خبر رغم امتلاء الأسواق بالبضائع الرمضانية.. إقبال خجول.. وغلاء واضح

الساعة 07:34 ص|22 أغسطس 2009

رغم امتلاء الأسواق بالبضائع الرمضانية.. إقبال خجول.. وغلاء واضح

فلسطين اليوم – غزة ( تقرير خاص )

من جديد أقبل شهر رمضان المبارك ليرسم على وجوه مسلمي العالم فرحة لم يكن يرسمها أي شهر من قبل, وذلك لما يتميز به الشهر من مقومات خاصة به, ففي شهر رمضان تعود الروابط الاجتماعية لتلتحم من جديد, وتمتلئ الأسواق ببضائع خاصة تميزه وطقوسه التي يتمسكون به.

 

ولكن المواطن الغزي بعيد عن هذه الاحتفالات بفعل الحصار الجائر المفروض على المواطنين منذ ثلاث سنوات، خاصةً أن هذا العام يتصادف ثاني أيام شهر رمضان بأول أيام العام الدراسي, مع عدم صرف رواتب للموظفين، وفوق هذا وذاك حصار فاغر فمه ليحرم الغزيين من أي احتفال بهذا الشهر الفضيل, ومعاناة المواطنين تزداد يوماً بعد يوم.

 

وحاولت" فلسطين اليوم" أن تقف لتلقي الضوء على الأسواق الغزية وأسعار البضائع التي تمتلئ بها الأسواق, وحركة المواطنين الشبه مشلولة علها تنقل للعالم الصورة الحقيقية لمعاناة المواطنين الغزيين .

 

المواطن عمر الزق صاحب إحدى المحال التجارية أكد لنا أن أسعار البضائع المحلية في متناول اليد, نظرا لعدم وجود بضائع مستوردة من إسرائيل وتركيا كالأعوام السابقة, فالمصانع المحلية تقوم بتصنيع الحلاوة الطحينية بأسعار في متناول يد المواطنين ولكن مع خفض الكمية.

 

أما عن البضائع المصرية فقال الزق " إن المكسرات الآتية عن طريق الأنفاق تباع الآن بسعر أقل من السنوات الماضية وذلك لعدم وجود ضرائب مفروضة عليها" .

 

وعن حركة إقبال المواطنين على الأسواق تحدث الزق قائلاً" إن حركة المواطنين شبه مشلولة نظراً لتصادف العام الدراسي مع شهر رمضان", مؤكداً في الوقت ذاته أن الفترة الذهبية للأسواق كانت في الفترة ما قبل انتفاضة الأقصى حيث العمل داخل إسرائيل, وتوفر رواتب الموظفين بشكل يريح المواطنين .

 

وقال الزق معلقاً "بدو يمشي رمضان"، ورغم عدم توفر المال الكافي لغالبية الغزيين إلا أن أهل الخير لا ينسون أهلهم في القطاع.

 

أما ياسر العرعير أحد تجار الجملة في غزة فأكد أن سعر البضائع طبيعي كالسنوات الماضية, إلا أن البضائع التي تستورد من الأنفاق مرتفعة السعر نظراً لأن تكلفة شرائها مرتفعة، أما حركة إقبال المواطنين فلم تكن بأحسن حال من سابقتها.

 

محمد حلس صاحب إحدى المحال التجارية أرجع سبب ارتفاع الأسعار إلى الحصار الذي أنهك قوى المواطنين الغزيين, مؤكداً أن حركة الإقبال على الشراء ليست كالسنوات الماضية  فحتى من يقبل على الشراء , يأخذ كميات قليلة نسبياً مقارنة مع السنوات السابقة .

 

فمن هنا يتضح لنا أن رمضان العام ليس كالأعوام السابقة , فالقوة الشرائية متجه نحو الوراء

ومعاناة الغزيين متجه نحو الزيادة.

 

المواطن أحمد حسن من سكان مدين غزة , تحدث عن معاناته وهو يشتري مستلزمات شهر رمضان , التي فاق سعرها ما يمكن أن تتخيله العقول , فثمن المربى اعتاد المواطن حسن أن يشتريه بعشرة شواقل إلا أنه تفاجأ هذا العام عندما وجد سعره تضاعف فأصبح يباع بعشرين شيقل, فضلاً عن ازدياد الأسعار بشكل عام . 

 

وكحال الشعب الفلسطيني فشهر رمضان هذا العام ليس كالأعوام السابقة, فالقوة الشرائية متجه نحو الوراء ومعاناة الغزيين متجه نحو الزيادة, بعد ارتفاع معدل البطالة إلى 80% , في حين وصل معدل الفقر إلى 90% .