خبر حالة كارب كمثل.. معاريف

الساعة 12:27 م|20 أغسطس 2009

بقلم: جدعون سامت

ينزل الناس باللائمة على الشرطة على موجة الجريمة البشعة كونها المسؤولة عن الا يقتل، يسلب، يضرب، يغتصب الناس. وهي تستحق الضربة لانها بالفعل لا تؤدي دورها كما ينبغي. في هذا الموضوع ثمة لقدر كبير من الاسرائيليين تجربة شخصية مثيرة للاعصاب حتى المأساة. وبالتوازي، تظهر جملة صور محرجة في الجيش ايضا. الجهازان اللذان يحميان أمنكم أخذانا مرة اخرى في طريق أسود. ليس بسبب القيظ. ليس بسبب نقص الميزانية. وفي جملة من الاحداث البشعة تبين ما تعلمه الكثيرون على جلدتهم ويعرفونه منذ زمن بعيد: الوضع الاسرائيلي لا يسير كما نشاء. والشرطة هي مجرد قسم صغير من السقوط.

الدولة تكبو بشكل مخجل في الكثير من مهامها. فهي تفشل في تقليص القتل على الطرقات. التعليم يتدهور رغم أنه في العقدين الاخيرين اضيف له مال بمقدار يقترب من الذروة العالمية. الجهاز الصحي يتميز باداء طبي، ولكنه مشكوك بصلاحيته العامة. نحن نتراجع في خدمات الرفاه. وشركات خاصة، مثل الكوابل، تنغص لكم حياتكم. البلديات غارقة في الفساد. ومنذ سنين والجيش يتراجع في سمعته الطيبة.

اسرائيل لا تزال متخلفة جدا في هذه المجالات. البنى التحتية متهالكة. الخدمة منكلة. وزارات حكومية مركزية متحجرة. لم نستوعب حقيقة انه على مساحة ولاية نيوجيرزي في الولايات المتحدة  اصبحنا أكثر اكتظاظا مما في الدانمارك (5.5 مليون) العدد الكبير من السكان في هذه البلاد. لا توجد دولة اخرى ازداد عدد سكانها بهذا المعدل. نحن نعيش في غابة، قال هذا الاسبوع شقيق المغدور آريه كارب.

د. يعقوب كارب، طبيب العيون من كريات بيالك، ضرب في السنة الماضية في العيادة على يد ابن امرأة طلبت ان يفحصها دون دور. واشتكى في الشرطة، لم يستدعَ للاستيضاح وبعد نصف سنة تلقى بلاغا يقضي بان الملف اغلق "لانعدام الاهتمام العام".

المشبوهون بقتل كارب عربدوا الاسبوع الماضي في ذات الشاطىء وهم سكارى، هددوا حياة مراقب استدعى سيارة شرطة. وقد أجرت هذه دورة وانصرفت. المزيد من المال لن يجدي نفعا هنا. بسبب شيء عميق وعنيد اسرائيل هي مكان يخون رعاياه. فقد تغيرت جدا وخدماتها لا تلحق بالتغيير. ودفع المزيد من الشرطة الى الشوارع سيجدي قليلا ولكنه لن يقوم بالعمل.

مرة قال احد ما ان كل ما تحتاجه اسرائيل الصغيرة هو "شريف" جيد. فهي تحتاج الى اكثر من ذلك بكثير. مطلوب هنا تغيير جذري في مفهوم الخدمة التي الدولة ملزمة بها تجاه سكانها. والى أن يحصل هذا فانهم سيواصلون المعاناة من الصفقة الخربة التي عقدوها مع السلطات. التحسن في المؤشرات الاقتصادية والدفع بالمال الخاص حتى في وقت الازمة العالمية يخلقان الانطباع المغلوط بان الدولة تتنافس مع افضل دول العالم. ليس هكذا هو الحال بالشكل الذي يتصرفون به تجاهكم.

التفكر المثير للاعصاب هو الحاجة الى الكثير من المعاناة الاضافية التي تلحق ببعض العائلات في هذه الاسابيع والى عشرات الالاف مع الوقت، الى ان تفهم حاجة مهملة جدا: المعاملة المغايرة للسكان الذين يعدون 7 مليون ممن لا يمكنهم ان يديروا هنا حياة آمنة الى أن تتغير الصفقة القديمة التي عقدوها مع السلطات. بقدر ما ليس لنا بلاد اخرى، فهذه التي لنا ينبغي أن تدار حسب حجومها الصحيحة. المال يمكن ان يتوفر. على المستوطنات يسكبونه بوفرة. ما ينقص هو الاعتراف في الشارع وفي القيادة بان الدولة نفسها مغايرة. تكييفها مع حجمها الحقيقي، في مجالات عديدة، لا يقل عن الثورة. لا تخدعوا انفسكم بحلول سريعة.

التغيير الذي سيحقق الفارق في دولة تخرج عن الخطوط بعيد عنا اكثر من الشرطة حين نحتاجها.