعبدُ بنفس التحدي مُعجزِِها

فلسطين اليوم – غزة ( تقرير خاص)

لم تستطع الإعاقة أن تثني من همة الطفلة آية مسعود (9أعوام) من سكان منطقة الجلاء وسط مدينة غزة من القيام بتسبيح الله والصلاة والقيام بجميع الأشياء التي تقوم بها أي فتاه من عمرها بل وأكبر من عمرها.

 

فقد خُلقت (آية) بدون يدين وعاشت كمن لهم ذلك, دفعها إصرارها إلى أن تكتب وتأكل بقدميها, وتفتح حقيبتها وكراستها دون مساعدة أحد, بل أنها تتوضأ وتصلي, وتغسل الأطباق بنفسها, وقد أوصلها هذا التحدي إلى أن تكون طالبة متميزة في مدرستها, ومحبوبة بين مدرسيها وزميلاتها.

 

متحديةًً كل الصعاب خرجت آية لتوصِل رسالة عبر "فلسطين اليوم" إلى كل أطفال فلسطين بل العالم بأن لا شيء مستحيل وأنها برغم الإعاقة ترفض الرضوخ , إصراراً منها على المثابرة في الدراسة, وتحدي المستحيل, مؤكدة على حقها في الحياة وتحقيق أمالها.

 

بابتسامتها ترسم الأمل

تحدثت آية وفرحة النصر على ما أبتلها الله به تحوم في وجهها فقالت:"أحمد الله على ما أصابني خُُلقت بدون يدين, واجهت صعوبات وتحديات في البداية, فأنا بالنهاية إنسانة من حقي أن أعيش كأي طفلة, ومن حقي التعلم وإثبات الوجود."

 

وأضافت بأنها عانت كثيراً حتى تمكنت من مساعدة نفسها للتأقلم مع وضعها ولكن قدرة الله سخرّت لها موهبة القدرة على أن تقوم بجميع المهام  بقدميها بدل من يديها ودون مساعدة أحد, حيث توضأت بقدميها, ولبست ملابس الصلاة بنفسها وصَلت.

 

رسمت آية بقدميها طموحاً بأن تصبح في المستقبل معلمة لتعلقها الشديد بالتعليم, وذالك بشهادة  إدارة مدرستها فقد مُنحت شهادة تكريم كطالبة مثالية.

 

وبينت آية بأنها بالوقت الحالي لاتواجه أي مصاعب في حياتها فقد تأقلمت على وضعها الحالي، أما هواياتها فقالت آية إنها تحب الدراسة, والكمبيوتر, والنشيد, واللعب بالحبل.

  

 

لاحياه مع اليأس

أما والدة آية فتقول: "لم أرى على ابنتي أي اختلاف عن بقية الأطفال الأصحاء فهي تعتمد نفسها بكل شيء في أكلها ودراستها, وفي نومها ويقظتها فتغسل وجهها وتتوضأ وتصلي, وتجهز نفسها للذهاب إلى المدرسة, بل أنها تلعب على الكمبيوتر, وتستخدم برنامج الرسام."

 

وتبتسم الأم " ابنتي تحّدت المستحيل, فقد ولدت بدون يدين وظن البعض أن ذلك سيكون عجزاً لها وسيحبطها في حياتها, ولكنها تحدت عجزها, وجعلت من ابتسامتها الدائمة أملاً لها في الحياة فهي تلعب وتمرح وتدرس وتتفوق على باق زميلاتها ".

 

وأشارت الوالدة إلى أن آية تأكل لوحدها بواسطة قدميها دون مساعدة أحد, وهي تحرص دائماً على نظافتهما بشكل دائم, حيث تضع المعلقة ورغيف الخبز بين أصابعها وتأكل لوحدها, كما أنها تقطع الخضروات والفواكه بنفسها".

 

لقد ضربت آية مثلاً حياً لمعنى التحدي وإثبات الوجود  فبرغم  معاناتها  ومُصابها إلا أنها رفضت الإنصياع لها, فهذه رسالة إلى كل الأطفال المعاقين بأن لا حياة مع اليأس وأن لابد من التغلب على الإعاقة بهمة قوية لتكونوا فاعلين في المستقبل .