خبر صحيفة: أبو علاء مصمم على طعنه بنتائج انتخابات فتح ومكتبه يقول إنه لا يريد كشف كل شيء

الساعة 05:35 ص|21 أغسطس 2009

فلسطين اليوم-الشرق الأوسط

قلل قياديون شباب في فتح، غير راضين عن نتائج انتخابات قيادة الحركة الجديدة، ممثلة باللجنة المركزية والمجلس الثوري، من احتمال حدوث انشقاق، معتبرين أن عهد الانشقاقات ولّى، لكنهم أبدوا قلقا من أن تشهد حركتهم «نزوحا»، إثر ما وصفوه بالنتائج غير المرضية. ويأتي هذا القلق، بينما شهدت الحركة أخيرا، موجة من الاستقالات بدأت بسفير فلسطين في مصر، نبيل عمرو، الذي فشل في الوصول إلى مقاعد اللجنة المركزية في فتح، الذي استقال من منصبه وطلب من الرئيس محمود عباس (أبو مازن) إعفاءه كذلك من إدارات قناة «الفلسطينية» الفضائية، التابعة لفتح، وقبل الرئيس استقالته.

ومثل عمرو، قدم القيادي في حركة فتح عبد الرحمن أبو النصر أمين سر المكتب الحركي للمحامين في غزة وعضو المحكمة الحركية استقالته قائلا لأبو مازن، «يبدو أننا نحن من صمدنا على أرض غزة.. أننا مسؤولون عن مقدمات ونتائج انقلاب حماس وعلينا واجب دفع الثمن».

وقبل ذلك قدم قياديون من فتح في القطاع، استقالاتهم، احتجاجا على ما وصفوه بـ «التزوير» في الانتخابات. وكان أول من اتهم المؤتمر بالتزوير، أحمد قريع (أبو علاء)، مفوض التعبئة في فتح الذي خسر مقعده في اللجنة المركزية.

وفي مكتب أبو علاء يقولون إن حجم الاعتراضات من قياديي وكوادر فتح كبير ومقلق. وقال مسؤول في المكتب لـ «لشرق الأوسط» إن أبو علاء مصمم على الطعن الذي قدمه ولن يسحبه.

وهاجم المسؤول عضو اللجنة المركزية الجديد صائب عريقات، وقال إنه منع إعادة فرز الصناديق كما طلب منه، وأن أبو علاء ما زال ملتزما بعدم كشف كل ما تم في الانتخابات بناء على طلب من الرئيس.

وقال عز الدين أبو طه، مدير مكتب أبو علاء، «نحن نطعن في عريقات نفسه إذ لا يجوز أن يكون مرشحا مسؤولا عن الطعون». أما حسام خضر، القيادي الشاب المعروف في فتح ولم يحالفه الحظ في انتخابات اللجنة المركزية، فقال لـ «الشرق الأوسط» «الانشقاق مستبعد وعهد الانشقاقات ولّى»، مستدركا «لكن فتح ستعيش نزوحا كبيرا إلى فصائل شتى». ويعزو خضر أسباب هذا النزوح، إلى «استبعاد عدد كبير جدا من الكادر الذي يستحق الحضور في المؤتمر، واستبدالهم بموظفين وسكرتيرات وأقارب موالين، وكذلك الخلل الكبير الذي شاب أعمال المؤتمر وعدم قدرته على نقد الوضع القائم والمحاسبة، وما شاب المؤتمر من أخطاء كبيرة، مست شفافية وسرية العملية الانتخابية».

ورغم أن خضر لم يشر إلى تزوير مباشر، إلا أنه اتهم لجنة الانتخابات بأنها سمحت «لمرافقين ومرافقات» بالعمل داخل مقر التصويت، «لحساب مرشحين على حساب آخرين» حسب قوله.

ولم تأت انتخابات اللجنة المركزية بجيل شاب، بل أقصت الحرس القديم، إذ لم تُبق إلا على 5 منهم، وتواجه اللجنة اتهامات بأنها غير منسجمة، بسبب خلافات تاريخية بين أعضائها، وقال خضر إنه كان يتمنى أن «لا يفوز أحد من الكاريستا (المجموعة) القديمة، وأن لا يفوز بعض من هم في مقاعد القيادة». ويرى خضر أن توجهين يتنازعان قيادة الحركة الآن، هما «توجه وطني، وتوجه يريد أن يأخذ الحركة إلى اشتراطات العملية السياسية».

وقال حاتم عبد القادر، وقد نجح في انتخابات المجلس الثوري في فتح، لـ «الشرق الأوسط»، إن «نتائج انتخابات المركزية غير مرضية، ونتائج الثوري كانت أفضل»، شاكيا «من التدخل في إرادة الناخبين، وهذا أدى إلى دخول أشخاص وخروج أشخاص».. وأضاف عبد القادر، الذي يحظى بشعبية جيدة في أوساط شباب فتح، ويعتبر من قادة الانتفاضتين الأولى والثانية في القدس، «التركيبة (المركزية) غير متجانسة الأهداف والأجندات والرؤى». وتابع القول «تركيبة المركزية لا يمكن أن تكون عفوية». ويتفق عبد القادر مع خضر في استبعاد حدوث انشقاق، مؤكدا أن حركته ستتحول إلى تيارات، كما يتفق معه بأنها قد تشهد نزوحا، لكنه يرى أن النزوح لن يكون ذا تأثير عميق، «لأن من يمكن أن يقود هذا النزوح ليس له شعبية كبيرة». وألمح عبد القادر إلى أن أبو مازن تدخل بشكل غير مباشر بالتأثير على الناخبين، وقال، «كل اللي جابوا أصوات عالية ذكرهم الرئيس في المؤتمر، مثل أبو ماهر غنيم وسليم الزعنون»، وفشل معظم الشباب، مثل خضر، وقدورة فارس وأحمد غنيم، وآخرين. وقال خضر، «أنا اشتغلوا ضدي، كل التقاطعات مرت على جسدي من أجل إفشالي»، موضحا «خضت التجربة كرسالة لجيل شاب حاول عبور خط بارليف».

واستغرب أبو علي مسعود، وهو أحد أبرز قيادات غزة التي ترشحت للمركزية، وفشلت، من عدم تلقيه ردا على طعون قدمها ورفاقه في نتائج الانتخابات. وقال لـ «الشرق الأوسط»، «طنشونا». وأضاف، «رجال الأمن تدخلوا وأثروا على الناخبين. وتابع أن «عددا كبيرا من غزة لم يشارك». ويرى مسعود أن فرص الانشقاق ضعيفة، لكن من الطبيعي أن تثبت ناس وتسرح ناس».